عبد الجبار العتابي من بغداد: في الاحتفالية التي اقيمت للاحتفاء بالملحن العراقي المغترب كوكب حمزة في المسرح الوطني ببغداد، كان رجل الدين الشيخ احمد القبنجي حاضرا، وهو ما اثار العديد من الحضور لاسيما الجمهور العادي، الذي بالتأكيد استغرب حضور (شيخ معمم) لمهرجان غناء وموسيقى، وهو ما جعلنا نستوقفه لنعرف سبب حضوره ولنتعرف على ارائه ومواقفه، لا سيما ان بغداد شهدت هجرة كبيرة للمطربين والموسيقيين العراقيين، سألناه وكان يجيب بصراحة ووضوح.

قال الشيخ القبنجي: لا يمكن قول كلمة مختصرة عن هذا المهرجان لانه يحتاج الى كلام كثير، ولكن.. انا استفيد من علم الدلالات والسيمياء ان كل شيء دلالة، وكل عالم دلالة، وهذا المهرجان اراه برؤية الدلالات كما يقول القرآن ان كل شيء في العالم ايات، والايات يعني العلامات، هذا المهرجان اية وعلامة على عودة الحياة الى العراق، عودة القيم والفن والحب الى العراق، بداية مرحلة جديدة وطي صفحة الماضي بمآسيه وحروبه وحصاره وبكل احزانه.

واضاف: الغناء والموسيقى اعتبرهما صوت الانسانية، الفن هو قمة الابداع البشري، والدين هو الفن، الدين هو فن الحياة، فن الاتصال مع المطلق، فن الكمال، فن الجمال، وما حضوري لهذا المهرجان يمكن ان تقول عنه انه لكوكب حمزة وللاغنية العراقية وللفن بشكل عام، كل هذا الامور كان حضوري.

وتابع حول رأيه بالملحن كوكب قائلا: كوكب حمزة.. هو احد الفنانين الكبار الذين خدموا الاغنية العراقية، وشيء جميل وضروري ان نحيي ذكريات ونقدر الفنانين والمبدعين في حياتهم وخاصة المغنين والموسيقيين لانهم مظلومون في مجتمع متدين لم يفهم الدين على حقيقته، فلهذا نجد الفنان في البيئة الاسلامية يقع مظلوما، الشاعر مظلوم والموسيقار مظلوم، فيما في الغرب يحترمون المغني جدا، ويحترمون الموسيقار جدا ويعتبرونه بطلا، يعدونه انسانا لديه ابداعات ولديه خدمة للبشرية، اما الان في بلداننا.. فبسبب جهد التبليغ المسموم لرجال الدين الماضويين اصبح لدينا العكس، انهم يلقون الناس دائما برؤية سلبية للموسيقى والاغاني، ولهذا صار مجتمعا ظلاميا، صار مجتمعا همجيا، هذه الاغاني والشعر والموسيقى من شأنها ان تحيي العواطف البشرية، وتحيي الحب الذي نفتقده.