أسس عدد من المستثمرين الشباب في السعودية مقار ثقافية على هيئة quot;مقاهquot; سمّيت بالمقاهي الثقافية، في خطوة أعادت تشكيل هوية المقاهي الحديثة، ويتم فيها عقد لقاءات وحوارات بعيدًا عن رسمية الأندية الأدبية، وفق ما ذكرت المشرفة الإدارية على أندية القراءة السعودية.


وسط حراك ثقافي كبير تشهده السعودية، قام عدد من المستثمرين الشباب بفتح قنوات معرفية جديدة استثمارية وتطوعية، تهدف إلى إنشاء ما يسمّى بـquot;المقاهي الثقافيةquot;. هذه المقاهي الجديدة ذات الصبغة الحديثة لم تكن هي الأولى، فقبل نحو سنة ونصف سنةأطلقت إدارة المكتبات العامة التابعة لوزارة الثقافة والإعلام السعودية؛ مشروعًا تم تطبيقه في المنطقة الشرقية، بعنوان quot;قهوة.. بنكهة المعرفةquot;، تقوم فكرته على توفير مكتبة صغيرة داخل كل مقهى.

الفكرة تلك سرعان ما تطورت، وأصبحت المدن السعودية تعرف لوناً جديدًا من المقاهي، ربما تعد جديدة على السعودية، لكنها شهدت تاريخًا طويلاً في دول عربية أخرى،فقد بدأت تشق طريقها بسبب ارتفاع عدد الشباب السعودي المثقف، الذين يهربون عادة من المقار الرسمية لها. وانتشرت المقاهي الثقافية السعودية، في عصر يشهد تطورًا كبيرًا للتقنية، التي أصبحت تطغى على أشكال الثقافة الأخرى ومناهلها التقليدية، وتحظى هذه المقاهي بدعم من قبل أندية القراءة السعودية quot;التطوعيةquot; لمدّها بعدد من الكتب والمحتويات الثقافية الأخرى.هنا يطرح تساؤل عن مدى جذب المقاهي الثقافية لفئة الشباب في ظل عصر التقنية. تقول المشرفة الإدارية في أندية القراءة السعودية مروة فقيه في حديثها لـquot;إيلافquot; إن المقاهي الثقافية تشكل ظاهرة مميزةفي المملكة من نواح عدة، أبرزها استقطابها الشباب الباحث عن سبل جديدة للترفيه.

وتضيف فقيه أن القراءة ليست النشاط الوحيد الممكن ممارسته فيها، فبعضها يقدم عددًا من الدورات الفنية والحرفية، كما إنها باتت تشكل مكاناً للاجتماعات المستمرّة لأندية القراءة؛فأجواؤها تخدم الاجتماعات المباشرة والموسّعة، وتتيح فرصة للمرتادين للتعرّف إلى أشخاص آخرين يشاركونهم الاهتمامات نفسها.وأوضحت فقيه أن المقاهي الثقافية تعمل على تنويع نشاطاتها، حيث تقيم لقاءات ثقافية. ومبادرة تلك المقاهي تأتي نوعًا من تغطية عجز بعض الأندية الأدبية. مشيرةإلىأن عددًا من تلك المقاهي يقيم عدداً من اللقاءات والديوانيات الثقافيةمع الكتّاب والمفكرين بشكل مباشر في أجواء حوارية مفتوحة لا تخلو من العفوية. واعتبرت أنه بإمكان المثقف وغير المثقف من مختلف الأعمار حضورها بدون استحقاقات رسمية، بخلاف ما يحدث في الأندية الأدبية التي تحضرها شريحة فكرية وعمرية مختلفة، وتدار الندوات فيها بلغة حوارية مفخمة وفق وصفها، وهي التي لا يجد الشاب العادي لنفسه موقعاً داخلها، ولا ما هو جاذب. وتضيف فقيه أيضًا أن الأندية الأدبية تملك نقطة تفوق، وهي أنها تعمل تحت غطاء رسمي، بينما لا تزال هذه المقاهي قائمة على الجهود الفردية، مما يجعل مجال حركتها محدودًا نوعًا ما.

تلفت فقيه في حديثها حولالدعم الذي تلقاه هذه المقاهي إلى quot;أن المشروع غير ربحي، لذا تعد الموارد الماديّة محدودةquot;، لكن توجد خطة مبنية على أساس quot;التعاونquot; من ناحية التّسويق والترويج، وربطهم بالأندية الموجودة على الّساحة فعلياً، ومن هناك تتسع الدائرة، سواء عبر تبادل كتب أو عقد اجتماعات مستمرة وأمور مشابهة.