عبد الجبار العتابي من بغداد:لم تثر الجوائز التي حصل عليها السينمائيون العراقيون في مهرجان الخليج بدورته الخامسة التي اختتمت مؤخرا اي ردود فعل داخل الوسط الفني العراقي الا بقدر بسيط ما يتعلق بالصداقة فقط، فيما ابدى فائزان اسفهما اذ لم ينتبه الى الجوائز العراقية احد ولم تقدم الجهات الفنية التهنئة للفائزين، فيما عبرا عن سرور زملائهم بالنتائج المتحققة للسينما العراقية في المهرجان لاسيما ان الافلام العراقية نالت حصة الاسد، فيما اشار ناقد الى ان عدم الاهتمام بجوائز المهرجان لكون مهرجان الخليج في دورته الاخيرة هذه رفض نحو 30 فيلما عراقيا كونها تتناول العراق بشكل ايجابي !!.

فقد قال المخرج هادي ماهود: أن يحصد العراق تسع جوائز من مجموع خمس عشرة فهذا شيء كبير جداً، ذلك لأن مهرجان الخليج السينمائي تحول الى ساحة للتباري بين سينمائيي المنطقة، وما ميز عروض هذا العام أن المنافسة كانت شديدة والأفلام إتسمت بالجودة المتأتية من إستخدام تقنيات عالية إفتقدت لها معظم الأفلام العراقية التي تميزت برصانة المواضيع ورقيّ المعالجات المقرونة بالفقر الإنتاجي مقارنة بالأفلام الخليجية، فقد كانت ميزانية الفيلم العراقي لا تتعدى نسبة العشرة بالمئة ما توفر للفيلم الخليجي وهذا ما ولّد غصة عند شبابنا خففتها الجوائز التي تقاطرت على أفلامهم.

واضاف: تركت الأفلام العراقية أثراً في نفوس الجمهور والسينمائيين على السواء، أما بالنسبة إلى فيلمي (العربانة) فقد أثرت قراءات ليست فنية للفيلمفي قرار لجنة التحكيم التي منحته جائزة هي أقل من استحقاقه ما ولد رد فعل عنيفا عند سينمائيين مهمين من دول الخليج عبروا لي شخصياً عن امتعاضهم لقرار اللجنة الذي لم يكن منصفا، وأنا أعتبر أن موقف هؤلاء السينمائيين هو الجائزة الكبرى وإذا ما كان هناك غبن فمصدره دائرة السينما والمسرح العراقية التي لم تفرح لما حققناه في الخليج بل بادرت إلى تكريمي وصديقي بطل الفيلم المخرج جمال أمين على طريقتهم حيث أبعدت أفلامنا الطويلة المقرر إنتاجها هذا العام ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العراقية ومنحت فرصنا لمخرجين متقاعدين كانوا قد تمتعوا بكل الدلال طوال سنوات النظام السابق وما قبله.

اما المخرج هاشم العيفاري فقال: الأفلام العراقية لها موضوعاتها الخاصة والافكار الجديدة التي تتولد عند المخرجين، هذه المشاركة الخامسة للافلام العراقية في مهرجان الخليج السينمائي، وفي كل سنة يحصل العراق على نسبة كبيرة من الجوائز لما تمتلكه الافلام من لغة سينمائية ولما تقدم من موضوعات جديدة، حيث جميع المخرجين يتنافسون على مدار السنة لتقديم كل ما هو جديد وما يهمّ المواطن العراقي او يهمّ المنطقة العربية او يوثق المرحلة، جميع الموجودين هناك من نقاد وفنانين ومخرجين اشادوا بالافلام العراقية التي حصلت على جوائز وحتى التي لم تحصل اثارت اعجابهم، والحمد والشكرلله حصلنا على تسع جوائز من بينها شهادة تقديرية، وطموحنا اوسع من هذا لاعادة الروح الى السينما العراقية.

واضاف: الفيلم الذي شاركت فيه والذي عنوانه (ابتسم مرة اخرى) تناولت فيه حادثة حدثت في العراق والتي هي خلل في شبكة الموبايل ما احدث تداخلا في المكالمات فأفرزت هذه الحالة الى توليد بعض المواقف الطريفة، جميع الشخصيات في الفيلم ليست لها علاقة مع بعضها لكن يجمعها الحدث الذي حصل، انا فرحت لعرض الفيلم لاول مرة من خلال مشاهدة النقاد والمخرجين والمهتمين بالسينما، اشادوا بالفيلم كثيرا وهذا ما اسعدني، خاصة ان الاشقاء من المخرجين الخليجيين يفتخرون بالافلام العراقية ويذكرونها دائما بالخير، صحيح ان اغلب الافلام توثق الحوادث التي تحصل في العراق ولكن بطريقة لا تثير اشمئزازا وليس فيها اسفاف ولا التواءات ولا تعصبات ولا طائفية، بل تتناول المرحلة كالحروب او معاناة المواطن العراقي،فكل الموجودين اشادوا بالافلام العراقية ودائما هم مهتمون بمشاهدتها،وطبيعة مشاركتي في المهرجان هي موضوعان، الاول فيلم (ابتسم مرة اخرى) والثاني هو سيناريو (شارع الذكريات) ضمن سوق السيناريو للافلام الخليجية وهذه المبادرة تحصل لاول مرة في الامارات وهي (سوق السيناريو)، فمن مجموعة 150 سيناريو اختاروا 14 سيناريو خليجيا من ضمنهم السيناريو الذي كتبته انا، ومعي زميلي لؤي فاضل بسيناريو (قطن) والمخرج سلام (ملعب بغداد الرياضي)، ووفرت لنا هذه الورشة الاختلاط مع اناس لهم باع طويل في مجال السينما منهم المخرج المصري الكبير محمد خان والمخرج اللبناني ميشيل كمون والكاتب فريد رمضان، وقد احتضننا محمد خان وتعامل معنا كصديق ووقف الى جانبنا وعدل لنا الكثير من الفقرات والحمد لله تم ترشيح السيناريو لمشروع انجاز ونأمل من خلال هذا الفيلم اذا تم سيكون مشروعي الجديد الذي سيعرض في المهرجان المقبل.

وتابع: الجائزة تعني انها تضعنا امام مسؤولية / ولابد ان نقدم مواضيع افضل من التي قدمناها او ما يوازيه، الجائزة لا تمثل غايتنا ولكنها ثمرة جهد الكوادر التي عملت معنا، وبالتأكيد انتابنا الفرح والسرور والفخر لاننا مثلنا بلدنا وقدمنا الامكانيات وان جهودهم لم تذهب هباء، والمهرجان قدم لنا شكرا وبالتأكيد قدم لنا كتب ترحيب للمشاركة مرة اخرى وشجعنا ولكننا للاسف حين جئنا الى العراق لم نر من اي مؤسسة فنية سواء دائرة السينما والمسرح او وزارة الثقافة اي اهتمام ولم يتصل بنا احد لتقديم تهنئة بسيطة لنا وهذه هي المرة الخامسة التي يأتون بحصة الاسد من الجوائز للعراق، وبالمناسبة انا لا ابغي الحصول على جوائز او ترقية لكن الدافع المعنوي مهم لتعزيز الثقة وانا لست متفضلا حين اقدم فيلما واحصل على جائزة لكن هذا من واجبي لانني سينمائي ولديّ الفكر والطاقة واقدم ما افتخر به امام السينمائيين.

من جهته، قال ناقد (طلب عدم ذكر اسمه) ان عدم الاهتمام بالجوائز التي حصل عليها الشباب السينمائيون داخل العراق او من خلال المؤسسة الفنية العراقية المتمثلة بدائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة وذلك لان الدائرة كما علمت أرسلت الى إدارة المهرجان نحو 30 فيلما مختلفا من اجل المشاركة ولكن الادارة رفضتها جميعا، وكما سمعت ان هذه الافلام تتناول الاحوال العراقية بالشكل الايجابي ويبدو ان ادارة المهرجان لم تتعاط الا مع هكذا افلام، وهذا ما يشاع في الوسط الفني، وهو ما يعني ان الافلام العراقية المشاركة او الفائزة هي ما تتناول الوضع العراقي بشكله السيئ والمشار اليه بالميئوس منه او الذي يرسم صورة قاتمة.

يذكر ان العراق حصد 10 جوائز من بين 15 جائزة في مهرجان الخليج السينمائي بدورته الخامسة، منها فيلم (حلبجة) للمخرج أكرم وحيدو، لقب أفضل فيلم روائي أو quot;الجائزة الكبرىquot; في المهرجان، وفاز الفيلم الوثائقي (أنا مرتزق أبيض) بالجائزة الثالثة للفيلم الطويل، والفيلم من إخراج طه كريمي العراقي الذي درس السينما في طهران، وفي مسابقة الفيلم القصير حصل فيلم (بايسكل) للمخرج رزكار حسين على جائزة أفضل فيلم وأيضا على جائزة أفضل سيناريو، ونال المخرج هادي ماهود شهادة تقديرية، أما في مسابقة أفلام الطلبة التي تعرض أعمال التخرج للطلبة الخليجيين، ففازت رانيا توفيق بجائزة أفضل فيلم قصير عن فيلمها (نسمة هوا) ونال المخرج السينمائي الشاب ملاك عبد علي جائزة أفضل مخرج شاب، وحصل فيلم (ابتسم مرة اخرى) لهاشم العيفاري على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.