ما بين تبادل الإتهامات... وتورط شركات كبرى
quot;إيلافquot; تكشف النقاب عن قضية quot;اللبن المجنسquot; في مصر

bull; مواد سامة داخل عبوات اللبن المصرية.
bull; الاتهامات تطول إحدى شركات quot;اميركاناquot; للصناعات الغذائية.
bull; المنتجون يتنصلون من الأزمة ويلقون المسئولية على الحكومة.
bull; غرفة صناعة الغذاء تعقد مؤتمرا لاعادة الثقة ..ولكن هيهات.


محمد نصر الحويطي من القاهرة


تفجرت خلال الأيام القليلة الماضية كارثة جديدة في الشارع المصري،إستحوذت على اهتمامات القاصي والداني نظرًا لكونها تهم كل كبير وصغير... إنها قضية quot;اللبن المغشوش القاتلquot; أو كما أسماه المتخصصون quot;اللبن المجنسquot;... تلك القضية لم تكن الأولى من نوعها في قطاع الصناعات الغذائية، لكنها حسب تعبير أحد المستهلكين كارثة العام في السوق المصري، لأنها أصابت فعلاً أغلبية الأسر المصرية بالرعب، خاصة بعد أن أثير مؤخرًا أن هناك كميات من quot;اليورياquot; والكيماويات تخلط باللبن إلى جانب خلطه بالماء، وطالت تلك الإتهامات كبار الشركات العاملة بالسوق المصري في هذا المجال وفي مقدمتها quot;جرين لاندquot; التابعة لمجموعة اميركانا للمنتجات الغذائية، مما زاد من مخاوف الناس...quot;إيلافquot; كعادتها تأخذكم في جولة قصيرة للتعرف إلى أبعاد الكارثة وأحداثها...!!!


بداية الأزمة
القضية تفجرت وطفت على السطح منذ أسبوع تحديدًا، حين نشرت جريدة الأهرام المصرية تحقيقًا في صدر صفحة التحقيقات فيها، تحدث عن أن هناك quot;مافياquot; من بعض العاملين في قطاع الألبان تقوم بخلط الألبان بمسحوق اليوريا السام الذي يستخدم لتسميد الأراضي الزراعية فضلاً عن خلطها أيضًا بمسحوق quot;الزهرةquot; البيضاء التي تستخدم في غسل الملابس، هذا إلى جانب غشها بكميات كبيرة من الماء، الأمر الذي قالت عنه quot;الأهرامquot; إنه يؤدي إلى تلف معوي وكلوي شديد أصاب بعضًا من مواطني محافظة الشرقية تلك التي كشفت التحريات عن وجود quot;وكرquot; فيها لهذه الورش والمعامل غير الشرعية.
وما أثار القضية وجعلها تقلب الدنيا في مصر رأسًا على عقب، هو أن التحقيق المنشور في جريدة الأهرام لم يفرق بين الألبان التي تنتجها الشركات الكبرى والأخرى التي تنتجها المصانع والمعامل العشوائية أو حتى ما يتم الحصول عليه من الفلاحين، ممن يربون الماشية.


تبادل الإتهامات
حالة من القلق والريبة والرعب سادت أوساط المستهلكين المصريين خاصة وأن الموضوع يخص صحة المواطن، وفي المقابل سادت حالة مشابهة ولكنها تخص الرأسمال والاستثمار... تلك التى وصلت إلى درجة تبادل الإتهامات بين كبار منتجي الألبان ومشتقاتها، والداهية هو تسرب اسم أحدى كبار الشركات العاملة في مجال صناعة الألبان في مصر داخل نقاش دار بين المنتجين وهي شركة quot;جرين لاندquot; لصناعة الألبان والتابعة لمجموعة quot;اميركاناquot; الشهيرة.

تورط شركات كبرى
وحسب ما علمته quot;إيلافquot; من أحد المصادر المطلعة في غرفة الصناعات الغذائية في إتحاد الصناعات المصرية، فإن هناك إتهامات مباشرة موجهة لشركة quot;جرين لاندquot; وكذلك شركة quot;لاكتويلquot; لإنتاج ألبان الأطفال.

وفي ظل حالة الهرج والمرج والشك والريبة وتبادل الإتهامات، عقدت غرفة الصناعات الغذائية مؤتمرًا موسعًا الأحد، للوقوف على هذه القضية ومحاولة إيجاد الحلول لها وإعادة بعضًا من الثقة إلى المستهلكين على الأقل في الشركات الكبرى بعدما تلوثت سمعتها.


مؤتمر إعادة الثقة
quot;إيلافquot; كانت هناك في المؤتمر... لكن المحبط حقًا هو أن ذلك المؤتمر لم يأت بأي جديد، ذلك لأن منتجي الألبان تنصلوا من الأزمة وألقوا بعاتقها على المستهلكين والجهات الرقابية. وقالوا إن تعدد تلك الجهات الرقابية هو السبب في تزايد حجم العشوائيات وسريحة العاملين في قطاع الألبان، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة.

وقال المنتجون أيضًا إن حجم تجارة العشوائيات في هذا القطاع تزيد عن 80 مليون جنيه، فضلاً عن أن تعدد الجهات الرقابية ما بين إدارية وجودة وغيرها، وكذلك غياب الدور الرقابي في الكثير من مناطق مصر أوجد quot;مافياquot; لغش العلامات التجارية وquot;مافياquot; أخرى لغش الصناعات الغذائية.


أسعار اللبن... وحرقة الدم
أما ما يدعو إلى quot;حرقة الدمquot; فهو ما قاله أحدالحاضرين فيالمؤتمر والمسؤول عن اللجنة الرقابية في وزارة الصحة، عندما أشار إلى أن كيلو اللبنquot; المغلفquot; بـ 6 جنيهات، أما كيلو اللبن quot;السايبquot; فهو بـ 3 جنيهات ونصف، متسائلاً لماذا لا يشتري المستهلك اللبن المضمون ndash;على حد قوله- متناسيًا وبكل أسف أن هناك شريحة كبيرة من المجتمع لا تستطيع شراء اللبن أو الجبن ذي الأسعار العالية وذلك لأن دخل هذه الأسر محدود وقد يكون معدمًا وهم أيضًا في أمس الحاجة إلى هذه المنتجات...!!!!!!

وعلى كل حال وبعيدًا عن التهويل أو التهوين، فإن المشكلة حقًا تفاقمت ووصلت إلى ذروتها، خاصة بعدما وصلت إلى صحة المواطنين الضعفاء من محدودى الدخل الذين لا يجدون أمامهم سوى منتجات الألبان المنخفضة السعر ليعيشون عليها، فلا هم قادرون على شراء منتجات الشركات الكبرى ولا هم قادرون على حماية أنفسهم من الأمراض المتوطنة التى كشفت الأحصائيات أن مصر هي أولى دول العالم تعرضًا لها... وبقي شىء واحد وهو ضمائر صناع الألبان ومنتجيها، تلك التي لا يعلمها ولا يحاسب عليها إلا الله وحده.