لا شك أن سياسات شركات الطيران السويسرية والأوروبية تعتنق تدريجياً ما هو مضاد تماماً لسياسات شركات النقل الجوية، الأميركية وخصوصاً الكندية.
برن: العام الماضي، احتفلت شركة quot;سويسquot;، التابعة لشركة لوفتهانزا الألمانية، سوية مع الموانيء الجوية الرئيسية الوطنية، بتحقيقها نجاح تجاري فاق التوقعات. على صعيد شركة quot;سويسquot; فان العروض، المتعلقة بالرحلات ذات الأسعار المخفضة في خلال فترات معينة من العام، زادت أكثر من 4 في المئة. أما نسبة استعمال طائرات النقل المدنية، نحو كافة أنحاء العالم، فانها قفزت من 80 في المئة، في عام 2009، الى 83 في المئة، في عام 2010. عموماً، نقلت طائرات quot;سويسquot; أكثر من 14 مليون مسافر، في العام الفائت. وهذا أول انتعاش قوي لها منذ عام 2002. علاوة على ذلك، تمكنت شركة quot;سويسquot; من تعويض جزء كبير من الخسائر التي تكبدتها أثناء شلل الحركة الجوية الأوروبية لدى ثورة البركان الأيسلندي.
على غرار تألق موازنات شركة quot;سويسquot;، عادت المطارات السويسرية الى مستويات تعود بنا الى ما قبل اندلاع الأزمة المالية. على سبيل المثال، شهد مطار جنيف زحمة تاريخية في حركة الوافدين والمغادرين ومسافري الترانزيت. ويقدر المراقبون حركة النقل هذه، في العام الماضي، بحوالي 12 مليون مسافر، أي زيادة 5 في المئة تقريباً مقارنة بعام 2009.
في سياق متصل، يشير الخبير غيرهولد فوندرلي لصحيفة ايلاف الى أن شركة quot;سويسquot; استعادت نشاطها التاريخي بفضل اعادة هيكلة كانت مؤلمة لادارتها. لطي صفحة الماضي، يتوقف الخبير فوندرلي للاشارة الى أن سياسات الانفتاح والتوسع هي التي ساعدت quot;سويسquot; في الوقوف على أقدامها، ثانية، بواسطة مراهنة شركة quot;لوفتهانزاquot; عليها، التي كانت بالغة النجاح.
وفي سؤال طرحته quot;ايلافquot;، حول التوترات بين كندا والامارات العربية المتحدة التي تحولت الى تشنجات سياسية، ينوه الخبير فوندرلي بأن كندا اتبعت سياسة quot;الحماقةquot; الجوية. اذ ان أي مخطط، يرمي الى التقوقع على الذات أم اعتناق الحمائية، فاشل، في النهاية. هاهي شركة quot;سويسquot;، مثلاً، تعود الى الحياة بعد أن quot;احتضرتquot; طويلاً. ولا تكمن المشكلة، وفق رأي هذا الخبير، في عدد الرحلات الجوية الأسبوعية التي تقر بها شركة جوية ما الى بلد معين، انما في نوعية الخدمات التي يعتبرها الخبير، تنافسية وأساسية، في الوقت ذاته.
في ما يتعلق بخوف شركات النقل الكندية ازاء quot;غزوquot; شركات الطيران الاماراتية للمجال الجوي الكندي، يشير هذا الخبير الى أن العولمة فرضت وقائع نقل جوية جديدة على الجميع أن يأخذها بالاعتبار بحثاً عن حلول صديقة لا توقعه في ورطة دولية. فالجالية العربية بكندا متعددة الجنسيات. اذن، وبدلاً من الحد من أنشطة شركات النقل الخليجية نحو كندا لماذا لا تبادر شركات النقل الكندية بتعزيز رحلاتها الى الشرق الأوسط للتعويض عما تصفه حكومة كندا بالغزو الاماراتي غير المقبول لسوقها الجوية!
التعليقات