برن: يبدو أن دخول الاقتصاد السويسري مرحلة من عدم الاستقرار بدأ توليد حالة من الارتياب وفقدان الثقة في صفوف الطبقات الشبابية وحتى تلك المنخرطة في قطاع العمل منذ سنوات طويلة. في الوقت الحاضر، يعبر حوالي 53 في المئة، من السويسريين والسويسريات، عن قلقهم ازاء الوضع الراهن للاقتصاد الوطني. أما العمال الأجانب، فان 36 في المئة منهم بدأ يطرح تساؤلات حول مستقبله في هذا البلد. فهل العودة الى الوطن الأم سيكون الحل الأمثل لهم؟ بالنسبة للقطاعات المالية والمصرفية، واعتماداً على عمليات تسريح جماعية، يصنفها البعض بالوحشية، بدأت المخاوف تتفشى داخل 30 في المئة من القوى العاملة داخلهما!

في المقابل، ما زال 54 في المئة من الموظفين والعمال، هنا، يعتقد أن حالته المالية جيدة جداً على الرغم من المخاوف المحيطة بالأجواء العمالية الوطنية. أما حوالي 37 في المئة منهم فان وضعه المالي لا بأس به ويجاري الأوضاع الاقتصادية الراهنة. في حين يبدي 7 في المئة منهم تشاؤمه حيال تداعيات تراجع الصادرات السويسرية. في مطلق الأحوال، تتمسك 83 في المئة من القوى العاملة، بسويسرا، بأن الأوضاع المعيشية والدخل السنوي لن يتأثر بأي أزمة مالية، في الشهور 12 القادمة، على عكس أحكام الأيدي العاملة الأوروبية، ما عدا بعض دول اليورو الغنية، التي ترى مستقبلاً غير مضمون!

في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة quot;ايلافquot; الى أن المصارف المحلية تتابع مخاوف البطالة عن طريق مؤشرات خاصة تخولها، أيضاً، التطرق الى توقعات شاملة، سنوياً، حول الأوضاع المالية والاقتصادية والعيشية، عموماً. في الحقيقة، تعتبر ظاهرة الخوف من البطالة quot;كلاسيكيةquot;، هنا، منذ أعوام. لكن، وبما أن حوالي 40 في المئة من سكان سويسرا فقدوا ثقتهم بقدرات السياسيين على التصليح والاصلاح، بشأن عدة أمور هامة لهم، ونظراً لتآكل ثقة حوالي 20 في المئة من السويسريين في امكانات دول اليورو على ترسيخ مكانتها الاقتصادية بأوقات سريعة، يرى هذا الخبير أن الخوف ظاهرة طبيعية تتفاقم على أطلال ما كان عمال وموظفي سويسرا يتوقعون رؤيته في القرن 21!

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأنه، وبصرف النظر عن مدى مخاوف السويسريين من البطالة، فان سويسرا قادرة، الى الآن، على توفير فرص عمل، بمعاشات وشروط أفضل من تلك الأوروبية، تراجع عددها، مؤخرا، لأسباب قد تكون مؤقتة!