![]() |
سوف تخلِّف مشاركة المرأة المباشرة في القطاعين العام والخاص أثراً كبيراً على القدرة التنافسية لاقتصادات الشرق الأوسط وحتى على استقرارها الاجتماعي السياسي. وبحسب تقرير فإن الاستثمارات في المرأة قد تنشأ عنها quot;فوائد جنسانيةquot; بالغة الأهمية من النساء العاملات والمستهلكات على حدٍ سواء.
بيروت: في خضم مناقشة حكومات الشرق الأوسط والعالم السياسات والأنظمة والممارسات الفضلى الآيلة إلى تحفيز النمو الاقتصادي خلال سنة 2011 وما بعدها، قد تجد فائدة في عدم تركيزها على المناطق والصناعات فقط وتوجيه أنظارها نحو المعلومات الديموغرافية والدور الحيوي الذي تضطلع به المرأة في تعزيز النمو الاقتصادي، وفق تقرير جديد صادر من شركة quot;ديلويتquot; بعنوان quot;فوائد الجنسانية: دراسة جدوى الاستثمار في المرأةquot;.
أوضحت رنا غندور سلهب، الشريكة المسؤولة عن إدارة العناصر البشرية والتواصل في quot;ديلويت الشرق الأوسطquot; أن quot;الرسالة مفادها أنه في الشرق الأوسط، كما في مناطق أخرى من العالم، ساهمت مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي في تحفيز نمو الاقتصاد وستواصل دورها هذا.
وبالفعل، يفيد التقرير بأن الاستثمارات في المرأة قد تنشأ عنها quot;فوائد جنسانيةquot; بالغة الأهمية من النساء العاملات والمستهلكات على حدٍ سواءquot;. وتشير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أنه منذ عام 1995، أدى ردم الفجوة بين توظيف الذكور والإناث إلى نصف الزيادة المسجلة في نسبة العمالة الإجمالية في أوروبا وربع النمو الاقتصادي.
أما في الشرق الأوسط، ورغم أن المرأة تمثل نسبة كبيرة من مجموع القوى العاملة ومن نسبة المتخرجين الجامعيين، لم تبلغ لغاية الآن دوراً متناسباً في صناعة القرارات في بعض الميادين.
واليوم، يتمكن الشرق الأوسط سريعاً من إدراك العالم المتقدم على صعيد الإنجازات التربوية بين النساء. ويُظهر منتدى الاقتصاد العالمي أن الفجوة العالمية بين الجنسين في التحصيل العلمي داخل المنطقة قد رُدمت تقريباً. وعلى سبيل المثال، تعدّ الإمارات العربية المتحدة إحدى الدول النامية التي تشكل فيها المرأة حصة متزايدة في القوى العاملة المتعلمة المحتملة، إذ تشكل النساء فيها 65 % من نسبة الالتحاق بالجامعات والتخرج الجامعي، وفق مركز سياسات الموازنة بين الحياة المهنية والأسرية CWLP، لتحتل بذلك مرتبة أعلى من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا في هذا المجال.
وتشرح سلهب أن quot;الحكومات في منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى أن تأخذ في الحسبان على محمل الجد الدور الذي في استطاعة المرأة أن تؤديه في نمو دولها الاقتصادي مستقبلاً. وستخلِّف مشاركة المرأة المباشرة، في القطاعين العام والخاص، أثراً كبيراً على القدرة التنافسية لاقتصادات الشرق الأوسط وحتى على استقرارها الاجتماعي السياسيquot;.
كذلك توضح ن أهمية التنوّع بين الجنسين بالنسبة إلى الأعمال مرتبطة في صورة محتمة بدور المرأة المتنامي على صعيد الاستهلاك، إذ إن المرأة تسيطر على ما يقارب 20 تريليون دولار أميركي من إجمالي الإنفاق الاستهلاكي عالمياً.
ومع ازدياد القدرة الإنفاقية بين النساء، باتت المرأة تشكل فرصة نمو للشركات، إلا أنه بسبب اختلاف أسلوب إنفاق المرأة عن الرجل، يتعيَّن على الشركات فهم أولويات المرأة بغية استثمار هذا النمو. كذلك فإن وجود النساء والرجال في أدوار اتخاذ القرارات يمنح المنظمات والشركات الرؤية التي تحتاجها لزيادة المبيعات وتعزيز النمو.
وقد جاء في التقرير أن 80% من النساء يشعرن بأن مروّجي الاستثمارات لا يدركون حاجاتهن، إذ إن 50% منهن يشعرن الأمر عينه لجهة مروّجي منتجات الرعاية الصحية والمواد الغذائية. ونظراً إلى القدرة الاستهلاكية التي تتمتع بها النساء، تؤدي هذه المستويات من الاستياء والانزعاج إلى تقليص القدرة التنافسية.
ويمكن أن تظهر فوائد الجنسانية، في حال تطبيقها على النحو الصحيح، من خلال ازدياد المبيعات، وتوسيع الأسواق، وتحسين التوظيف، والاحتفاظ بالمواهب المهمة. ومن أجل تحقيق هذه الفوائد، على المنظمات العامة التركيز على وجهات النظر الجماعية للرجال والنساء على السواء، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات أفضل وقيادة أكثر فاعلية.
وتقرّ quot;ديلويت الشرق الأوسطquot;، التي نالت تقدير quot;أفضل رب عملquot; من شركة quot;هيويت أسوشياتسquot;، بقيمة المرأة في القوى العاملة من خلال برنامج quot;ديلويتquot; الإقليمي للاحتفاظ بالمرأة والنهوض بها. وإضافة إلى انتهاجه استراتيجيات ملائمة للحياة المهنية والشخصية، يوفِّر البرنامج دعماً ملموساً للنساء اللواتي يحققن إنجازات كبيرة من أجل الاضطلاع بأدوار قيادية في الشركة.
التعليقات