تحركت السعودية لإحداث توازن في سوق النفط العالمية، ورفعت إنتاجها من النفط الخام إلى 675 ألف برميل يومياً، في خطوة تهدف من خلالها إلى تخفيف تداعيات الأزمة السياسية الليبية على سوق النفط والنمو الاقتصادي العالمي.


الرياض: كشف مصادر قريبة من السوق النفطية لـ quot;إيلافquot;أن السعودية رفعت إنتاجها من النفط الخام بنحو 675 ألف برميل يومياً ليرتفع بذلك (إنتاجها) من 8.5 مليون برميل يومياً إلى 9 ملايين و175 ألف برميل يومياً.

تهدف من خلال هذه الخطوة إلى خلق توازن في سوق النفط العالمية، والتخفيف من تداعيات الأزمة الليبية، التي أثرت بشكل كبير على صادرات النفط الليبية، وأدت إلى توقف معظم صادرات النفط الليبية بسبب تراجع الإنتاج وقلة عدد العاملين في الموانئ والمخاوف الأمنية، وبعدما رفضت بعض السفنأن ترسوفي موانئ المتوسط، الذي ساهم في إيقاف العمل.

يشار إلى أن ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل يومياً من النفط العالي الجودة، أي نحو 2% من الإنتاج العالمي. كما تأتي الخطوة السعودية متناغمة مع وعد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي النعيمي وتعهده، على هامش الاجتماع الاستثنائي لوزراء الطاقة الذي عقد في الرياض خلال الأسبوع الماضي، بزيادة الطاقة الإنتاجية لمواجهة الطلب العالمي المتزايد على النفط، ومن ثم زيادة دخل المملكة، والمساهمة في الوقت نفسه في تعويض أي نقص في الإمدادات العالمية.

وأوضح الاقتصادي السعودي وعضو جمعية الطاقة الأميركية الدكتور فهد بن جمعة في تصريح لـ quot;إيلافquot; أن الزيادة في إنتاج السعودية من النفط الخام زيادة طبيعية لتعويض نقص الإنتاج في ليبيا، الذي تراجع بنحو 350 ألف برميل يومياً من حصتها البالغة نحو 1.462مليون برميل يومياً، وبذلك يصبح إنتاج ليبيا حالياً 1.08 مليون برميل.

وأشار إلى أن ما قامت به السعودية من زيادة في إنتاجها يأتي في ظل مساعي المملكة إلى توازن العرض والطلب وتخفيف حدة الأسعار على المستهلكين، ورغبة منها في أن لا يؤثر ذلك على نمو الاقتصاد العالمي.

وأضاف بن جمعة أن ما تنتجه ليبيا يتم تصديره إلى دول الاتحاد الأوروبي، ويبلغ 1.1 مليون برميل يومياً من النفط ذي الجودة العالية الذي يحتوي على نسبة ضئيلة من الكبريت لا تتجاوز 0.5%، والمنافس له في ذلك هو نفط الجزائر ونيجيريا، اللذان ينتجان عن أقصى طاقاتهما، مشيراً إلى أن نفط السعودية يوجد فيه أعلى من 1% من الكبريت.

ولفت إلىأن المصافي الأوروبية مصممة لتكرير النفط ذي النسبة الكبريتية المنخفضة، وقد يكون إحلال النفط السعودي محلّ النفط الليبي ليس بالأمر السهل للمصافي الأوروبية لتقبله.

في السياق نفسهأكد بن جمعةأن المخزون النفطي في أوروبا يكفي ثلاثين يوماً، وهي نسبة متدنية، لكن الذي يحدد كمية المعروض والأسعار هو ما ستوؤل إليه حقول النفط في ليبيا خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى إرتفاع حجم المخزون من النفط الخام في الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي بنحو 800 ألف برميل.

كما أكد أنكل دول أوبك إنخفض إلتزامها في الحصص المقررة عما كانت عليه قبل سبعة أشهر، حيث كان حجم الإلتزام عند مستوى 83%، والآن تراجع إلى ما دون 45%، ويعني ذلك أن هناك فائضًا يصل إلى 2.5 مليون برميل في السوق، مشيراً إلى أن دول أوبك كافة تنتج أعلى من حصتها في ظل إرتفاع الأسعار، والأزمات السياسية الحالية. وتعتبر هذه الخطوة السعودية أول تحرك فعليًا من العضو الأكبر في منظمة البلدان المصدرة للنفط quot;أوبكquot;.