يرصد الخبراء السويسريون شيئاً من التباطوء في حركة التداولات داخل quot;فوريكسquot;، أي السوق الدولية الخاصة بصرف العملات. مع ذلك، لا تخلو هذه السوق من بعض المفاجآت على رأسها الدولار النيوزلندي الذي وصل، أمس، الى مستوى تاريخياً لم يحققه منذ 26 عاماً أمام الدولار الأميركي. اذ يكفي اليوم شراء دولار أميركي واحد مقابل 82.16 دولار نيوزلندي. يذكر أن الأخير خاض معارك حكومية شرسة، في الماضي، جعلته من أضعف العملات حول العالم.


برن: يتوقف تحليل عدة شركات سويسرية، عاملة في الخارج، للاشارة الى أن باقة من المؤشرات، المالية والاقتصادية، في نيوزلندا، ساهمت في انعاش العملة الوطنية، هناك، بفضل أدائها الذي تجاوز كافة التوقعات. كما أن الفائض التجاري النيوزلندي سجل حوالي بليون دولار أميركي أي ضعف ما توقعه له المحللون. ويعود ذلك الى الاقبال الشديد، من الأسواق الدولية، على شراء المنتجات الزراعية النيوزلندية. بمعنى آخر، تتطلع هذه الشركات، هرباً من قوة الفرنك السويسري والوضع الاقتصادي العالمي عموماً، الى ترسيخ أقدامها في بعض القطاعات النيوزلندية، لا سيما الزراعة والطاقة.

في هذا الصدد، يشير الخبير كريستوف غوبسر الى أنه من الطبيعي أن تبحث الشركات السويسرية عن دول بعيدة نجحت، في النهاية، في تعزيز قوة عملتها الوطنية، لا سيما أمام الدولار الأميركي الذي ما زال المرجع المالي لعالم النفط. في الوقت الحاضر، يبحر الفرنك السويسري بوتيرة 1.22 أمام اليورو(اليورو يعادل 1.22 فرنك سويسري) وحوالي 0.85 أمام الدولار الأميركي(كل دولار يساوي 0.85 فرنك سويسري). ما يجعل العملة الوطنية تقفز الى مستويات تاريخية جديدة أمام هاتين العملتين.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن الاقتصاد السويسري يواصل انتعاشه بمساعدة العديد من العوامل الايجابية الذي تحيطه، من جميع الجوانب، والتي تجعل حالته الصحية أفضل بكثير مقارنة بمتاعب منطقة اليورو وأميركا معاً. ما يجعل رجال الأعمال السويسريين شديدي التفاؤل ازاء ترسيخ تجارتهم في دول، طور الاختبار، كما نيوزلندا وغيرها، وفق رأي الخبير غوبسر. لكن، ومقابل هذا التفاؤل، يصطدم هؤلاء التجار بمعضلة سعر صرف الفرنك السويسري مع العملات الأخرى. وهذا أمر طبيعي، في الوقت الراهن، سنداً الى تحليل غوبسر. فمهما كانت الأرباح، لا بد لأي تاجر أم شركة أن تحتسب بعض الخسائر في الموازنات.