دخلت الشبكة العنكبوتية حياة السويسريين في مختلف المجالات التي لا تنحصر على الأنشطة البحثية والجامعية والعلاقات العامة. فاليوم، نجد أن الحركة الاستهلاكية، عبر الانترنت، دخلت قلوب المشترين السويسريين الذي يركزون أكثر فأكثر على انعاشها، انترنتياً. قبل كل شيء، يشتد اقبال المستهلكين، هنا، على شراء المنتجات الالكترونية، ومن ضمنها الكمبيوترات وتوابعها، وتلك الخاصة بعالم الرياضة، عبر الشبكة العنكبوتية التي أضحت الملتقى الافتراضي التجاري الأكثر جاذبية بالنسبة لهم. أما شراء الألبسة وكل ما له علاقة بالمنتجات الغذائية، فان الطرق التقليدية القديمة، أي توجه المستهلكين الى المتاجر لشرائها، ما تزال محصنة أمام غدر الانترنت بها.


برن: يعتقد الخبراء أن المعركة بين الشبكة العنكبوتية وهكذا طرق ما تزال طويلة وغير معروفة النتائج، بعد. في مطلق الأحوال، يلجأ السويسريون الى الانترنت للحصول على معلومات أولية حول منتجات وسلع تعنيهم. وبالنسبة لقطاع المنتجات الالكترونية فان الانترنت يلعب الدور الأبرز في تسويقها بنجاح! لذلك، فان حوالي 45 في المئة من السويسريين يشترون هذه المنتجات أون لاين. وفي المرتبة الثانية، نجد المنتجات الخاصة بممارسة الرياضة على شتى أنواعها. في حين يسجل المراقبون لجوء السويسريين، في ما يتعلق بالألبسة والأنسجة والمواد الغذائية، الى الانترنت وسيلة للاستفسار والاستشارة في مرحلة ما قبل الشراء.

في هذا الصدد، يشير الخبير ادوار ماير الى أن نوعية المنتجات لها الثقل الأهم في عملية الشراء، لا سيما في أوسط الطبقات الشبابية. أما بالنسبة للمسنين فان نوعية الخدمة أهم بكثير من كل ما له علاقة بالسعر. كما أن الشباب السويسريين، وفق رأي هذا الخبير، يحاولون الادخار، لو قليلاً، عبر الانترنت. أما المسنين، فانهم متعلقون، بعد، بالتوجه شخصياً الى المتاجر.

وينوه الخبير ماير بأن عملية اختيار المنتجات تختلف بين مستهلك وآخر. بيد أن 60 في المئة منهم لا يمانع في شراء سلع، مصنوعة خارج سويسرا والاتحاد الأوروبي، عبر الانترنت. مع ذلك، يتوقف هذا الخبير للقول ان السلع الصينية، غير الالكترونية، لا تحظى بترحيب واسع، في صفوف المستهلكين، هنا، من جراء المنافسة غير الشرعية التي تمارسها الصين على أوروبا ناهيك من عمليات تقليد، بالجملة والمفرق، لكل ما هو سويسري بامتياز!