واشنطن:اعلنت وكالة موديز للتصنيف الائتماني يوم الاربعاء انها تفكر في خفض تصنيف ديون الولايات المتحدة المصنفة حاليا في خانة (ايه.ايه.ايه) التي تعتبر الافضل.وقالت الوكالة في بيان انها 'وضعت تحت المراقبة علامة (ايه.ايه.ايه) الممنوحة لسندات الحكومة الفدرالية الامريكية تمهيدا لاحتمال خفضها نظرا لتزايد احتمال عدم رفع السقف القانوني للدين في المهلة اللازمة'. وكانت الوكالة حذرت في 2 حزيران/يونيو من انها ستتخذ هذا الاجراء بحلول منتصف تموز/يوليو اذا لم يتم التوصل الى اتفاق بين البرلمانيين حول ظروف رفع السقف. لكن هذا الاتفاق لم يتم التوصل اليه بعد. وذكرت موديز بان الولايات المتحدة لن تستحق التصنيف (ايه.ايه.ايه) الذي كانت تحوزه على الدوام في حال 'التخلف عن سداد السندات المتداولة حاليا سواء عن الرأسمال او الفائدة'. وقالت 'هناك خطر طفيف لكنه يتزايد بحصول عجز عن السداد لمدة قصيرة'.


واوضحت الوكالة 'لان مثل هذا النوع من التخلف عن السداد يتوقع ان يكون قصير المدى وان الخسارة المرتقبة لمالكي سندات الخزينة ستكون ضئيلة او حتى معدومة فان الغلامة ستخفض على الارجح بحدود نطاق علامة (ايه.ايه) اي من نقطة الى ثلاث نقاط. على صعيد آخر قال معاون في الكونغرس الأمريكي امس الخميس إن وكالة ستاندرد أند بورز حذرت المشرعين الأمريكيين بشكل غير معلن من أنها سوف تخفض تصنيف دين الولايات المتحدة إذا اضطرت وزارة الخزانة لترتيب أولويات سداد الديون لعدم موافقة الكونغرس على رفع سقف الديون.ويهون التحذير من شأن تعليقات لبعض الجمهوريين ذكروا أن التصنيف الائتماني للبلاد لن يتأثر طالما منحت وزارة الخزانة خدمة الدين أولوية على الالتزامات الأخرى.


وبلغت الولايات المتحدة سقف الدين المسموح به وهو 14.3 تريليون دولار في مايو/أيار وقالت إدارة أوباما ان الحكومة ستفشل في الإيفاء بموجباتها إذا لم ترفع سقف الدين بحلول الثاني من آب/أغسطس المقبل. ومن أجل أن يستمر سقف الدين الجديد حتى نهاية العام 2012 يجب رفعه بحوالي 2.4 تريليون دولار. ويرفض الجمهوريون التصويت على رفع سقف الدين إذا لم يوافق أوباما على تخفيضات بالقيمة نفسها للعجز خلال السنوات العشر المقبلة، ويعارض الجمهوريون أيضاً اقتراح الإدارة زيادات ضريبية في إطار صفقة لتقليص العجز ورفع سقف الدين فيما يضغط أوباما من أجل إقناعهم بالتراجع عن موقفهم. في هذه الاثناء يستعد الرئيس الامريكي باراك اوباما والجمهوريون لمواصلة المفاوضات الشاقة لتجنب عدم تسديد الديون التي يبدأ استحقاقها بعد الثاني من آب/اغسطس، بعد تهديد وكالة موديز بتخفيض تصنيف الدين الامريكي.وتراجع الدولار في اسيا امس بعد ان قالت موديز انها تفكر بخفض تصنيف سندات الحكومة الفدرالية الامريكية بسبب تضاعف احتمالات فشل القادة الامريكيين المنقسمين في التوصل الى اتفاق.
وقالت وكالة داغونغ الصينية للتصنيف انها وضعت الدين السيادي الامريكي قيد المراقبة بهدف التخفيض بسبب ضعف النمو الامريكي واحتمال بقاء عجز الميزانية مرتفعا.


وادى التململ في بكين الى ازدياد المخاوف من العواقب الاقنصادية الدولية لاحتمال فشل واشنطن في رفع سقف دينها، لان الصين هي بلا منازع الاهم بين حاملي الدين الامريكي الذي بلغ 1.153 تريليون دولار اميركي في نيسان/ابريل بحسب بيانات امريكية. وحذر رئيس البنك المركزي الامريكي (الاحتياطي الفدرالي) بن برنانكي يوم الاربعاء من ان تخلف بلاده عن سداد ديونها سيدخل الاقتصاد في 'ازمة كبرى' ويهدد بانكماش ثان و'ستكون له تبعات حادة على النظام المالي العالمي'. وامس واصل الرئيس الامريكي ولليوم الخامس مفاوضاته مع الجمهوريين وزملائه الديموقراطيين ويسعى لايجاد مخرج من المأزق بحلول اليوم الجمعة بحسب احد مساعدي اوباما الديموقراطيين. وقال المسؤول لصحافيين 'الجمعة ليس موعدا صارما لنهاية المهلة' بعد اختتام اليوم الرابع من المفاوضات الصعبة لكن 'الوقت يمر وعليهم انجاز الامر'.
ويحتاج اوباما الى اقرار مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون على اتفاق يشأن سد العجز الامريكي الكبير مع السماح لواشنطن التي تعوزها السيولة الاقتراض بعد مهلة الثاني من اب/اغسطس.


وضغط الرئيس الامريكي من اجل اتفاق شامل يتواصل في اثناء حملته الانتخابية عام 2012 ومن المقرر ان يرسل وزير الخزانة تيم غايتنر لاطلاع ديموقراطيي مجلس الشيوخ حول مجرى المفاوضات.
واقر اوباما اقتطاعات من برامج الضمان الاجتماعي التي يحبذها الديموقراطيون مقابل زيادة الضرائب على الاثرياء، الامر الذي يرفضه الجمهوريون بحجة ان ذلك سيخنق الاستثمار ويسحق نمو التوظيف الضعيف اصلا. وتفاقم التوتر يوم الاربعاء عندما رفض اوباما بحدة ضغوط زعيم الاكثرية الديموقراطية اريك كانتور لاتفاق على المدى القصير يستند الى اقتطاعات في الانفاق بحسب مسؤولين جمهوريين وديموقراطيين رفيعين. وقال اوباما انه سيعارض اي اجراء مماثل محذرا كانتور من محاولة تقويضه معربا عن استعداده لطرح قضيته على الناخبين الامريكيين، بحسب مسؤولين من المعسكرين رفضوا الكشف عن اسمائهم.


واشار المسؤولون الجمهوريون الى خروج اوباما من الاجتماع بشكل عاصف فيما اشار نظراؤهم الديموقراطيون الى ان حدة الرئيس تركت كانتور متلعثما. وذكرت شبكة سي.بي.أس الامريكية ان الرئيس باراك أوباما قال بعد الاجتماع انه مستعد للمخاطرة بمنصبه من أجل التوصل لاتفاق بشأن رفع سقف الدين. ونقلت الشبكة عن مسؤولين مطّلعين على الاجتماع ان أوباما قال في الختام وهو خارج 'كفى يعني كفى، أراكم غداً'.وقال مصدر جمهوري ان الرئيس حذر الجمهوريين من أنه مستعد للمخاطرة برئاسته ليواصل الإصرار على التوصل إلى اتفاق طويل الأمد. ونقل المصدر عنه قوله 'بلغت حدود احتمالي. هذا من شأنه أن يسقط رئاستي ولكني لن أستسلم'.وقال اوباما بجسب مسؤولين جمهوريين 'بلغت الحد الاقصى. لن اتراجع في هذا الملف ولو كلفني ذلك الرئاسة'.


واوضح مساعد ديموقراطي ان موقف الرئيس يعني 'كفى مواقف شكلية' معتبرا ان اوباما لم يخرج بطريقة عاصفة بل غادر لان الاجتماع انتهى. ووافق الجمهوريون على الضبط الضريبي بعد تسلم اوباما الحكم بعد سنوات دعموا فيها اقتطاعات كبيرة في الشرائب ورفضوا تسديد تكاليف الحروب في افغانستان والعراق واي زيادة مكلفة في برامج الرعاية الصحية السائدة. ودعا اوباما الى محادثات يومية للتوصل الى اتفاق لرفع سقف الدين الامريكي الذي يبلغ الان 14.29 تريليون دولار امام عجز في الميزانية يتوقع ان يبلغ 1.6 تريليون دولار هذا العام.