حققت جمهورية التشيك العام الماضي نجاحا كبيرا في اجتذاب الاستثمارات الأجنبية إليها بحجم كبير الأمر الذي اعتبر مؤشرا واضحا إلى عودة الأوضاع في هذا المجال إلى مرحلة ما قبل الأزمة الاقتصادية العالمية .
براغ: أعلن وزير الصناعة والتجارة التشيكي مارتين كوتسوريك بان بلاده قد عادت في مجال تدفق الاستثمارات الأجنبية إلى مرحلة ما قبل الأزمة الاقتصادية مشيرا إلى أن معطيات وكالة الاستثمارات التشيكية ومؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية تؤكدان أن تشيكيا اجتذبت العام الماضي استثمارات أجنبية قيمتها 113 مليار كورون أي نحو 6,647 مليار دولار الأمر الذي يزيد عن حجم الاستثمارات التي دخلت البلاد في عام 2009 بنحو 130 % .
وفي مقارنة مع أوضاع دول ما يسمى بمجموعة فيشيغراد التي تضم بولونيا والمجر وسلوفاكيا وتشيكيا فان بولونيا هي الدولة الوحيدة من بين هذه الدول التي سبقت تشيكيا حيث اجتذبت بولونيا العام الماضي 161,5 مليار كورون أي نحو 9,5 مليار دولار .
ويشير وزير الصناعة والتجارة التشيكي إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية يتوقع استمرار النمو في الاستثمارات الأعوام القادمة غير انه يحذر في نفس الوقت من الأخطار القائمة على شكل عدم وجود توازن مالي أو تضخم ولهذا يتوجب على التشيك حسب رأيه كي تتجنبوا ذلك ليس فقط العمل على تحسين مستوى الحياة وتعزيز المقدرة التنافسية للاقتصاد التشيكي وإنما أيضا تأسيس معهد مالي يضمن عدم وقوع تشيكيا في المديونية غير الصحية وبالتالي عدم تهديد مستقبل الأجيال القادمة.
من جانبه, رأى المدير العام لوكالة الاستثمارات التشيكية ميروسلاف كرشيجيك بان تقرير الأمم المتحدة هذا يظهر بان العالم قد خرج من الأزمة وان تشيكيا من ناحية الاستثمارات الأجنبية المباشرة قد تجاوزت مرحلة ما قبل عام 2008 الذي ظهرت فيه الأزمة وذلك بمقدار يصل إلى نحو 5 مليار كورون بينما تراجعت الاستثمارات في عام 2009 مقارنة بعام 2008 بمقدار 42% .
يذكر أن حجم الاستثمارات المباشرة العالمي قد ارتفع في عام 2010 مقارنة بعام 2009 بمقدار 5 بالمئة حيث بلغ 1,24 بليون دولار .ووفق معطيات الأمم المتحدة فان هذه الاستثمارات لا تزال اقل من الفترة التي سبقت الأزمة الاقتصادية العالمية بمقدار 15% وهي اقل بمقدار 37% تقريبا عن عام 2007 .
التعليقات