إيران تطالب السعودية بعدم زيادة إنتاجها النفطي

دعت إيران اليوم على لسان وزير خارجيتها السعودية إلى quot;إعادة النظرquot; في التعهدات التي قطعتها بتعويض النقص في إمدادات النفط في حال فرض حظر على إيران.


طهران: دعا وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الثلاثاء السعودية الى quot;اعادة التفكيرquot; في تعهدها بالتعويض عن اي نقص في امدادات النفط قد ينتج عن فرض مزيد من العقوبات على ايران، واصفا الخطوة السعودية بانها quot;غير وديةquot;.

وجاءت الدعوة الايرانية في مقابلة اجراها وزير الخارجية مع تلفزيون العالم الناطق باللغة العربية، وقال صالحي quot;ندعو المسؤولين السعوديين الى التفكير مليا واعادة النظرquot; في مسعاهم للتعويض عن اي نقص في صادرات النفط الايرانية، وهاجم صالحي تصريحات وزير النفط السعودي علي النعيمي لشبكة سي ان ان التي قال فيها انه يمكن رفع انتاج النفط السعودي بنحو 2,6 مليون برميل يوميا، وهي نفس الكمية التي تصدرها ايران، وان العالم لن يسمح لايران باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، وقال صالحي quot;هذه الاشارات ليست وديةquot;.

وكانت ايران ابلغت السعودية وغيرها من الدول العربية المجاورة المصدرة للنفط، انها اذا تدخلت للتعويض عن نقص الصادرات النفطية الايرانية التي يمكن ان تنتج عن فرض عقوبات اوروبية واميركية جديدة، فانها quot;لن تعتبر هذه الخطوة وديةquot;.

وقال ممثل ايران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) محمد علي خطيبي quot;في حال اعطت الدول النفطية في الخليج الفارسي الضوء الاخضر للتعويض عن النفط الايراني (في حال فرض عقوبات) وتعاونت مع الدول المغامرة (الغربية) ستكون مسؤولة عن حوادث ستحصل وبادرتها لن تكون وديةquot;.

وقال القادة السياسيون والعسكريون الايرانيون اكثر من مرة انه اذا لم تتمكن بلادهم من انتاج النفط، فانهم سيمنعون المصدرين الاخرين في الشرق الاوسط من ارسال نفطهم من خلال مضيق هرمز.

وتقول وزارة الطاقة الاميركية ان 20% من اجمالي النفط العالمي يمر من مضيق هرمز الضيق.

وتعد السعودية اكبر مصدر للنفط بين دول منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) تليها ايران.

والعلاقات بين البلدين غير جيدة، وقد تدهورت في الاشهر الاخيرة عقب اتهامات اميركية عن مخطط ايراني لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن.

واتهمت دول مجلس التعاون الخليجي المؤلفة من الدول المصدرة للنفط السعودية والبحرين والامارات وسلطنة عمان والكويت وقطر، ايران بالتدخل في شؤونها.

واجرى النعيمي المقابلة مع شبكة سي ان ان قبل ان يطلق خطيبي تحذيره لجارات ايران، ولكن بعد التهديدات الايرانية باغلاق مضيق هرمز.

وقال النعيمي quot;ننتج حاليا بين 9,4 و9,8 ملايين برميل يوميا ولدينا امكانية لانتاج 12,5 مليون برميلquot;.

وتابع النعيمي quot;اعتقد ان بامكاننا بكل سهولة ان ننتج بين 11,4 و11,8 مليون برميل يوميا خلال ايام لكننا قد نكون بحاجة الى تسعين يوما لنصل الى 700 الف برميل اضافي يومياquot;.

اما بالنسبة لاغلاق مضيق هرمز، فقال النعيمي quot;شخصيا، لا اعتقد ان المضيق في حال تم اغلاقه سيبقى كذلك لمدة طويلة فالعالم لن يتحمل هذا الامرquot;.

واليوم نقلت وكالة انباء فارس عن ممثل ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية ان وفدا من الوكالة سيزور ايران من 29 الى 31 كانون الثاني/يناير.

وقال سلطانية quot;هذه البعثة التي سيقودها هرمان ناكرتس ستزور ايران من 29 الى 31 كانون الثاني/يناير للتفاوض وبحث المسائل التي ستطرحها الوكالةquot;.

واضاف quot;هذه الزيارة دليل جديد على شفافية البرنامج والانشطة النووية السلمية لايران وعلى تعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot;.

من جهة اخرى، اعلنت الهند الثلاثاء انها ستواصل شراء النفط من ايران رغم تكثيف الحملة الاميركية لتشديد العقوبات على صادرات طهران النفطية الحيوية بالنسبة للبلاد بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وقال وكيل وزارة الخارجية الهندي رانجان ماتاي في مؤتمر صحافي quot;quot;سنواصل شراء النفط من ايرانquot;.

وايران تعتبر ثاني اكبر مزود للهند بالنفط بعد السعودية وتؤمن حوالى 12% من احتياجات هذه الدولة المتسارعة النمو بكلفة سنوية تبلغ 12 مليار دولار.

وتبيع طهران حوالى 450 الف برميل نفط يوميا (18% من صادراتها) لدول الاتحاد الاوروبي اساسا لايطاليا (180 الف برميل يوميا) واسبانيا (160 الفا) واليونان (100 الف) وهي ثلاث دول تواجه اوضاعا اقتصادية صعبة بسبب ازمة الديون.

وتهدف العقوبات الى اجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بانه يخفي وراءه خططا لانتاج اسلحة نووية، وهو ما تنفيه ايران.

واقرت الولايات المتحدة قانونا يمنع اية شركات اجنبية تتعامل مع ايران خاصة مع البنك المركزي، من التعامل في النظام المالي الاميركي الضخم.

ووافق الاتحاد الاوروبي مبدئيا على فرض حظر على وارداته من النفط الايراني.

ويتوقع ان يعلن عن تفاصيل هذه الخطوات في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الذي سيعقد خلال اسبوع.