إيران تعتمد وسائل بديلة لتأمين السلع الأساسية

بعد تضييق الخناق عليها من خلال العقوبات الغربية الجديدة،تسعى إيران إلى اتمام اتفاقات لشراء القمح مقابل الذهب والنفط بسبب معاناتها من العقوبات الدولية المفروضة عليها.


إعداد لميس فرحات: تناولت صحيفة الـ quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الوسائل البديلة التي تعتمدها طهران من أجل تأمين السلع الأساسية، وذلك من خلال العمليات التبادلية من خلال تقديم النفط والذهب مقابل المنتوجات الغذائية من قمح وأرز وزيت.

استخدمت إيران الين الياباني لسداد تكلفة كمية كبيرة من القمح في أول صفقة تبرمها منذ بدء العقوبات الغربية على طهران، الأمر الذي يشير إلى نجاح الضغوط في إلحاق الضرر بواردات ايران من السلع الغذائية الأساسية.

واشارت الصحيفة إلى أن إيران اشترت 200 ألف طن على الأقل من quot;القمح اللينquot; من الأسواق العالمية الأسبوع الماضي للتسليم الفوري من بائعين من القطاع الخاص، معظمها أسترالية المنشأ لكن بعض التجار قالوا إن الولايات المتحدة قد تقدم جزءاً من هذه الكمية لكن لم يرد أي تأكيد رسمي لذلك.

العقوبات المالية الجديدة التي تم فرضها في بداية العام الجاري لمعاقبة إيران بسبب برنامجها النووي، أدت إلى إلحاق الضرر بقدرة طهران على شراء واردات غذائية رئيسة.. كما قلصت العقوبات قدرة ايران على التمويل باليورو والدولار، ما أجبرها على البحث عن وسائل بديلة لسداد قيمة وارداتها.

أصبحت إيران تلجأ أكثر فأكثر إلى مقايضة وارداتها من الحبوب بالذهب والنفط، بقصد تفادي اشتداد العقوبات الغربية ضدها والتي جعلت من الصعب جدا استخدام طرق التمويل المعتادة لسداد مستورداتها أو التوصل بمستحقات على شحنات النفط.

وفشل مستوردون إيرانيون في الفترة الماضية في سداد مستحقات شحنة أزر هندي، في حين أوقف مصدرون ماليزيون وإندونيسيون بعث إمدادات زيت النخيل إلى طهران بسبب صعوبات في تحصيل مقابل لها من الجانب الإيراني.

واشترت طهران في اليومين الماضيين 200 ألف طن من القمح البرازيلي والكمية نفسها من القمح الألماني، حسب إفادات تجار أوروبيين لم يوضحوا الكيفية التي سددت بها إيران مدفوعات هذه الشحنات.

وأظهرت استطلاعات أجرتها وكالة رويترز لدى تجار المواد الأساسية في العالم أنه منذ بداية العام الجاري واجهت إيران عراقيل لتأمين حاجيات من مواد أساسية كالأرز وزيت المائدة وعلف المواشي والشاي، كما امتنع مصدرو حبوب عن تفريغ شحنات في موانئ إيرانية قبل تلقي مقابل لها.

وأدت العقوبات الغربية إلى هبوط حاد لقيمة الريال الإيراني وارتفاع صاروخيّ لأسعار الأرز والخبر واللحوم في الأسواق الإيرانية بأكثر من الضعف في الأشهر القليلة الماضية.

وكان تجار حبوب ايرانيون يتفادون في الماضي العقوبات المفروضة على ايران عن طريق وسطاء في الإمارات، يسددون من خلالهم مقابل وارداتها أويتم ايصالهابمقابل لشحنات نفطها، ولكن هذه الوسيلة لم تعد ممكنة الآن بعد استجابة الإمارات للعقوبات الغربية.

ونقلت الـ quot;ساينس مونيتورquot; عن أحد التجار الأوروبين قوله إن ايران قايضت النفط بنحو 200،000 طن من القمح من البيوت التجارية المتعددة الجنسياتquot;، مشيراً إلى أن هذا الرقم مرشح للإرتفاع إلى 400000 طن.

في مقابلة مع رويترز يوم الاربعاء، قال نائب رئيس شركة quot;كارغيلquot; الزراعية الاميركية ان الشحنات ما زالت ممكنة مع ايران، لا سيما من خلال مدفوعات بعملات غير الدولار.

وقال وزير التجارة الهندية راهول خولاquot; للصحافيين يوم الخميس إن أحد المشترين الايرانيين الكبار كان مهتماً في استيراد quot;كمية كبيرة جداquot; من القمح الهندي.

وتحدث أحد التجار الايرانيين للصحيفة، مشيراً إلى أن دفع صفقات الحبوب يتم من خلال تقديم سبائك الذهب عبر عمليات مقايضة، إضافة إلى تقديم النفط للشركات التجارية الكبرى.

واعتبر تاجر حبوب أوروبي أنه من الممكن إعادة تفعيل مشروع للامدادات التفضيلية بين ايران وكازاخستان الذي يبلغ 2 مليون طن، مضيفاً: quot;كازاخستان أحد أقرب المصادر لأن الإيرانيين لديهم صلات وثيقة مع هذا البلد، ويمكن أن يتم تبادل العمليات التجارية بينهما بسهولةquot;.