لا يزال النظام السوري يتخبط في كيفية اعتماد الأسلوب الأنجع لمواجهة الثورة الشعبية ضده، فبينما يحاول الظهور أمام الرأي العام العالمي، والغربي والعربي على نحو خاص، بأنه quot;متماسكquot; وquot;قويquot; ولم يهتز، رغم طول فترة الاحتجاجات ضده، والعقوبات العربية والدولية عليه، يلجأ داخلياً إلى استمالة الأقلية الصامتة من الشعب السوري، أو من تبقى منهم إن صح التعبير، من خلال سرد خسائر quot;الاقتصاد الوطنيquot; جراء الاحتجاجات والعقوبات المفروضة عليه، وتبرير الانهيار الحاصل في اقتصاد البلاد quot;بالمؤامرة الكونيةquot; التي تحاك وتجري ضده.
وأوضحت الوزارة في إحصائية لها أن quot;الاعتداءات الإرهابيةquot; طالت العديد من مؤسساتها وشركاتها والعاملين فيها، ما أدى إلى استشهاد 8 عمال واختطاف اثنين وإصابة 11، إضافة إلى تعرض العديد من الكوادر الإدارية لتهديد من سمتهم quot;المجموعات الإرهابية المسلحةquot;. وذكرت الوزارة أن خسائر المؤسسة العامة للصناعات النسيجية بلغت 900 مليون ليرة سورية نتيجة تلك الأعمال، ومنها سرقة العديد من المراكز والسيارات والدارجات التابعة لها، إضافة إلى توقف العمل ببعض الشركات وسرقة المعدات وتضرر العديد من الآليات.
كما بلغت قيمة أضرار المؤسسة العامة للتبغ 86 مليون ليرة نتيجة سرقة العديد من السيارات والاستيلاء على حمولاتها وتخريب العديد من المقرات والمراكز التابعة لها وسرقة محتوياتها. وبينت أن خسائر المؤسسة العامة للصناعات الكيميائية بلغت 41 مليوناً نتيجة لتلك الأعمال، ومنها سرقة عدد من الآليات والسيارات وتضرر بعضها الآخر والاعتداء على الشركات ما أدى إلى توقف بعضها لأيام.
في السياق ذاته، أكد المهندس غسان نسلة، المدير العام للشركة العامة للطرق والجسور في سورية، ومقرها حماة، أن الشركة لم تستطع إنجاز بعض المشاريع بالشكل المطلوب، وبنسب إنجاز مقبولة وترضى عنها، بسبب تعرض العديد من آلياتها للسرقة، من quot;العصابات المسلحةquot; التي كان يسوءها تنفيذ تلك المشاريع، وخصوصاً في محافظة حماة، على حد تعبيره.
الغريب أن المهندس المذكور لا يلبث أن يتراجع عن كل كلامه بالقول: quot;ومع ذلك، فقد بلغت نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية للشركة على مستوى فروعها الـ14 المنتشرة في أنحاء سورية، العام الماضي 117%، لأن المخطط 5.180 مليارات ل.س والمنفذ 6.052 مليارات ل.س، ونسبة تنفيذ الخطة الاستثمارية 90%، وبلغت الأرباح 199 مليون ل.س، ما يعادل 3% بعد مقارنة النفقات مع الإيرادات المنفذة، وفق المؤشرات الأولية المعدة من مديرية التخطيط ومتابعة التنفيذquot;؟!
ورغم تأكيد مدير شركة الطرق والجسور أن نسبة التنفيذ في بعض مشاريع محافظة حماة لم تتجاوز 3-5% فقط، بسبب quot;سرقة العصابات المسلحة العديد من آليات الشركة، والظروف الأمنية غير الملائمة للعملquot;، يعود ليؤكد أنه على الرغم من الصعوبة الشديدة بتأمين جبهات العمل، وخاصة أعمال الإسفلت والطرق، فإنه quot;على مستوى محافظة حماة، بلغت نسبة تنفيذ الخطة الإنتاجية 124%، فالمخطط 316 مليون ل.س، والمنفذ 392 مليون ل.سquot;، ليستمر معه مسلسل quot;الاستغباءquot; للمواطن السوري، من خلال تعمد سرد أرقام متضاربة، تعبر من جهة عن نجاح الجهات الحكومية في مهامها وخططها السنوية ونسبها المئوية، ويبرر في الوقت نفسه، فشلها في إنجاز المشاريع الحيوية الهامة على امتداد البلاد!
التعليقات