الكويت: قال خبراء نفطيون إن أسعار النفط في الأسواق العالمية قد تستمر في الهبوط في الفترة المقبلة، متوقعين أن تتراوح بين 50 و80 دولارا للبرميل.وأوضحوا أن هذا الانخفاض الكبير في الأسعار يأتي لأسباب عدة أبرزها زيادة العرض عن الطلب وزيادة حجم المخزون الاستراتيجي العالمي، إضافة إلى المخاوف بشأن الاقتصاد في منطقة اليورو.وذكروا ان من الأسباب التي أدت إلى تدهور أسعار النفط على مدى الأشهر الماضية تباطؤ النمو في الصين التي تعد أحد اهم مستهلكي النفط في العالم، إضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وتباطؤ النمو في عدد من الدول الكبرى المستهلكة والمستوردة للنفط.

قال الخبير في استراتيجيات النفط الدكتور طلال البذالي إن المشكلة الاساسية في تدهور اسعار النفط هي تعرض اليونان لخطر الإفلاس تليها اسبانيا التي قد تتبعها دول أخرى في منطقة اليورو.وذكر البذالي ان الارقام الاقتصادية الواردة من الصين تشير الى تباطؤ في النمو، في حين ان الهند احد اكبر المستهلكين لم تعلن عن ارقامها حتى الآن، واذا ما اعلنت وظهر تباطؤ في النمو فنحن مقبلون علىكارثة ومواجهة كساد اقتصادي عالمي يدفع الى الانخفاض الكبير في الاسعار.

وتوقع ان يصل سعر برميل النفط الى ما دون مستوى 50 دولارا خلال العام الحالي، داعيا الى ضرورة ان تعقد منظمة الدول المصدرة للبترول اوبك اجتماعا استثنائيا تتخذ فيه قرارات بخفض الانتاج بنحو مليوني برميل يوميا ليصل انتاجها الى 28 مليون برميل. واضاف ان خفض laquo;اوبكraquo; لانتاجها سيكون خطوة استباقية للحد من الانخفاضات الرهيبة التي ادخلت السوق في ما يعرف بـ laquo;البير ماركتraquo; او كساد السوق، في اشارة الى انخفاض اسعار النفط بما يعادل 24 % من قيمتها خلال ثلاثة أشهر فقط.

ودعا الى تغيير السياسات في المنطقة، مضيفا انه لم تعد هناك فائدة من التريث أو تأخير القرارات التي قد تضر بالاقتصاد، وان وضع الحسابات على افتراض ما سيثير حفيظة دول اخرى لم يعد مقبولا في ظل هذا التدهور المستمر للاسعار.وذكر ان قرار laquo;اوبكraquo; بخفض الإنتاج لن يزيد من الأسعار وإنما سيحافظ على استقرارها ويحد من التدهور الذي لا بد ان يتوقف حتى لا تصل الامور الى ما كانت عليه في اواخر التسعينات عندما وصل سعر البرميل الى 7 دولارات فقط.

وبين ان المعروض من النفط حاليا يزيد عن الطلب، وان ما يثار عن ارتفاع الاسعار في الربع الثالث من العام بسبب الاقبال على زيت التدفئة ليس له قيمة في ضوء سقوط منظومة اقتصادية بكاملها سيكون لدى مواطنيها ما هو اهم من النفط والسلع النفطية، ومهما حدث فلن يكون لتأثير البرودة الشديدة قيمة على الاسعار ان لم تتعدل اوضاع هذه الاقتصادات الكبرى.وشدد البذالي على ان الاحداث الجيوسياسية لم يعد لها تلك الاهمية التي كانت عليها قبل اشهر، مضيفا ان تأثير الاحداث الجيوسياسية يظل لمدد قصيرة ولن يكون دائما لتعود الامور إلى نصابها ويتحكم العرض والطلب والنمو في الاسواق.

وعن التهديدات الأوروبية بتشديد العقوبات على إيران، أفاد بانها تتناقض مع الواقع للظروف التي يمر بها الاتحاد الاوروبي والتي تؤكد ان دوله ستخفض من استهلاك النفط واستيراده للاسباب الاقتصادية التي تمر بها.وذكر ان ايران ما زالت مستمرة في بيع النفط بشكل غير رسمي وباسعار متدنية، مبينا ان تكلفة انتاج برميل النفط الايراني لا تتعدى 5 دولارات في حين ان سعره في ميزانية الدولة سيتراوح بين 50 الى 70 على اقصى تقدير، ولذلك ايران لا تتضرر من انخفاض الاسعار بالشكل الذي تتأثر به دول منتجة أخرى.

من جهته، قال الخبير النفطي محمد الشطي إن هذا التراجع الكبير في اسعار النفط يأتي بعد زيادة في المخزون النفطي الاستراتيجي العالمي مع استمرار المخاوف الاقتصادية بشأن منطقة الاتحاد الاوروبي والفشل في الاعلان عن اجراءات التحفيز لاكبر اقتصاد في العالم وتباطؤ النمو في الصين.ولفت الى ان من الاسباب ارتفاع سعر صرف الدولار وهو ما عزز خسائر اسعار النفط في ضوء بيانات انكماش القطاع الخاص في المانيا خلال شهر يونيو الحالي.

وأوضح الشطي ان من الاسباب التي ادت إلى انخفاض الاسعار تزايد القلق والمخاوف حول اداء الاقتصاد العالمي وأداء النظام المصرفي، خصوصا مع خفض تصنيف عدد من البنوك في اوروربا والولايات المتحدة وهو ما يعني انخفاض مستوى الاستهلاك العالمي من النفط.وعن توقعاته للاسعار خلال الربع الثالث من العام الحالي، قال ان مدى تدهور منطقة اليورو وتباطؤ الاقتصاد الصيني وتأثر نظام البنوك في اوروبا واميركا هي المفتاح لما ستكون عليه اسعار النفط، متوقعا ان يبلغ سعر برميل برنت 80 دولارا