بعد تعرضه للتهديد الشاعر والكاتب الليبي صابر الفيتوري في أول مقال له

أن تكون صاحب صوت ولو ببحة خلفها لك صمتك الطويل هي صفة وحدها تعرضك للركل بالأحذية المتسخة،عزائك الوحيد أنك لن تكون وحدك من يتعرض للإقصاء فعلى مدي التاريخ كانت للمكان قصص وروايات عن الإبعاد والإقصاء والتجاهل والتهديد وأكثر من كل ذلك كله الركل بالأحذية المتسخة بالإثم والعدوان.. تعرض الكثير من شعراء وطني إلي معانة أشبه لما يلاقي الحلم في صدري اليوم، لكنهم وقفوا وقفة عز وشموخ ضد اعتي الإمبراطوريات التي تفسخت في لجة الحراك الإنساني،كالوندال والأسبان والرومان وفرسان القديس يوحنا وال عثمان والطليان وأنظمة تعاقبت ولم تكن قادرة علي فعل التغير المأمول مند قديم الأزل، وتجسيد سبل العيش وفق الاحترام للآخر، فتطاحنات وطحنت..
شعراء وطني الكبار الشرفاء التصقت بهم أشنع الصفات، من قبل الأعداء نذكرهم اليوم علي أنهم مناضلون خالدون، لم يموتوا يوما بل إن أرواحهم تتناسخ لتثبت للفتية العابثين بمصير الوطن القدرة اللاهية علي البقاء، وان عبق تراب الأرض، ينبعث من قصائدهم ومواقفهم أيضا، ليلد في كل عقد جيلا من الشعراء، يستلمون المشعل ولا يسقط جسدهم المسجي بالطهر حتي يسلم الأمانة للذي يليه، لم ينحنوا فجعلوا من أنفسهم مثالا وقدوة حسنة، ولهم شهود يركنون في ثقب الذاكرة منهم الحالمين البؤساء والأرض والشمس والقمر والسماء ..
يأيها الحلم الذي في صدري رسوت، تركت لهم المكان بهمومه وليله الطويل ونسجت ذات افتراضية علي شبكة الانترنت تركت الشئون الصغيرة والصحف الصغيرة وخرجت من دفاتر مؤسسة الشمع لتصنع لنفسك إمبراطورية من نوع آخر فصرت بهمة وعزم واقتدار أكثر الأجراس رنينا، وأعلى المآذن أنت، فكان لابد أن تكون صوب الهدف، في مرمي النار، وفي مدي الاستطالة،و تحت التهديد،ومن يدري ربما يتلاشى جسدك، أما روحك ستظل ترفرف كعصفور جميل بهيج، يحمل في منقاره الصغير بذرة خضراء، فارداً جناحيه حيث ما شاء، لا كصقر جارح يحلق، بل كما أحب هو أن يكون..فاهنأ واضرب قدميك في الأرض!
حكاية قطرات من فيض الروح، تجسد معان من الألم والبؤس والحرمان ليس لما يخصني فحسب، إنما لما يختلج في نفوس جيلٍ بكامله، بل أكثر من ذلك، فكلما أتيت بفكرة تافهة يقابلني أخوتي البسطاء بنظرة إعجاب، ويحتضنوني حتي تكاد أضلعي أن تصير رمادا، فصرت استشف من تلك الإيماءات قرار تكلفي بأن أكون صوتهم إلى السماء..
معبرا عن الحلم الذي مزقته رياح المصالح ومشاريع الربحية..
أنت يا سليل الشرفاء طولت أظافرك وتحتاج إلى من يقلمها. هذه واحدة
لملم الغسيل قبل أن تحرقك نار جهنم. هذه واحدة
حوار لطيف لكن الحوار الألطف سيكون بين أهلك في المقبرة. هذه واحدة.
وألفاظ أخرى لا قدرة لي على إيرادها أمام أهلي فعذرا.وهي أكثر من واحدة
تم رسائل إلى الصحف والمواقع العربية الصديقة تتهمني بالسطو علي أعمالي الأدبية من خلال إميل يحمل اسم الجمعية الوطنية الليبية لمكافحة السرقات الأدبية وان هذه الجهة التي ترأسها كريمة بكار كما ورد إلىّ قد عرضتني ضمن لفيف من منتحلي النصوص في الإذاعة الليبية والتقطت لي الصور بالجرم المشهود..
وطبعا أنا لست الكاتب الليبي الوحيد الذي يكتب متنفسات البوح حيثما يكون المجال متاحا، إنما أنا من أكثرهم جعجعة وطول لسان، ليتبين للجميع أن كل شيء وهم في وهم، أما عن اسم كريمة الذي أمُهرت به الرسائل المغرضة في حقي، فبحث في محركات البحث كخطوة أولي فلم أجد شيئا، تم رجعت إلي معجم الأدباء والكتاب الليبيين( لعبد الله مليطان ) فكانت ذات النتيجة، فافترضت وجودها في أعلام ليبيا (للطاهر الزاوي) وعمقت البحث أكثر في نفحات النسرين والريحان(لأحمد النائب)، تم بحثت في المنهل العذب ووجدتها فرصة في زيادة وعيي بالتاريخ الثقافي للوطن فرجعت إلى التراجم الليبية والحركة الشعرية الليبية للدكتور( قريرة) وكل ذلك لا يكفي فاتصلت بالدكتور (عبد الله مليطان) أحد المهتمين بالتاريخ الثقافي الليبي وأحد أكاديمي كبرى جامعات الوطن فضلا علي أنه مقدم ومعد البرامج الثقافية الوحيد في الإذاعة الليبية، فنفى أي وجود للاثنين لا الجمعية ولا من أسموها كريمة بكار ولا وجود لبرنامج إذاعي بهده المواصفات.
ما اعرفه عن السرقات الأدبية في ليبيا ولا مجال في الخوض في ما يحدث في المنتديات لأنها كثيرة ولا علاقة لها بما يحدث في المشهد الثقافي الليبي، فحالة سرقة واحدة ثبتت في مجلة (لا) المتوقفة علي يد الأديب (يوسف الشريف) الذي أجرى مقارنة أدبية بين بعض النصوص ونصوص الكاتب (فوزي البشتي) وذلك ومثبت، السرقة الثانية اتهام الكاتب الشاب (عصام العول) بالسرقة الأدبية في عملية دلالة مفبركة أيضا من قبل الأعداء باستثناء هذين الحدثين لم تحدث أي واقعة ملموسة بالأدلة وهنا يتبين أن الأعداء يصطادون في الماء العكر و يعولون علي أشخاص من صغار الكتبة يهدفون إلى هدم الكتاب الوطنين والذين ينادون باستقلال الكلمة عن الانغماس في ألوان الطيف السياسي وتقيديها كي لا تكون مثالا للشفافية التي ستدق وتدها ذات يوم لا محالة، لينعم المجتمع بحالة من الرخاء، وليس لديهم أي خلفية ثقافية عن التاريخ الثقافي للوطن وما أفعالهم هذه ألا أفعال طائشة وفردية وجب الاعتذار عنها وألا سأكون مضطرا إلى نهج طريق أخر لحفظ حقي في التعبير بشافية ووفق الظروف الطبيعية وعلي أسس من العدالة المرجوة مدافعا عن حرية رأيي بتلك الأظافر التي وهبها لي الله ولا يستطيع احد أن يقلمها مهما عظم شأنها إلا بإذنه عز وجل ..
لكن ما الأسباب التي أدت إلى أن أتحول إلى خانة المدافع عن نفسي وحريتي التي باتت تحت رحمة صغار المستنفدين والذين للأسف مازالت توكل لهم المهام الخبية التي صارت إحداها النيل مني باعتباري كاتباً مستقلاً لكن عبثا يحاولون فالكلمة المتطلعة صوب الأفق لا تموت مهما سخروا من إمكانيات المؤسسة العامة التي اسعي الا تهدم وهي تسعى إلى هدمي وهدم الرأي المخالف و الاتجاه في طريق الحداثة .
فأن تكون كاتباَ مستقلاًَََ وان تصرح بذلك كلما سنحت الفرصة فهذا أمر يستثيرهم ويجعلهم يحكون جلودهم من حساسية الكلمة علي حوائط المدن وجدران القرى الليبية..وكأنك تقول انك ضدهم وفي ذلك مغالطة كبيرة في الفهم..
أم أن الأمر عائد إلى إعلاني بصراحة إني لا أستمع لأغاني الطبيلة و واشعر بالغثيان من صوت ( محمد حسن ) ولا أحفظ (المنوعات المختارة) ولا استسيغ (رفاقه عمر) إنما ترقص وجداني إيقاعات (احمد فكرون ) و ( الصديق بلحاج )و(عبد الجليل عبدا لقادر ) و( مفتاح ابوحليقة )... الخ من أغاني الريقي والمرسكاوي..
أم لأني صاحب فقه حداثة وأنادي بحداثة النص وحداثة البنيان والكيان.
أخيرا كل الشكر للأصدقاء الذين وصلتني رسائلهم المتضامنة معي من كل المواقع والصحف العربية والليبية والذين حجبوا عني مزيد انجراف التهديدات والاستفزازات ومكنوني من المحافظة علي رباطة جأشي والشكر الجزيل إلى أخوتي المثقفين الليبيين الذي وقفوا معي في أرض الوطن وفي المهجر والحق الحق أني أدين لعدد منهم في حصتي من هواء الله وسأظل كاتباً مستقلاً وعبثاً يحاولون... و لا عزاء لك ياحلم .