سيدي الكريم...
لا أكتب إليك بلغة الإسلام ا لسياسي، آه لو تعلم بلاء بعض هؤلاء الإسلاميين السياسيين ــ وحق الكعبة يشيب لها الوليد، وتئن منها عظام شبابنا الفقراء / أولاد الخايبة / في

الرسالة الأولى
المقابر الجماعية، ولي مع هذا البعض كلمة، بل جمل، بل كتب، بل أسفار، وتأتي لحظتها بالاسم والمسمى ــ لا أكتب إليك بهذه اللغة، فقد أصبحت لغة ميتة، أو قريبة من الموت،، ولكن أكتب إليك بلغة المواطن العادي، المواطن الذي يريد أن يعيش بسلام ، آمن على نفسه وأولاده وزوجته، يخرج صبيحة كل يوم من بيته غير خائف من رصاصة غادرة، أو عملية خطف جبانة، ثم يعود سالم المصير، يحمل ما قسم الله له من رزق حلال، يتقاسمه بهدوء وقناعة وسرور مع أسرته، ليتقوّى على يوم كدح جديد.
أكتب إليك بهذه اللغة، وأ عتقد يا سيدي أنك ترتاح إلى هذه اللغة، لأنك تنتمي إلى أهلها، ولانك سليل مأساتها، وربيب مشاكلها، ولا تنسى أبدا يوم كتب احدهم من أبناء الجبابرة الطغاة في جريدته السيئة السمعة والصيت، عن الجسد الانثوي لأبناء هذه اللغة، فلطَّخ ضميره بمزيد من القذارة والوساخة، بما كالَ من تهم تمس العرض والشرف والحياء بحق هذا الجسد النبيل، ولم يردعه أحد، ولم يقل من يدعي شرف المقاومة اليوم كلمة حق بوجه هذا الطاغية اللعين ــ سبحان الله! ــ
أتكلم لك بلغة إبن مدينة الصدر نفسه، بلغتة الأولى، وليس بلغته المُلغَّمة رغما عنه، بلغة فطرته، وليس باللغة التي لغَّمها بروحه الشفافة بعض شياطين (الجهاد الرسالي !) لتكون الحصيلة النهائية جوزات سفر أوربية و أمريكية وكندية وأسترالية وكراسي مهزوزة، منسوجة ومصنوعة من لحوم وعظام أجساد ضجَّتْ بها لحود الأرض، ولكنها تخرق لغة (المعري) الكبير ، ذلك أنها أجساد ليست متضادة، وأرواح متناقضة..فكلها شخصاً أو نوعاَ، عبد الزهرة...عبد الحسين... عبود... عباس...جاسمية...كاظمية ــ آه ما أقسى الحقيقة! ــ

سيدي الكريم:
تقول ونعم ما تقول: أن عدوك الأول هو الاحتلال ومن ثم النواصب، وأعتقد أنك تقصد بالنواصب أولئلك الذين يقتلون الناس بسبب معتقداتهم سواء كا نوا مسلمين أو مسيحيين أو مندائيين أو ماركسيين أو قوميين، أو علمانيين، فهذه الأصناف كلها مرفوضة لدى النواصب.
حسنا...
ولكن سيدي هل مؤسسات الدولة وهي من طابوق وآجر وأوراق وكراسي من النواصب؟
وهل مراكز الشرطة من النواصب؟
وهل من دواعي ذلك أن تتقاطع من حكومة السيد المالكي، وهو رجل وطني، يريد بناء الدولة حقا؟

سيدي العزيز...
هناك من يقتل ويحرق ويسلب ويهدم ويشرِّد بإسمك الكريم، وهناك من يتهم السيد المالكي بالعمالة للأمريكان باسمك الكريم، وهناك من يرفع لافتات في مدينة الثورة كتب عليها (الموت للمالكي عميل الأمريكان) بإسمك الكريم، وهناك من يقيم المحاكم الشرعية الاهلية في مدينة الصدر والشعلة بإسمك الكريم، وهناك من يتحكم بسير المستشفيات والدوائر الرسمية من خارجها في مناطق نفوذك العزيزة بـإسمك الكريم!!!
وهل ننسى تلك المظاهرات الغوغائية التي كانت تهتف بموت السيد السيستاني وهي ترفع صورك، وتحمل لافتات بيضاء ملطَّخة حواشيها بالدم وقد كُتِبت عليها كلماتك ــ هنا يبتسم بعض دهاقنة الإسلام السياسي ولكنها ابتسامة سرية تهدف ضرب عصفورين بحجر والتقوى تقطر من أطراف أصابعهم!!! ــ

سيدي الكريم..
من المسؤول؟
لقد سمعنا الجواب مرارا، أنهم مندسون، صداميون، تكفيريون، ولكن أقول بملء الفم: سيدي أنت المسؤول الأول، لأنك أنت المرشد الروحي، ولانك أنت الذي طرحت مشروع جيش المهدي، أنت المسؤول سيدنا الجليل ، هذا الخروقات المخيفة المرعبة، تدل أنك لم تُحكم الصنعة، أنك كنت مخدوعا، إنك إستجبت بدون قراءة دقيقة للواقع والممكنات والظروف، دعني أقول لك ذلك صراحة ، لستُ من دهاقنة الإسلام السياسي، ولست بحاجة إلى منصب في جيشك، وليس هناك من يغريني بمنصب رفيع لكي أقول ذلك، فهذا ليس ثوبي، ولن يكون ثوبي، تركته لغيري ــ للمحاضرين عن الإستقامة و التقوى السياسية ــ بل أنا يا سيدي من عامة الناس ، أريد لهذه الحكومة المنتخبة أن تقوم على ساق قوي، أريد لهذه الحكومة أن تتفرغ للبناء والأعمار، أريد لهذه الحكومة أن تمارس عملها بانتظام وقانون، أريد من هذه الحكومة أن تحميني من القتلة واللصوص والمعتدين والمجرمين، من الذين أتهموا فتيات المجتمع المدني بالأباحية علنا (ففففففففففففففففففف يا ربي) لهذا لا أخشى أن اقول لك أنت المسؤول الاول سيدي الجليل.

أيها السيد الكريم...
جيش المهدي جزء من الحكومة، ولكنَّه في مواقف جوهرية ومصيرية يتحول إلى حكومة داخل حكومة؟ يمثله في البرلمان أكثر من ثلاثين عضوا، ولكنه يتصرف في كثير من الأحيان، وفي مفاصل زمنية محرجة وخطرة وفي مفاصل زمنية محرجة وكأنه دولة أخرى.
هل يرضيك هذا؟
وهل هذا في خدمة السيد المالكي الذي يحبكم ويحب كل أبناء الشعب العراقي؟
وهل ذلك في خدمة الشعب العراقي أصلا ،وانت الذي تلهج بأسمه محبا مدافعا؟
سيدنا مقتدى الطيب.
الجميع ينتظر منك أن تتخذ موقفا صارما من هذه المحاكم الشرعية التي لا سند قانوني لها، ولكنها تنصب سقائفها بإسمك وبفقهك، والجميع يقولون: ترى ما أهمية سلاح جيش المهدي في مدن أمنة كالديوانية والناصرية والعمارة وغيرها؟ والجميع يقولون: متى يضع هذا الجيش يده بيد الدولة على طريق الإعمار والبناء، وليس لإنتظار لحظة جنونية ليدخل في معركة مع المجلس الاعلى أو مع شرطة المحافظة!
أليس كذلك يا سيدي؟
وإلى حلقة قادمة.