كان المنظر جميلا.. كان جميلا جدا:
كنيسة في لبنان تفتح حرمها لمهجرين من الجنوب شيعة وسنة.
ومسجد يفتح ابوابه لمهجرين مسيحيين.
ان كان من حسنة للحرب الدائرة في لبنان فهي ان وحدت الشعب اللبناني.
ما عاد هناك سني وشيعي ومسيحي. اصبح الجميع يحملون دينا واحدا: لبنان!
تلك الكنيسة التي حاربها المتطرفون المسلمون كثيرا، كانت أول من آواهم.
وذاك المسجد الذي حاربه المتطرفون المسيحيون كثيرا، اصبح دارا لكل من فقد بيته منهم.
للبنانيين اقول: ليدعم صليبكم هلالكم وليدعم هلالكم صليبكم، ولا تنتظروا ان نقف معكم، فما وقفنا مع فلسطين وابناؤها يقتلون امامنا سمعنا وعيننا كل لحظة.
أمل لبنان في اللبنانيين، لا في الأمة العربية شرقها وغربها، فقد اثبتنا أننا أمة تسكن دار العجزة منذ زمن!
ليؤمن لبنان بقضيته، وليؤمن شعبها بقضيته. عندها سينهض البلد الجريح من محنته اسلاما ومسيحيين كطائر الفينيق، وما كان الطائر مسلما او مسيحيا، بل لبنانيا صرفا، فالدين لله والوطن للجميع.
كان المنظر جميلا..
يوم رأيت قسيسا يؤدي صلاة لراحة نفوس من سقط شهيدا. كل من سقط شهيدا أيا كان دينه. فالخوف يوحد الناس ويوحد الاديان.
الكنيسة بيت لله كما هو المسجد.
وقد احسنت الكنيسة صنعا ان بادرت الى فتح ابوابها وحرمها المقدس للجميع.
احسنت ان استغلت مناسبة كهذة لتؤكد ان الاديان خلقت لرحمة الانسان لا لصنع العداوة بين البشر.
كان المنظر جميلا..
يوم رأيت المسلمين يفترشون باحات الكنائس، والقسيسون يقدمون العون.
من قال ان الكنائس والجوامع للصلاة فقط؟ هي سكنى لكل انسان.
كان لبنان قد تخطى عنصريته وطائفيتيه رغم محاولات الكثيرين زرع الفتنة بين ابناءه.
وها قد أتت الأزمة لتؤكد ان الشعب ايا كان دينه، هو لبنان.. كله لبنان.
لقد احسنت الكنيسة صنعا ان فتحت ابوابها لأبنائها، وما كانوا، للمرة الأولى، مسيحيون فقط، فقد اصبح كل لبناني ابنا لها.
احسنت الجوامع ان فتحت ابوابها لكل ابنائها، فكل لبناني هو ابن لها.
ما عاد بيت الله حكرا لأحد، بل هو للجميع كما كان دوما.
لن اكون متطرفا لو تمنيت ان لا تغذي حرب لبنان مشاعر العداء لليهودية كدين ايضا. ليكن العداء لاسرائيل كمؤسسة سياسية، لكن ليس كدين من السماء.
فبين اليهود انفسهم من يرفض قتل الابرياء، كما نرفض نحن. بل اكثر مما نرفض نحن.
ستنتهي المحنة قريبا..
وسيعود طائر الفينيق كما كان.
وما اتمناه ان يتذكر المسلم ان الكنيسة قد آوته يوما.
وان يتذكر المسيحي ان المسجد قد آواه يوما.
وأن يتذكر الجميع، ان اختلاف الدين الذي قاد الى فرقتنا، ما كان اكثر من وهم صنعناه لأنفسنا، او صنعه من لا يفكر ابعد من انفه!
كم كان المنظر جميلا...

[email protected]