ينطوي التقرير المنشور في قسم أخبار خاصة وبعنوان quot;العمير: الملك حريص على الاستقرار quot; على جملة من التناقضات والمفارقات نظرا لتعارضه مع رسالة الناشر المذيلة في نهاية الصفحة الرئيسية من ايلاف. وربما فات كاتب التقرير وبسبب عجالته في تحقيق سبق صحفي ان يتساءل في قرارة نفسه عن الربط المنطقي بين منصب العمير باعتباره ناشر ورئيس تحرير صحيفة ايلاف الالكترونيةوالرسالة السياسية التي نقلها الى امير الكويت، اذ أن مهمة كهذه تتم عبر القنوات الديبلوماسية.
ويبدو أن المشكلة تكمن في التسطيح المتطرف في نظرة بعض الصحافيين والمراسلين للعمل الصحافي ممن يصعب عليهم فهم أساسيات الصحافة وبديهياتها بما فيها ضرورة وضع علامات التنصيص لتمييز آراء ووجهات نظر الصحافي عن وجهات نظر المقتبس قوله.
ليس هنا ضرورة للتأكيد بأن التقرير المذكور آنفا يندرج ضمن جملة من التقارير والمتابعات الصحافية التي استغلت حيادية ايلاف واساءت لموضوعيتها وحرصها على أن تكون جريدة الجميع والى الجميع، وهي مقالات وتقارير تعمل ضمن أجندات سياسية وحزبية وليس انطلاقا من الموضوعية والصدق في التعامل مع الحدث، ان مراجعة بسيطة لتقارير عديدة نشرت عن الراهن العراقي على سبيل المثال تكشف عن انتقائية مفضوحة والتزام حزبي وتعصب طائفي. والأمر نفسه ينطبق على التصريحات التي نسبت الىالناشر عثمان العمير في لقائه مع أمير الكويت، فهي تتنافى مع الفقرة الواردة في رسالة الناشر والتي تنص على: (quot;ايلافquot; لا تنتمي الى تيار، ولا تعبر عن حزب، ولا تقف مع دولة ضد أخرى بل هي نافذة العربي الى العالم، وجسر العالم اليه.)

ان التناقض الذي وقع فيه محرر التقرير يدل على جهله بحيادية واستقلالية ايلاف كخصوصية، قد يتم التسامح معها في وجهات النظر الشخصية للمراسلين، لكنها بمثابة الخط الأحمر الذي لايمكن غض النظر عنه حينما يتعلق بنسب تصريحات لا اساس لها من الصحة للناشر تتضاد مع اهدافه من تاسيس ايلاف. ليس دفاعا عن الناشر، انما هي دعوة لمراسلي ايلاف لمنحالقارئ العربي فرصة التفكير وتكوين رأيه المستقل من خلال تقليص المقالات والمواد الصحفية المبنية على الموقف الجاهز والرأي المعد سلفا واستبدالها بمواد تعتمد على نقل الأحداث بأمانة وموضوعية ، انها دعوة لمواكبة عصر المعلومات ومنح القارئ الحرية الكاملة في تكوين موقفه من الأحداث. فزمن العبارات الانشائية الجاهزة وصحافة quot;التفكير بالنيابة عن القارئquot; قد انهار مع انهيار الاديولوجيات، لاتخطفوا القارئ بمواقفكم الشخصية مثلما خطف حزب الله الشيعة في لبنان!!!

مقتطفات من رسالة الناشر
اذا،ً quot;ايلافquot; مشروع لم يُنشأ بقرار رسمي، ولن يغلق بقرار رسمي.. بل هو مشروع مستقل الارادة والقرار، واستمراره رهن باستمرارية هذه الاستقلالية،quot;ايلافquot; لا تنتمي الى تيار، ولا تعبر عن حزب، ولا تقف مع دولة ضد أخرى. بل هي نافذة العربي الى العالم، وجسر العالم اليه. اننا في quot;ايلافquot; نعتقد ان الصحافة شيء والرأي شيء آخر.. فاذا احترمنا الرأي وقدرناه ووضعناه في الاعتبار الذي يستحقه، فان مهنة الصحافي لا قداسة ولا استشهاد ولا مزايدة فيها.. انها، ببساطة، خدمة حضارية لملاح انترنتي يحتاج الى الاشباع.

والناشر على حق في قوله أن quot;إيلاف مشروع مستقل الارادة والقرارquot;... فما يُنشر فيها دليل واضح على صدق الناشر في كلمته.وملاحظة جانبية أخيرة: يخطأ، في نظرنا، خصوصا بعض العراقيين الذين، عن حسد أو غيرة أو لأن كتاباتهم لم تنشر إما لأنها منشورة سابقا أو لأنها رديئة، يشتمون quot;إيلافquot; بحجة أنها quot;سعوديةquot; (وحتى لو كانت سعودية فلا أدري مالعيب)لكن هذا لايمنعهم منان يتوسلوا النشر في جرائد مرتبطة ممولة من قبل الحكومة السعودية كـquot;الحياةquot; وquot;الشرق الأوسطquot;، بينما إيلاف المحجوبة حسبما سمعت في السعودية منذ اكثر من عام، لا علاقة لها بأية مؤسسة سعودية أو عربية ولا أي ارتباط لها بأية حكومة موجودة على الأرض... فباب النقدمفتوح علىالجميع.


انظر ايضا: حوار أجرته فضائية العربية مع الناشر :
http://www.alarabiya.net/Articles/2004/09/23/6573.htm