لست ميالا للوقوف ضمن الفريق الذي يدعي على مقدمة برنامج هالة شو بأنها أساءت لسمعة مصر، وارفض تماما أنها كانت ضمن فقرات البرنامج تدعو للفسق والفجور.. كما أنني لست مستعداً لتأييد من يطالبون بسحلها على عتبة القضاء الذي ارفض أن ينظر قضيتها سواء كانت ملفقة أو مفبركة أو بين بين..

يجب أن لا ننسي أن البرنامج برمته يقوم على ما يعرف بسياسة quot; الجذب الإعلاني quot;، وتلك هي المقومات التي تقدمها مقدمة البرنامج كحيثيات لتولي المناصب فى كل قناة عملت بها بدءاً من ART وبعدها DREEM ثم روتانا.. والجذب الإعلاني لا يتكالب إلا على برامج تعرض مواضيع ذات مذاق خاص قد يكون من ضمنها مساحة العري الجسدي ولكن لا بد أن تخترق مناطق غير مسبوقة عند عرضها..
مشوار الدكتورة هالة سرحان منذ تركت الإعلام المكتوب إلى الإعلام الفضائي يتمحور حول هذه النوعية من الموضوعات، وليس في ذلك عيب أو خطأ طالما أنها تستخدم الأدوات المتعارف عليها أخلاقياً ومهنياً..

وإذا رجعنا إلى الأزمة الحالية التي نجمت عن الحلقات التي بثتها فضائية روتانا حول بنات الليل في مصر في شهر سبتمبر الماضي وأعيدت مرة أخرى منذ بضعة أيام سنلاحظ الآتي :
1 ndash; أنها اختارت موضوعاً له جاذبية خاصة عند قطاع واسع وعريض من المشاهدين منهم الذي تستهويه مثل هذه القضايا.. ومنهم من يريد أن يعرف ما يجهله عنها.. ومنهم من يريد أن يتخذ من ما هو معروض سلما للتربية و الإصلاح.. الخ..
2 ndash; أنها أطالت مساحة العرض الوقتية التزاماً بما تعاقدت عليه المحطة مع المعلنين خلال فترة بث كل حلقة..
3 ndash; أنها استعانت بعدد من الفنانات للمشاركة في البرنامج دون حاجة إليهن..
4 ndash; أنها استضافت ثلاث سيدات وُصفن ضمن الإعلان عن الحلقات بأنهن فتيات ليل يتاجرن بجسدهن من اجل حفنة من المال..
مشاركة تلك الفتيات هي التي أثارت الجلبة التي دفعت بالموضوع إلى حيث ينظر الآن بمعرفة جهات التحقيق المختصة، لأن المشاركات قلن لسبب أو لآخر بأنهن لسن فتيات ليل وإنما قمن بأداء هذا الدور مقابل مبلغ مالي حصلن عليه من واحد من فريق الإنتاج الذي يعد لتصوير حلقات البرنامج..
وهنا تتمركز الإشكالية التي تلح في طالب كشف الكذبة التي عاشها المشاهد الذي هو المشترى الوحيد للمنتج التلفزيوني.. فإما أن يكون البرنامج صادق فيما قاله وبثه بالصوت والصورة عن تلك النوعية من الفتيات عن طريق تقديم نموذج من بينهن، وإما أن يكون الفتيات صادقات حين قلن أنهن قمن بتمثيل الدور مقابل اجر مادي..


في الحالة الأولي واعني بها ثبوت كذب الفتيات فيجب تقديمهن الى التحقيق بسبب الإزعاج الذي تسببن فيه لكل الأطراف التي تضررت من شكاواهن التي أوصلتهن إلى فضائية منافسه لفضائية روتانا وفتحت الصحف والمجلات للحديث فيه على امتداد درجات النقد الايجابي منه والسلبي..
أما إذا ثبت أن برنامج هالة شو قد زيف بضاعته وغشها تجاريا ليقدمها للمشاهد بغير ما تحتويه من مكونات، فليس من المستحب أن يحاكم فريق الإعداد والإنتاج والمقدمة أمام القضاء بل يجب أن يمثل الجميع أمام لجنة إعلامية من بين أعضاء مجلس الشورى للتحقيق في مع برنامج هالة شو بإعتباره قد quot; باع للمستهلك بضاعة غير مطابقة للموصفات التي أذيعت للترويج والإعلان عنه quot;..
هذه ببساطة هي الإساءة التي أقدم عليها البرنامج .. القيام بغش المشاهد..

استشارى إعلامي
[email protected]