من مفكرة سفير عربي في اليابان
ناقشنا، عزيزي القارئ، في الأسبوع الماضي ما كتبه الصحفي الإسرائيلي برادلي برستون عن انتخاب رئيس الوزراء العربي الأول لإسرائيل، وانهينا المقال بالسؤال: هل ستسستفيد دول المنطقة من الرئيس الأمريكي المنتخب، وتساعده لإيجاد صيغ عملية للتعامل مع معضلة الشرق الأوسط؟
يعتقد المتفائلون بأن على العرب تأمل خطوات الرئيس الأمريكي المنتحب، ودراسة مدى استعداده للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط بعدالة، بل عليهم أيضا أن يلعبوا دورا إيجابيا في تحريك قراراته، وبالا يستمروا مراقبين منتقدين لما يحدث. وقد توحي تعيناته القادمة ببعض المؤشرات لذلك تحتاج لتحليلات فاحصة مجردة عن الانفعالات العاطفية والحساسيات الدينية والسياسية. ويتصور هؤلاء المتفائلون بأن اختيار رام إيمانويل رئيسا لموظفي البيت الأبيض، هي عبارة عن ورقة ضغط ضد اليمين الإسرائيلي، والذي سيلعب دورا رئيسيا في تحريك خطوط سياسة الشرق الأوسط القادمة، وخاصة إذا انتخب نتينياهو رئيسا لوزراء إسرائيل. ومن المعروف بأن إيمانويل شخصية قوية وشرسة، وذو ذكاء وخبرة عاليه، ويتفهم دهاليز السياسة في البيت الأبيض وإسرائيل، ولديه علاقات طيبة مع قيادي الحزب الجمهوري واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وهو أمريكي مجنس من أصول إسرائيلية شرق أوسطية، وقد أثنى عليه الكثيرين من سياسي إسرائيل. وقد علقا الصحفيان الإسرائيليان ناتاشا موزغوفايا وأنشي بيفر في صحيفة هاارتز الإسرائيلية في التاسع من نوفمبر الحالي، بالقول: quot; يملك إيمانويل أسلوب مباشر وخشن في التعامل، مألوف جدا للإسرائيليين، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة بأنه قريب منا، ولكن هناك حقيقة أكيدة، بأن الإسرائيليين لن يستطيعوا سحب الصوف من فوق عينيه، كما وصفه دبلوماسي إسرائيلي سابق. ويؤكد صعوده السريع في قيادة الكونجرس ذكائه وفطنته السياسية، وقد إخثاره أوباما لكي يمرر بسرعة خططه التشريعية في الكونجرس. وقد كان قريبا جدا من مساعدي إسحاق رابيين، وهو صديق حميم للرئيس شمعون بيرز، كما شارك بوضع خطة السلام مع الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتون، والتي قتلت رابين. ويختلف الإسرائيليون عن مدى دوره في المشاركة في الشؤون الخارجية، وبالأخص في قضية السلام القادمة في الشرق الأوسط، فرئيس الموظفين في البيت الأبيض عادة يركز اهتمامه على أعمال الرئيس السياسية.quot; فتلاحظ عزيزي القارئ بأن هذا الشخص يعتبر قريب من صقور اليمين الإسرائيلي، مع أنه صديق لجماعة رابين ومقرب من الرئيس شيمون بريز. وهو شخصية قوية وشرسة، ويختلف عن الشخصيات الهادئة لفريق حملة أوباما الانتخابية. ويعتقد البعض بأن أيمانويل مهم في التعامل مع المتطرفين اليهود، والذين لن يستطيعوا تمرير خيوط الصوف الإسرائيلية من فوق عينيه.
ولنستطيع تفهم الصراع الإسرائيلي الذي نتج من فوز باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية، نحتاج لدراسة ما ناقشته الصحافة الإسرائيلية بعد هذا النجاح الساحق. فقد كتب جيدون لفي، الصحفي الإسرائيلي والمتحدث الرسمي السابق للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، بصحيفة هاارتز في التاسع من نوفمبر الحالي مقالا بعنوان، لنتمنى أن لا يكون أوباما صديقا لإسرائيل، يقول فيه: quot;يتساءل الإسرائيليون: هل انتخاب أوباما هو شيء سيئ أو جيد لإسرائيل... لقد تكلموا وبحذر، وهم يحاولون أن يخففوا تخوفهم وقلقهم حينما وجدوا بعض العلامات الإيجابية باحتمال تعين إيمانويل أبن المناضل الإسرائيلي والذي يرجع والده للأرغون، وقد يعين دينس روس ودان كوتزر ومارتن انديك معه في الإدارة الجديدة...ولكن في خلفية كل ذلك هناك سحابة قاتمة، تحتاج للحذر والخطر، فهذا الرجل الأسود الذي صاحب الفلسطينيين الأجانب، ويتحدث عن حقوق الإنسان، ويفضل الدبلوماسية على الحرب، بل ويريد أن يحاور إيران، والذي يحاول أن يوفر ميزانية لحاجيات أمريكا الاجتماعية بدلا عن تصدير السلاح، فلن يكون الصديق المحبوب لإسرائيل في واشنطون الذي تعودنا عليه. ولنتساءل ما سبب كل هذا الرعب؟quot;
ويسترسل لفي في صراحته بالقول: quot;ونحتاج للبوح بالحقيقة، بأن خلفية كل هذا التخوف هو القلق بأن الرئيس الجديد سيدفع بإسرائيل لإنهاء الاحتلال وللتوجه للسلام. فقد لا يكون أوباما صديقا لإسرائيل، وقد يكون التغير العظيم، بأنه يتعهد بأنه لن يحذف سياسة بلده من الاهتمام بالشرق الأوسط، وقد يبشر ليس فقط بأمريكا جديدة، بل أيضا بشرق أوسط جديد.quot; وعرف الكاتب عبارة quot;صديق لإسرائيلquot; بأنها تعني صديق مؤيد للاحتلال، ومؤمن بتسليح إسرائيل لنفسها، ومعجب بلغتها عن القوة، ويؤيد أوهامها الإقليمية، وسيعطيها الموافقة العمياء لأية مغامرة عنف ترغب فيها، لترفض السلام ولتبني المستوطنات. واتهم الرئيس جورج بوش الابن بأنه سبب كارثة للعالم ولبلاده، وبأنه لن يحصل على أية درجة كبيرة من السمعة والاحترام إلا في إسرائيل. ووصفه بأنه الصديق الأعظم لإسرائيل لأنه سمح لها لان تقوم بحرب غير ضرورية في لبنان، ولم يمنع بناء مبنى استيطاني واحد، بل قد شجع إسرائيل في السر لقصف إيران بالقنابل، ولم يضغط على إسرائيل لتتقدم في محادثات السلام، بل وقف المحادثات مع سوريا، ولم يعارض سياسة إسرائيل في القتل المتعمد والهادف، كما أيد احتلال غزة، وشارك في مقاطعة حماس، التي فازت في انتخابات ديمقراطية سهلتها إدارته.
وحاول أن يشرح سبب حب الإسرائيليين لرؤساء أمريكا السابقين فقال: quot;ويبين ذلك كيف نحن نحب الرؤساء الأمريكان، فهم يعطونا الضوء الأخضر لكي نعمل ما نشاء، ويدعموننا بالمال والأجهزة والسلاح، ويشاهدوننا وهم قلقين عما سنقوم به. وهذا هو الصديق التقليدي لإسرائيل، الصديق الذي هو في الحقيقة عدو، عدو للسلام وعدو لإسرائيل.quot; ووضع أماله في الرئيس الأمريكي المنتخب، وتمنى ألا يكون أوباما كالأصدقاء السابقين، بل أن يكون صديق حقيقي لإسرائيل، بأن يضع جميع إمكانياته لكي يلعب دورا فاعلا في قضية الشرق الأوسط، فيحاول حل المعضلة الإيرانية من خلال الحوار، وبأن ينهي حصار غزة ومقاطعة حماس، ويدفع بإسرائيل وسوريا لتحقيق السلام، ويساعد إسرائيل والفلسطينيين للوصول لحل عادل. ونصح بأن يساعد أوباما إسرائيل لكي تساعد نفسها، وذلك بأن ينتقد سياساتها حينما يتوجب عليه ذلك، ويستخدم قوته لينهي الاحتلال وينهي مشروع الاستيطان. وحاول أن يذكر أوباما بأن حقوق الإنسان يجب أن تطبق على الفلسطينيين، وليس فقط على السود، ولكي يحقق السلام في العالم، عليه أن يبدأ بالسلام في الشرق الأوسط. ولفت نظر أوباما بأنه كصديق حقيقي لإسرائيل عليه أن يتذكر بأن إسرائيل قد تكون quot;الديمقراطية الوحيدةquot; في الشرق الأوسط ولكن ليس في فنائها الخلفي، فبجوار صدروت الإسرائيلية، التي زارها، تقع منطقة غزة الفلسطينية، وبأن القيم الديمقراطية يجب إلا تشمل الاحتلال الوحشي، وبأن الصداقة لا تعني الدعم الأوتوماتيكي للاحتلال. كما طلب منه أن يحاور إيران وحزب الله قدر ما يشاء، وفي أي وقت يشاء، ولكن قبل الحرب القادمة، وليس بعدها، وليتذكر بأن لديه القوة اللازمة لكي يستطيع القيام بكل ذلك. ويعتقد لفي بأنه كان من الممكن تغير الشرق الأوسط بقوة جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين وإنهاء الاحتلال، ولكنهم رفعوا أيديهم جميعا عن هذه المسئولية باسم الصداقة الرائعة. كما طالب راجيا: quot;أرجوكم أعطونا رئيسا أمريكيا آخر ليس صديق مخيف لإسرائيل، فهل سيكون اوباما ذلك الصديق الذي لن يتبع كالأعمى اللوبي اليهودي والحكومة الإسرائيلية؟ فقد وعد بالتغير أليس كذلك؟quot; فتلاحظ عزيزي القارئ كيف أن عالم العولمة الجديد قد غير فكر التطرف الإسرائيلي، كما أدى لظهور الجي أستريت في الولايات المتحدة، وهي القوى الأمريكية اليهودية الجديدة التي تقف ضد سياسات اللوبي الصهيوني التقليدية، وتنتقد سياسات بوش الداعمة لإسرائيل، وتدعم سياسات أوباما الداعية لتجنب المجابه والحروب، وحل الخلافات بالحوار والاحترام المتبادل. والسؤال: هل ستستفيد دول منطقة الشرق الأوسط من هذه الظروف الجديدة لحل خلافاتها، والتفرغ لتطوير مواردها البشرية والاهتمام بتكنولوجياتها الصناعية، لتحقق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، ولتشارك العالم في بناء حضارة الألفية الثالثة؟
سفير مملكة البحرين في اليابان
رئيس وزراء عربي لإسرائيل: وهم أم حلم |
يعتقد المتفائلون بأن على العرب تأمل خطوات الرئيس الأمريكي المنتحب، ودراسة مدى استعداده للتعامل مع قضايا الشرق الأوسط بعدالة، بل عليهم أيضا أن يلعبوا دورا إيجابيا في تحريك قراراته، وبالا يستمروا مراقبين منتقدين لما يحدث. وقد توحي تعيناته القادمة ببعض المؤشرات لذلك تحتاج لتحليلات فاحصة مجردة عن الانفعالات العاطفية والحساسيات الدينية والسياسية. ويتصور هؤلاء المتفائلون بأن اختيار رام إيمانويل رئيسا لموظفي البيت الأبيض، هي عبارة عن ورقة ضغط ضد اليمين الإسرائيلي، والذي سيلعب دورا رئيسيا في تحريك خطوط سياسة الشرق الأوسط القادمة، وخاصة إذا انتخب نتينياهو رئيسا لوزراء إسرائيل. ومن المعروف بأن إيمانويل شخصية قوية وشرسة، وذو ذكاء وخبرة عاليه، ويتفهم دهاليز السياسة في البيت الأبيض وإسرائيل، ولديه علاقات طيبة مع قيادي الحزب الجمهوري واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، وهو أمريكي مجنس من أصول إسرائيلية شرق أوسطية، وقد أثنى عليه الكثيرين من سياسي إسرائيل. وقد علقا الصحفيان الإسرائيليان ناتاشا موزغوفايا وأنشي بيفر في صحيفة هاارتز الإسرائيلية في التاسع من نوفمبر الحالي، بالقول: quot; يملك إيمانويل أسلوب مباشر وخشن في التعامل، مألوف جدا للإسرائيليين، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة بأنه قريب منا، ولكن هناك حقيقة أكيدة، بأن الإسرائيليين لن يستطيعوا سحب الصوف من فوق عينيه، كما وصفه دبلوماسي إسرائيلي سابق. ويؤكد صعوده السريع في قيادة الكونجرس ذكائه وفطنته السياسية، وقد إخثاره أوباما لكي يمرر بسرعة خططه التشريعية في الكونجرس. وقد كان قريبا جدا من مساعدي إسحاق رابيين، وهو صديق حميم للرئيس شمعون بيرز، كما شارك بوضع خطة السلام مع الرئيس الأمريكي السابق بل كلنتون، والتي قتلت رابين. ويختلف الإسرائيليون عن مدى دوره في المشاركة في الشؤون الخارجية، وبالأخص في قضية السلام القادمة في الشرق الأوسط، فرئيس الموظفين في البيت الأبيض عادة يركز اهتمامه على أعمال الرئيس السياسية.quot; فتلاحظ عزيزي القارئ بأن هذا الشخص يعتبر قريب من صقور اليمين الإسرائيلي، مع أنه صديق لجماعة رابين ومقرب من الرئيس شيمون بريز. وهو شخصية قوية وشرسة، ويختلف عن الشخصيات الهادئة لفريق حملة أوباما الانتخابية. ويعتقد البعض بأن أيمانويل مهم في التعامل مع المتطرفين اليهود، والذين لن يستطيعوا تمرير خيوط الصوف الإسرائيلية من فوق عينيه.
ولنستطيع تفهم الصراع الإسرائيلي الذي نتج من فوز باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأمريكية، نحتاج لدراسة ما ناقشته الصحافة الإسرائيلية بعد هذا النجاح الساحق. فقد كتب جيدون لفي، الصحفي الإسرائيلي والمتحدث الرسمي السابق للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، بصحيفة هاارتز في التاسع من نوفمبر الحالي مقالا بعنوان، لنتمنى أن لا يكون أوباما صديقا لإسرائيل، يقول فيه: quot;يتساءل الإسرائيليون: هل انتخاب أوباما هو شيء سيئ أو جيد لإسرائيل... لقد تكلموا وبحذر، وهم يحاولون أن يخففوا تخوفهم وقلقهم حينما وجدوا بعض العلامات الإيجابية باحتمال تعين إيمانويل أبن المناضل الإسرائيلي والذي يرجع والده للأرغون، وقد يعين دينس روس ودان كوتزر ومارتن انديك معه في الإدارة الجديدة...ولكن في خلفية كل ذلك هناك سحابة قاتمة، تحتاج للحذر والخطر، فهذا الرجل الأسود الذي صاحب الفلسطينيين الأجانب، ويتحدث عن حقوق الإنسان، ويفضل الدبلوماسية على الحرب، بل ويريد أن يحاور إيران، والذي يحاول أن يوفر ميزانية لحاجيات أمريكا الاجتماعية بدلا عن تصدير السلاح، فلن يكون الصديق المحبوب لإسرائيل في واشنطون الذي تعودنا عليه. ولنتساءل ما سبب كل هذا الرعب؟quot;
ويسترسل لفي في صراحته بالقول: quot;ونحتاج للبوح بالحقيقة، بأن خلفية كل هذا التخوف هو القلق بأن الرئيس الجديد سيدفع بإسرائيل لإنهاء الاحتلال وللتوجه للسلام. فقد لا يكون أوباما صديقا لإسرائيل، وقد يكون التغير العظيم، بأنه يتعهد بأنه لن يحذف سياسة بلده من الاهتمام بالشرق الأوسط، وقد يبشر ليس فقط بأمريكا جديدة، بل أيضا بشرق أوسط جديد.quot; وعرف الكاتب عبارة quot;صديق لإسرائيلquot; بأنها تعني صديق مؤيد للاحتلال، ومؤمن بتسليح إسرائيل لنفسها، ومعجب بلغتها عن القوة، ويؤيد أوهامها الإقليمية، وسيعطيها الموافقة العمياء لأية مغامرة عنف ترغب فيها، لترفض السلام ولتبني المستوطنات. واتهم الرئيس جورج بوش الابن بأنه سبب كارثة للعالم ولبلاده، وبأنه لن يحصل على أية درجة كبيرة من السمعة والاحترام إلا في إسرائيل. ووصفه بأنه الصديق الأعظم لإسرائيل لأنه سمح لها لان تقوم بحرب غير ضرورية في لبنان، ولم يمنع بناء مبنى استيطاني واحد، بل قد شجع إسرائيل في السر لقصف إيران بالقنابل، ولم يضغط على إسرائيل لتتقدم في محادثات السلام، بل وقف المحادثات مع سوريا، ولم يعارض سياسة إسرائيل في القتل المتعمد والهادف، كما أيد احتلال غزة، وشارك في مقاطعة حماس، التي فازت في انتخابات ديمقراطية سهلتها إدارته.
وحاول أن يشرح سبب حب الإسرائيليين لرؤساء أمريكا السابقين فقال: quot;ويبين ذلك كيف نحن نحب الرؤساء الأمريكان، فهم يعطونا الضوء الأخضر لكي نعمل ما نشاء، ويدعموننا بالمال والأجهزة والسلاح، ويشاهدوننا وهم قلقين عما سنقوم به. وهذا هو الصديق التقليدي لإسرائيل، الصديق الذي هو في الحقيقة عدو، عدو للسلام وعدو لإسرائيل.quot; ووضع أماله في الرئيس الأمريكي المنتخب، وتمنى ألا يكون أوباما كالأصدقاء السابقين، بل أن يكون صديق حقيقي لإسرائيل، بأن يضع جميع إمكانياته لكي يلعب دورا فاعلا في قضية الشرق الأوسط، فيحاول حل المعضلة الإيرانية من خلال الحوار، وبأن ينهي حصار غزة ومقاطعة حماس، ويدفع بإسرائيل وسوريا لتحقيق السلام، ويساعد إسرائيل والفلسطينيين للوصول لحل عادل. ونصح بأن يساعد أوباما إسرائيل لكي تساعد نفسها، وذلك بأن ينتقد سياساتها حينما يتوجب عليه ذلك، ويستخدم قوته لينهي الاحتلال وينهي مشروع الاستيطان. وحاول أن يذكر أوباما بأن حقوق الإنسان يجب أن تطبق على الفلسطينيين، وليس فقط على السود، ولكي يحقق السلام في العالم، عليه أن يبدأ بالسلام في الشرق الأوسط. ولفت نظر أوباما بأنه كصديق حقيقي لإسرائيل عليه أن يتذكر بأن إسرائيل قد تكون quot;الديمقراطية الوحيدةquot; في الشرق الأوسط ولكن ليس في فنائها الخلفي، فبجوار صدروت الإسرائيلية، التي زارها، تقع منطقة غزة الفلسطينية، وبأن القيم الديمقراطية يجب إلا تشمل الاحتلال الوحشي، وبأن الصداقة لا تعني الدعم الأوتوماتيكي للاحتلال. كما طلب منه أن يحاور إيران وحزب الله قدر ما يشاء، وفي أي وقت يشاء، ولكن قبل الحرب القادمة، وليس بعدها، وليتذكر بأن لديه القوة اللازمة لكي يستطيع القيام بكل ذلك. ويعتقد لفي بأنه كان من الممكن تغير الشرق الأوسط بقوة جميع الرؤساء الأمريكيين السابقين وإنهاء الاحتلال، ولكنهم رفعوا أيديهم جميعا عن هذه المسئولية باسم الصداقة الرائعة. كما طالب راجيا: quot;أرجوكم أعطونا رئيسا أمريكيا آخر ليس صديق مخيف لإسرائيل، فهل سيكون اوباما ذلك الصديق الذي لن يتبع كالأعمى اللوبي اليهودي والحكومة الإسرائيلية؟ فقد وعد بالتغير أليس كذلك؟quot; فتلاحظ عزيزي القارئ كيف أن عالم العولمة الجديد قد غير فكر التطرف الإسرائيلي، كما أدى لظهور الجي أستريت في الولايات المتحدة، وهي القوى الأمريكية اليهودية الجديدة التي تقف ضد سياسات اللوبي الصهيوني التقليدية، وتنتقد سياسات بوش الداعمة لإسرائيل، وتدعم سياسات أوباما الداعية لتجنب المجابه والحروب، وحل الخلافات بالحوار والاحترام المتبادل. والسؤال: هل ستستفيد دول منطقة الشرق الأوسط من هذه الظروف الجديدة لحل خلافاتها، والتفرغ لتطوير مواردها البشرية والاهتمام بتكنولوجياتها الصناعية، لتحقق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية، ولتشارك العالم في بناء حضارة الألفية الثالثة؟
سفير مملكة البحرين في اليابان
التعليقات