من حق مجدي علام، أو أي إنسان آخر، أن يغير قناعاته الدينية، وأن يتحول من عقيدة إلى عقيدة، فالاعتقاد الديني هو مسألة خاصة جدا، وعميقة جدا، تقتضي الصدق الكامل مع النفس، ولا ينفع معها الإجبار أو الإخفاء، لكنه ليس من حق مجدي علام، أو أي مرتد آخر، أن يبرر إلتحاقه بعقيدة جديدة، بتحقيره وسبه وشتمه عقيدته السابقة أو أي عقيدة أخرى، فليس هناك إيمان حقيقي مهما كان نوعه، يعلم صاحبه خطاب التحقير والسب والاتهام، و في مجال الميتافيزيقيا تقف كل العقائد على قدم المساواة، وفي مجال الإيمان والروحانيات لا يمكن الحديث عن quot;دين عنيفquot; أو quot;دين متخلفquot;، لأن العنف والتخلف معايير دنيوية خالصة، تحكمها نزعات البشر وصراعات حول السلطة والمصالح والنفوذ.
يقول مجدي علام أن الإسلام دين عنيف وأنه سبب الكثير من الصراعات والحروب في التاريخ، و لا شك أن هذا التقييم لا يمكن أن يستثني المسيحية الكاثوليكية التي اعتنقها الرجل، أو اليهودية الصهيونية التي عشقها ويدافع عنها بإخلاص، عندما يتعلق الأمر بسلوك البشر بطبيعة الحال، وليس بجوهر العقائد كما أشير، فسلوك الكاثوليك التاريخي، بإسم الثالوث المقدس، مخز ولا يشرف مؤمنا مسيحيا حقا، إذ كيف لقارئ السير أن ينسى جرائم الحروب الصليبية أو فضاعات الإسبان والبرتغاليين في أمريكا اللاتينية، أو الحقب الاستعمارية الغربية المتأخرة في أفريقيا وآسيا وأقيانوسيا، حيث تشير بعض التقديرات إلى حصيلة إجمالية تتجاوز المائتين وخمسين مليون إنسان، ذبحوا أو قتلوا أو سحلوا تحت رايات الصليب وبمباركة الإكليروس.
أما سلوك الصهاينة اليهود، فلا أرى أيضا أن ثمة شخص متوازن وموضوعي، يمكن أن يدافع عنه، بل إن عددا من المؤمنين اليهود، يرون أنه عار جلل عقيدتهم واختيار الرب لهم لتبليغ كلمته ورسالته، حيث أقام الصهاينة دولتهم العظيمة، مصدر إلهام وفخر علام، على سلسلة من الحروب شبه اليومية واغتصاب الأرض واستباحة العرض والنهب والسلب وقتل الأطفال وتهشيم العظام ومزاعم وأكاذيب لا تنتهي، ولا شك أيضا أنه لا صلة للمعتقد الإيماني اليهودي بهذا المشروع الاستيطاني البشع المؤسس على أساطير وخرافات وجرائم.
البين أن في التاريخ الإسلامي، باعتباره تاريخا بشريا، الكثير من مواطن الضعف والحرب والعنف والجريمة، وليس ثمة مؤمن مسلم بمقدوره أن ينكر ذلك أو يفتخر به، أفلم يقتل المسلمون سبط الرسول (ص) وآله، ولم يجف الأثر بعد، لكن الإيمان الإسلامي الحق، السني والشيعي، قد اقتضى على مر أكثر من أربعة عشرة قرنا، التبرؤ من هذا التاريخ، الذي اعتبر خيانة للمبدأ وخروجا على شرعة النبي وسيرة خلفائه الراشدين، فدول الأمويين والعباسيين ومن تلاهم، ليست إلا ملكا عضوضا فرض غصبا على مسلمين، ولم ينل إلا شرعية quot;الغلبة والقهرquot;.
وإذا كان الملوك الأمويون والعباسيون والعثمانيون، يمثلون جوهر الاعتقاد الإسلامي، الذي يمكن أن يجيز لعلام نعت الإسلام بأنه دين عنيف ومصدر حروب ومشاكل كثيرة في التاريخ، فهل يبدو منطقيا عدم تحميل الاعتقاد المسيحي ذنوب ملوك القرون الوسطى، قرون الظلام، من الذين كانوا ينطلقون إلى حروب الإبادة الجماعية من ساحات الكتدرائية، وبمباركة الرهبان والقساوسة، ودعوات البابا المقدسة بالتوفيق.
أما عن حروب الرسول (ص) خلال المرحلة المدنية، فليس من شرح أفضل من ذلك الذي قدمته quot;ريتا دي ميليوquot; الكاتبة المستشرقة ومواطنة مجدي علام الأصلية، وهي مسيحية كاثوليكية ملتزمة، في آخر كتبها المعنون quot;الإسلام.. ذلك المجهول في الغربquot;*، حيث تقول هذه الباحثة الموضوعية في سيرة محمد عليه السلام ما يلي:
quot;في مكة كان رجلا كان رجلا وديعا، يكاد يكون زاهدا في تعبده وفي عزلته الروحية. وكان رب بيت مثاليا طوال عشرته التي دامت خمسة وعشرين عاما من الحب مع زوجته التي تكبره، خديجة، ورغم ما تعرض له من عدواة واستهزاء فإنه ظل واثقا من نفسه ومن النصر النهائي لربه...فنبي الإسلام الذي كان يخوض الحروب، ويشن الغارات ويمارس القصاص، يجب النظر إليه داخل البيئة التي وجد فيها، والذي كانت طريقة حياته فيها هي القاعدة، فقد كان رجلا مثل جميع الرجال، رجلا مصطفى ولكنه رجل في كل الأحوال، وقد أكد القرآن على هذا المفهوم مرتين..quot;.
وتضيف quot;دي ميليوquot; في موضوع اتهام نبي الإسلام (ص) بالقسوة:quot; لقد عاقب محمد بقسوة أفرادا ارتكبوا جرائم، أو أعداء عنيدين مثل القلائل (ستة) من القرشيين عند فتح مكة، واليهود الذين خانوه..واستعمل كافة الوسائل التي أتاحها له المجتمع آنذاك للدفاع عن جماعته ودعمها..حارب بإمكانيات متواضعة وبمعاونة قليلة حتى لا يسقط أمام الأعداء والمنافقين الذين كانوا يريدون له الخراب. ولكي يواجه احتياجات جماعته لجأ لشن الغارات، التي كانت تعتبر مشروعة في شبه الجزيرة العربية منذ أزمنة أبعد، وليست قابلة للحكم عليها بمقاييس أفكارنا الغربية. والحروب التي قام بها، سواء الدفاعية أو الهجومية، كانت لنشر دعوته، ولكن هذا العمل الوحشي في حياة الإنسانية، حاول هو أن يجعله أقل وحشية، فقد أمر جنوده بقوله، لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا إمرأة، ولا صغيرا رضيعا، ولا تهدموا بناء، ولا تحرقوا شجرا، ولا تقطعوا نخلا، وأحسنوا كما أحسن الله إليكمquot;.
quot; محمد، النبي والإنسان، تقول المستشرقة الإيطالية، بضعف أي كائن بشري، وبالقوة التي أمده بها الإيمان العميق برسالة الرسول الذي بعثه الله، كان بلا شك، وهو ما أؤكده لأنني مؤمنة به، من أعظم الشخصيات في التاريخ الإنساني. فهو لم يكن وحسب صاحب دعوة لديانة توحيدية، وإنما كان مناديا بالأخلاق السامية، نصر الضعيف على القوي، والفقير على الغني، وحماية المعدمين..ومن يريد أن يشوه هذه الشخصية العظيمة فهو يضعه عادة في مقارنة بالمسيح، ولكن الشخصية الزاهدة للمسيح ليس لها أي علاقة بإنسانية محمدquot;.
إن ما يمليه الإيمان التوحيدي الحق، اليهودي أو المسيحي أو الإسلامي، هو احترام عقائد البشر الدينية والروحية، التي تلتقي لدى كل منصف في روحها الإنسانية وخطابها المتسامح، وهي عند كل متعمق متألق ومتنور، طرق إلى الله، إذ ليس معقولا أن يكون للخلق الواحد مئات الآلاف من المسارات الموصلة إليه، ولا يكون لخالق الخلق طرق بعدد مخلوقاته على قول المتصوفة، أما المتعصبون من ذوي العقل الضيق ورؤية السطحية، فإيمانهم من طينة عقلهم ورؤيتهم، ظاهري يظلم المعتقد حقه وجوهره.
ومن العلمانية ما يعلم المرء شديد الاحترام للعقائد الروحية والدينية على السواء، فالخلاف ليس مع الأديان، إنما مع من يريد تطويعها لمصالحه وأهوائه الدنيوية ويحرفها عن مساراتها الأصلية، كما من الليبرالية ما يرشد المرء إلى أن من الحرية المقدسة، حرية المعتقد، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومن حدث نفسه باحترام الحق في الكفر، فلا ريب في أنه قرنه باحترام الحق في الإيمان.
ثمة من المسلمين السابقين، من يدخل في علاقة مع الغرب موطنه الجديد، بشكل مختل ومرضي، قائم على الانبهار المبالغ به بالآخر وقيمه، في مقابل احتقار الذات الشديد والخجل منها، والانبهار المتطرف كما احتقار الذات المتشدد كلاهما مفض إلى طريق واحد ضيق ودائري يجعل صاحبه يلف حول نفسه غير قادر على النظر إلى أبعد من أرنبة نفسه، وقد كان يفترض بالداخل إلى معتقد أن لا يثير جلبة كما الخارج منه، فلا أحد يمكنه الوثوق بالحالة الإيمانية، في تقلبها وضعفها وقابليتها الدائمة للمراجعة، ولهذا فإن مجرد تحويلها إلى حالة إعلامية، سينفي عنها كل مصداقية.
وأعود فأقول، بأن من حق الجميع أن ينقد السلوك البشري، لكن المبادئ التي تزكيها الفطرة البشرية، تجعل المس بالعقائد والأديان والأنبياء والرسل والقادة الروحانيين الذين نالوا حظوة ورمزية لدى أتباعهم، سلوكا غير مقبول ومستهجن لا يمكن نسبته لأي خطاب إنساني حقيقي، ديني كان أو علماني.
* المقتطفات الواردة مأخوذة من حوار مع الكاتبة نشر في الشرق الأوسط بتاريخ 17/1/2008
يقول مجدي علام أن الإسلام دين عنيف وأنه سبب الكثير من الصراعات والحروب في التاريخ، و لا شك أن هذا التقييم لا يمكن أن يستثني المسيحية الكاثوليكية التي اعتنقها الرجل، أو اليهودية الصهيونية التي عشقها ويدافع عنها بإخلاص، عندما يتعلق الأمر بسلوك البشر بطبيعة الحال، وليس بجوهر العقائد كما أشير، فسلوك الكاثوليك التاريخي، بإسم الثالوث المقدس، مخز ولا يشرف مؤمنا مسيحيا حقا، إذ كيف لقارئ السير أن ينسى جرائم الحروب الصليبية أو فضاعات الإسبان والبرتغاليين في أمريكا اللاتينية، أو الحقب الاستعمارية الغربية المتأخرة في أفريقيا وآسيا وأقيانوسيا، حيث تشير بعض التقديرات إلى حصيلة إجمالية تتجاوز المائتين وخمسين مليون إنسان، ذبحوا أو قتلوا أو سحلوا تحت رايات الصليب وبمباركة الإكليروس.
أما سلوك الصهاينة اليهود، فلا أرى أيضا أن ثمة شخص متوازن وموضوعي، يمكن أن يدافع عنه، بل إن عددا من المؤمنين اليهود، يرون أنه عار جلل عقيدتهم واختيار الرب لهم لتبليغ كلمته ورسالته، حيث أقام الصهاينة دولتهم العظيمة، مصدر إلهام وفخر علام، على سلسلة من الحروب شبه اليومية واغتصاب الأرض واستباحة العرض والنهب والسلب وقتل الأطفال وتهشيم العظام ومزاعم وأكاذيب لا تنتهي، ولا شك أيضا أنه لا صلة للمعتقد الإيماني اليهودي بهذا المشروع الاستيطاني البشع المؤسس على أساطير وخرافات وجرائم.
البين أن في التاريخ الإسلامي، باعتباره تاريخا بشريا، الكثير من مواطن الضعف والحرب والعنف والجريمة، وليس ثمة مؤمن مسلم بمقدوره أن ينكر ذلك أو يفتخر به، أفلم يقتل المسلمون سبط الرسول (ص) وآله، ولم يجف الأثر بعد، لكن الإيمان الإسلامي الحق، السني والشيعي، قد اقتضى على مر أكثر من أربعة عشرة قرنا، التبرؤ من هذا التاريخ، الذي اعتبر خيانة للمبدأ وخروجا على شرعة النبي وسيرة خلفائه الراشدين، فدول الأمويين والعباسيين ومن تلاهم، ليست إلا ملكا عضوضا فرض غصبا على مسلمين، ولم ينل إلا شرعية quot;الغلبة والقهرquot;.
وإذا كان الملوك الأمويون والعباسيون والعثمانيون، يمثلون جوهر الاعتقاد الإسلامي، الذي يمكن أن يجيز لعلام نعت الإسلام بأنه دين عنيف ومصدر حروب ومشاكل كثيرة في التاريخ، فهل يبدو منطقيا عدم تحميل الاعتقاد المسيحي ذنوب ملوك القرون الوسطى، قرون الظلام، من الذين كانوا ينطلقون إلى حروب الإبادة الجماعية من ساحات الكتدرائية، وبمباركة الرهبان والقساوسة، ودعوات البابا المقدسة بالتوفيق.
أما عن حروب الرسول (ص) خلال المرحلة المدنية، فليس من شرح أفضل من ذلك الذي قدمته quot;ريتا دي ميليوquot; الكاتبة المستشرقة ومواطنة مجدي علام الأصلية، وهي مسيحية كاثوليكية ملتزمة، في آخر كتبها المعنون quot;الإسلام.. ذلك المجهول في الغربquot;*، حيث تقول هذه الباحثة الموضوعية في سيرة محمد عليه السلام ما يلي:
quot;في مكة كان رجلا كان رجلا وديعا، يكاد يكون زاهدا في تعبده وفي عزلته الروحية. وكان رب بيت مثاليا طوال عشرته التي دامت خمسة وعشرين عاما من الحب مع زوجته التي تكبره، خديجة، ورغم ما تعرض له من عدواة واستهزاء فإنه ظل واثقا من نفسه ومن النصر النهائي لربه...فنبي الإسلام الذي كان يخوض الحروب، ويشن الغارات ويمارس القصاص، يجب النظر إليه داخل البيئة التي وجد فيها، والذي كانت طريقة حياته فيها هي القاعدة، فقد كان رجلا مثل جميع الرجال، رجلا مصطفى ولكنه رجل في كل الأحوال، وقد أكد القرآن على هذا المفهوم مرتين..quot;.
وتضيف quot;دي ميليوquot; في موضوع اتهام نبي الإسلام (ص) بالقسوة:quot; لقد عاقب محمد بقسوة أفرادا ارتكبوا جرائم، أو أعداء عنيدين مثل القلائل (ستة) من القرشيين عند فتح مكة، واليهود الذين خانوه..واستعمل كافة الوسائل التي أتاحها له المجتمع آنذاك للدفاع عن جماعته ودعمها..حارب بإمكانيات متواضعة وبمعاونة قليلة حتى لا يسقط أمام الأعداء والمنافقين الذين كانوا يريدون له الخراب. ولكي يواجه احتياجات جماعته لجأ لشن الغارات، التي كانت تعتبر مشروعة في شبه الجزيرة العربية منذ أزمنة أبعد، وليست قابلة للحكم عليها بمقاييس أفكارنا الغربية. والحروب التي قام بها، سواء الدفاعية أو الهجومية، كانت لنشر دعوته، ولكن هذا العمل الوحشي في حياة الإنسانية، حاول هو أن يجعله أقل وحشية، فقد أمر جنوده بقوله، لا تقتلوا شيخا فانيا، ولا إمرأة، ولا صغيرا رضيعا، ولا تهدموا بناء، ولا تحرقوا شجرا، ولا تقطعوا نخلا، وأحسنوا كما أحسن الله إليكمquot;.
quot; محمد، النبي والإنسان، تقول المستشرقة الإيطالية، بضعف أي كائن بشري، وبالقوة التي أمده بها الإيمان العميق برسالة الرسول الذي بعثه الله، كان بلا شك، وهو ما أؤكده لأنني مؤمنة به، من أعظم الشخصيات في التاريخ الإنساني. فهو لم يكن وحسب صاحب دعوة لديانة توحيدية، وإنما كان مناديا بالأخلاق السامية، نصر الضعيف على القوي، والفقير على الغني، وحماية المعدمين..ومن يريد أن يشوه هذه الشخصية العظيمة فهو يضعه عادة في مقارنة بالمسيح، ولكن الشخصية الزاهدة للمسيح ليس لها أي علاقة بإنسانية محمدquot;.
إن ما يمليه الإيمان التوحيدي الحق، اليهودي أو المسيحي أو الإسلامي، هو احترام عقائد البشر الدينية والروحية، التي تلتقي لدى كل منصف في روحها الإنسانية وخطابها المتسامح، وهي عند كل متعمق متألق ومتنور، طرق إلى الله، إذ ليس معقولا أن يكون للخلق الواحد مئات الآلاف من المسارات الموصلة إليه، ولا يكون لخالق الخلق طرق بعدد مخلوقاته على قول المتصوفة، أما المتعصبون من ذوي العقل الضيق ورؤية السطحية، فإيمانهم من طينة عقلهم ورؤيتهم، ظاهري يظلم المعتقد حقه وجوهره.
ومن العلمانية ما يعلم المرء شديد الاحترام للعقائد الروحية والدينية على السواء، فالخلاف ليس مع الأديان، إنما مع من يريد تطويعها لمصالحه وأهوائه الدنيوية ويحرفها عن مساراتها الأصلية، كما من الليبرالية ما يرشد المرء إلى أن من الحرية المقدسة، حرية المعتقد، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ومن حدث نفسه باحترام الحق في الكفر، فلا ريب في أنه قرنه باحترام الحق في الإيمان.
ثمة من المسلمين السابقين، من يدخل في علاقة مع الغرب موطنه الجديد، بشكل مختل ومرضي، قائم على الانبهار المبالغ به بالآخر وقيمه، في مقابل احتقار الذات الشديد والخجل منها، والانبهار المتطرف كما احتقار الذات المتشدد كلاهما مفض إلى طريق واحد ضيق ودائري يجعل صاحبه يلف حول نفسه غير قادر على النظر إلى أبعد من أرنبة نفسه، وقد كان يفترض بالداخل إلى معتقد أن لا يثير جلبة كما الخارج منه، فلا أحد يمكنه الوثوق بالحالة الإيمانية، في تقلبها وضعفها وقابليتها الدائمة للمراجعة، ولهذا فإن مجرد تحويلها إلى حالة إعلامية، سينفي عنها كل مصداقية.
وأعود فأقول، بأن من حق الجميع أن ينقد السلوك البشري، لكن المبادئ التي تزكيها الفطرة البشرية، تجعل المس بالعقائد والأديان والأنبياء والرسل والقادة الروحانيين الذين نالوا حظوة ورمزية لدى أتباعهم، سلوكا غير مقبول ومستهجن لا يمكن نسبته لأي خطاب إنساني حقيقي، ديني كان أو علماني.
* المقتطفات الواردة مأخوذة من حوار مع الكاتبة نشر في الشرق الأوسط بتاريخ 17/1/2008
التعليقات