يبدو أن القادة العسكريين الأميركيين بدأوا يستخلصون النتائج من معركة البصرة. وقد دفع ذلك بالجنرال بتريوس ألقائد العسكري الأميركي ألى التوصية بأستمرار الوجود العسكري الأميركي ألى أجل غير مسمى في ضوء أدراكه أن الأنسحاب يعني، أقله في الوقت الراهن، السيطرة الكاملة لquot;جيش المهديquot; الموالي للنظام الأيراني على البلاد بأستثناء منطقة كردستان.
على الصعيد الميداني، كانت المعركة الأخيرة التي شهدتها مدينة البصرة عاصمة الجنوب العراقي، أختبارا حقيقيا لحكومة السيد نوري المالكي. تلقت القوات التي كانت بأمرة المالكي دعما عسكريا مكشوفا من الأميركيين والبريطانيين في المواجهة مع ميليشيا quot;جيش المهديquot; التابعة لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر. كل ما سمح به الدعم الأميركي والبريطاني هو أخراج القوات الحكومية من المأزق الذي وجدت نفسها فيه وذلك عبر توفير دعم لها مكنها من الأنسحاب أو التراجع ألى مواقع آمنة. سقطت الحكومة في الأختبار بعدما تبين أن quot;جيش المهديquot; أقوى بكثير مما يعتقد وأن التطمينات التي أعطاها المالكي للأميركيين في شأن القدرة على تنظيف البصرة من ميليشيا الصدر لم تكن في محلها. تبين أن حسابات رئيس الحكومة العراقية خاطئة كليا. قبل كل شيء، لم تستطع القوات الحكومية من شرطة وجيش دخول أي من أحياء البصرة والبقاء فيه. على العكس من ذلك، أظهر مقتدى الصدر أن الميليشسيا التابعة له والميليشيات الأخرى التي في البصرة وعددها نحو ثماني عشرة ليست قادرة على المقاومة فحسب، بل على شق الجيش والشرطة أيضا. هناك عناصر من الجيش والشرطة رفضت القتال وثمة من أنضم ألى صفوف quot;جيش المهديquot;. يقول أشخاص كانوا شهودا على ما دار في البصرة وخرجوا منها حديثا أن السيطرة الكاملة على المدينة هي لquot;جيش المهديquot; والميليشيات الأخرى التي تدور في فلكه وأن ما ينطبق على البصرة ينطبق الى حد كبير على سائر أنحاء الجنوب العراقي الذي صار أقرب ألى محافظة أيرانية من أي شيء آخر...
أذا كانت النتائج العسكرية لمعركة البصرة بدأت في الظهور على الأرض، فان النتائج السياسية بدأت تطل برأسها. قبل كل شيء، لا بدّ من الأعتراف بأن ايران اظهرت مرة أخرى أنها تتحكم بالوضع العراقي، أقله في الجنوب الغني بالنفط. لا بد من الأشارة في هذا المجال ألى أمر بالغ الأهمية يتمثل في أن الأتفاق على وقف النار في البصرة تم التوصل أليه في الثلاثين من مارس- آذار الماضي في مدينة قم الأيرانية وليس في أي مكان آخر. وتقول صحيفة quot;لوموندquot; الفرنسية في هذا المجال أن ثلاثة مبعوثين لرئيس الحكومة العراقية تفاوضوا في قم مع ممثلين عن مقتدى الصدر. وأشرف على المفاوضات الجنرال قاسم سليماني أحد أبرز قادة quot;الحرس الثوريquot; في أيران أذ يقف على رأس quot;فيلق القدسquot;. وكشفت في الوقت ذاته أن أثنين من مبعوثي المالكي يحملان الجنسية المزدوجة (الأيرانية والعراقية). أحدهما علي أديب من حزب quot;الدعوةquot;، أي حزب المالكي والآخر هادي العامري قائد quot;منظمة بدرquot; التابعة للمجلس الأعلى للثورة الأسلامية بزعامة السيد عبدالعزيز الحكيم. ومعروف أن quot;منظمة بدرquot; كانت في الماضي ميليشيا معارضة لنظام البعث في العراق وهي نشأت في أيران وكان يشرف على تدريبها أيرانيون. أما الآن، فأن معظم اعضاء الميليشيا أنضموا ألى الجيش العراقي الجديد!
لم يخف ريان كروكر، السفير الأميركي في بغداد، أن رئيس الحكومة العراقية فاجأ الأميركيين عندما أنطلق لخوض معركة البصرة من دون أستعداد جدي لها. أعتبر عملية أعادة سلطة الحكومة ألى ثاني أكبر مدينة عراقية مهمة سهلة ومجرد نزهة. واضح أن في ذهن رئيس الحكومة العراقية الأنتخابات المحلية المقرر أن تجري في أول أكتوبر ndash; تشرين الأول المقبل والتي يبدو أن مقتدى الصدر قادر على كسبها على حساب حزب quot;الدعوةquot; و quot;المجلس الأعلى للثورة الأسلاميةquot; الذي يشارك في السلطة ويمتلك مواقع أساسية على كل المستويات. لم يتوقع المالكي أنه سيضطر ألى العودة سريعا ألى بغداد بخفي حنين وأنه سيضطر ألى الأستعانة بالأيرانيين كي لا يقصم مقتدى الصدر ظهر الجيش العراقي الجديد الذي بناه الأميركيون. تبين بكل بساطة أن على الأميركيين التعاطي مع الواقع المتمثل في أن النظام الأيراني يتحكم بالوضع العراقي عبر سيطرته على كل الأحزاب الشيعية الكبيرة أكانت في السلطة أو خارجها. ويذهب أحد الظرفاء ألى حدّ القول أن موالين لأيران كانوا يتقاتلون مع موالين لأيران... وكان الحكم في اللعبة أيرانيا أيضا!
ماذا سيفعل الأميركيون بالأنتصار الأيراني الجديد في العراق؟ هذا هو السؤال الكبير المطروح حاليا بعدما تبين لهم أن الجيش الجديد الذي بنوه سقط في أول أمتحان واجهه وأن حكومة المالكي تجهل تماما ما يدور على الأرض، أضافة ألى أنها مخترقة أيرانيا من رأسها ألى أخمص قدميها. من الواضح أن الأدارة الأميركية قررت أعادة النظر في أستراتيجيتها. هل تسير في أتجاه صفقة ما مع أيران بعدما تبين أنها صاحبة اليد الطولى في العراق وانquot;جيش المهديquot; الذي تتحكم به صار القوة الفعلية على الأرض بدليل أنه فتح جبهات عدة في وقت واحد، بما في ذلك جبهة في بغداد نفسها، بمجرد تعرضه لهجوم في البصرة؟ أم تقرر واشنطن الذهاب بعيدا في المواجهة مع طهران ونقلها ألى مكان آخر، أي ألى داخل أيران ذاتها علما بأن في ذلك مغامرة كبيرة؟ في أنتظار تحديد ما ستفعله أدارة تنتهي قدرتها على أتخاذ قرارات كبيرة في نوفمبر- تشرين الثاني المقبل، يظهر أن التوجه ألى تأجيل الأنسحاب أو حتى خفض عديد القوات يعكس ألى حدّ كبير الحيرة الأميركية...
في كل الأحوال، تبدو معركة البصرة نقطة تحول في العراق. بغض النظر عن الموقف الذي سيتخذه الأميركيون من الأيرانيين، هناك خاسر كبير هو نوري المالكي ومعه حليفه في السلطة quot;المجلس الأعلى للثورة الأسلاميةquot; الساعي ألى أقرار نظام الأقاليم في العراق. ستتكرس هذه الخسارة في الأنتخابات المحلية المقبلة التي ستجعل من مقتدى الصدر، في حال أجرائها في موعدها، رجل أيران الأول. سيكون مقتدى الصدر رجل البلاد القوي في ضوء قدرته على حشد الآلاف من أنصاره في مختلف المناطق العراقية بأستثناء كردستان. كيف سيواجه الأميركيون الوضع المستجد... ولكن أيضا ماذا ستفعل أيران بأنتصارها العراقي الجديد وفي أي مجال ستوظفه؟ أقل ما يمكن قوله أن هناك معطيات جديدة في العراق تثير أسئلة أكثر بكثير مما توفّر أجوبة عشية مرور خمس سنوات على دخول الأميركيين بغداد وسقوط نظام صدّام حسين العائلي- البعثي!
على الصعيد الميداني، كانت المعركة الأخيرة التي شهدتها مدينة البصرة عاصمة الجنوب العراقي، أختبارا حقيقيا لحكومة السيد نوري المالكي. تلقت القوات التي كانت بأمرة المالكي دعما عسكريا مكشوفا من الأميركيين والبريطانيين في المواجهة مع ميليشيا quot;جيش المهديquot; التابعة لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر. كل ما سمح به الدعم الأميركي والبريطاني هو أخراج القوات الحكومية من المأزق الذي وجدت نفسها فيه وذلك عبر توفير دعم لها مكنها من الأنسحاب أو التراجع ألى مواقع آمنة. سقطت الحكومة في الأختبار بعدما تبين أن quot;جيش المهديquot; أقوى بكثير مما يعتقد وأن التطمينات التي أعطاها المالكي للأميركيين في شأن القدرة على تنظيف البصرة من ميليشيا الصدر لم تكن في محلها. تبين أن حسابات رئيس الحكومة العراقية خاطئة كليا. قبل كل شيء، لم تستطع القوات الحكومية من شرطة وجيش دخول أي من أحياء البصرة والبقاء فيه. على العكس من ذلك، أظهر مقتدى الصدر أن الميليشسيا التابعة له والميليشيات الأخرى التي في البصرة وعددها نحو ثماني عشرة ليست قادرة على المقاومة فحسب، بل على شق الجيش والشرطة أيضا. هناك عناصر من الجيش والشرطة رفضت القتال وثمة من أنضم ألى صفوف quot;جيش المهديquot;. يقول أشخاص كانوا شهودا على ما دار في البصرة وخرجوا منها حديثا أن السيطرة الكاملة على المدينة هي لquot;جيش المهديquot; والميليشيات الأخرى التي تدور في فلكه وأن ما ينطبق على البصرة ينطبق الى حد كبير على سائر أنحاء الجنوب العراقي الذي صار أقرب ألى محافظة أيرانية من أي شيء آخر...
أذا كانت النتائج العسكرية لمعركة البصرة بدأت في الظهور على الأرض، فان النتائج السياسية بدأت تطل برأسها. قبل كل شيء، لا بدّ من الأعتراف بأن ايران اظهرت مرة أخرى أنها تتحكم بالوضع العراقي، أقله في الجنوب الغني بالنفط. لا بد من الأشارة في هذا المجال ألى أمر بالغ الأهمية يتمثل في أن الأتفاق على وقف النار في البصرة تم التوصل أليه في الثلاثين من مارس- آذار الماضي في مدينة قم الأيرانية وليس في أي مكان آخر. وتقول صحيفة quot;لوموندquot; الفرنسية في هذا المجال أن ثلاثة مبعوثين لرئيس الحكومة العراقية تفاوضوا في قم مع ممثلين عن مقتدى الصدر. وأشرف على المفاوضات الجنرال قاسم سليماني أحد أبرز قادة quot;الحرس الثوريquot; في أيران أذ يقف على رأس quot;فيلق القدسquot;. وكشفت في الوقت ذاته أن أثنين من مبعوثي المالكي يحملان الجنسية المزدوجة (الأيرانية والعراقية). أحدهما علي أديب من حزب quot;الدعوةquot;، أي حزب المالكي والآخر هادي العامري قائد quot;منظمة بدرquot; التابعة للمجلس الأعلى للثورة الأسلامية بزعامة السيد عبدالعزيز الحكيم. ومعروف أن quot;منظمة بدرquot; كانت في الماضي ميليشيا معارضة لنظام البعث في العراق وهي نشأت في أيران وكان يشرف على تدريبها أيرانيون. أما الآن، فأن معظم اعضاء الميليشيا أنضموا ألى الجيش العراقي الجديد!
لم يخف ريان كروكر، السفير الأميركي في بغداد، أن رئيس الحكومة العراقية فاجأ الأميركيين عندما أنطلق لخوض معركة البصرة من دون أستعداد جدي لها. أعتبر عملية أعادة سلطة الحكومة ألى ثاني أكبر مدينة عراقية مهمة سهلة ومجرد نزهة. واضح أن في ذهن رئيس الحكومة العراقية الأنتخابات المحلية المقرر أن تجري في أول أكتوبر ndash; تشرين الأول المقبل والتي يبدو أن مقتدى الصدر قادر على كسبها على حساب حزب quot;الدعوةquot; و quot;المجلس الأعلى للثورة الأسلاميةquot; الذي يشارك في السلطة ويمتلك مواقع أساسية على كل المستويات. لم يتوقع المالكي أنه سيضطر ألى العودة سريعا ألى بغداد بخفي حنين وأنه سيضطر ألى الأستعانة بالأيرانيين كي لا يقصم مقتدى الصدر ظهر الجيش العراقي الجديد الذي بناه الأميركيون. تبين بكل بساطة أن على الأميركيين التعاطي مع الواقع المتمثل في أن النظام الأيراني يتحكم بالوضع العراقي عبر سيطرته على كل الأحزاب الشيعية الكبيرة أكانت في السلطة أو خارجها. ويذهب أحد الظرفاء ألى حدّ القول أن موالين لأيران كانوا يتقاتلون مع موالين لأيران... وكان الحكم في اللعبة أيرانيا أيضا!
ماذا سيفعل الأميركيون بالأنتصار الأيراني الجديد في العراق؟ هذا هو السؤال الكبير المطروح حاليا بعدما تبين لهم أن الجيش الجديد الذي بنوه سقط في أول أمتحان واجهه وأن حكومة المالكي تجهل تماما ما يدور على الأرض، أضافة ألى أنها مخترقة أيرانيا من رأسها ألى أخمص قدميها. من الواضح أن الأدارة الأميركية قررت أعادة النظر في أستراتيجيتها. هل تسير في أتجاه صفقة ما مع أيران بعدما تبين أنها صاحبة اليد الطولى في العراق وانquot;جيش المهديquot; الذي تتحكم به صار القوة الفعلية على الأرض بدليل أنه فتح جبهات عدة في وقت واحد، بما في ذلك جبهة في بغداد نفسها، بمجرد تعرضه لهجوم في البصرة؟ أم تقرر واشنطن الذهاب بعيدا في المواجهة مع طهران ونقلها ألى مكان آخر، أي ألى داخل أيران ذاتها علما بأن في ذلك مغامرة كبيرة؟ في أنتظار تحديد ما ستفعله أدارة تنتهي قدرتها على أتخاذ قرارات كبيرة في نوفمبر- تشرين الثاني المقبل، يظهر أن التوجه ألى تأجيل الأنسحاب أو حتى خفض عديد القوات يعكس ألى حدّ كبير الحيرة الأميركية...
في كل الأحوال، تبدو معركة البصرة نقطة تحول في العراق. بغض النظر عن الموقف الذي سيتخذه الأميركيون من الأيرانيين، هناك خاسر كبير هو نوري المالكي ومعه حليفه في السلطة quot;المجلس الأعلى للثورة الأسلاميةquot; الساعي ألى أقرار نظام الأقاليم في العراق. ستتكرس هذه الخسارة في الأنتخابات المحلية المقبلة التي ستجعل من مقتدى الصدر، في حال أجرائها في موعدها، رجل أيران الأول. سيكون مقتدى الصدر رجل البلاد القوي في ضوء قدرته على حشد الآلاف من أنصاره في مختلف المناطق العراقية بأستثناء كردستان. كيف سيواجه الأميركيون الوضع المستجد... ولكن أيضا ماذا ستفعل أيران بأنتصارها العراقي الجديد وفي أي مجال ستوظفه؟ أقل ما يمكن قوله أن هناك معطيات جديدة في العراق تثير أسئلة أكثر بكثير مما توفّر أجوبة عشية مرور خمس سنوات على دخول الأميركيين بغداد وسقوط نظام صدّام حسين العائلي- البعثي!
التعليقات