عندما يُحرم صابئة العراق من مقعدهم النيابي في البصرة، بلدهم الأصلي، نكون قد قتلناهم مرّة أخرى، وكم مرّة قتلنا هؤلاء العرا قيين الإصلاء!
صابئة العراق تاريخ وليس هجرة طارئة، وأصالة وطنية وليس مجازا وطنيا وفدَ من خارج الحدود طلبا للعيش في أرض الرافدين، أو هروبا من إرهاب طاريء... ولم يخونوا العراق... فلم يسربوا أسرار الجيش العراقي خارج الحدود، ولم يقتلوا كفاءة عراقية، ولم يخربوا محطّة كهرباء، ولم يتجندوا عملاء لدولة كبرى أو صغرى، ولم يعتدوا على عرض، ولم يهجروا مسلما أو مسيحيا أو عربيا أو كرديا...
بل كانوا القلوب التي تنظم حبات روحها ذهبا يزيِّن جيد عرائسنا، كانوا وما زالوا نبضات الفرح ترقص على معاضد بناتنا...
فلماذا تذبحوهم؟!
هؤلاء الناس أغنوا العراق على قلتهم العددية، ورغم ما تلقوه من عنت واضطهاد وحرمان وحرب نفسية واقتصادية ظالمة، اشترك فيها الحقد والجهل والتعصب بل وحتى الحسد، نعم، حتى الحسد، ذلك إنهم قوم ناجحون...
هل ينسى علماء العراق العلامة الكبير (عبد الجبار عبد الله) وقد أثرى فيزياء الفلك باكثر من مصطلح علمي باسمه... وكان يفتخر بأنه عراقي، وهو يمارس عمله العلمي في مراكز البحوث العالمية؟
لم يكن صابئة العراق بعيدين عن صياغة المعادلة السياسية للعراق، والحزب الشيوعي العراقي الذي يُعد في طليعة الأحزاب الوطنية التي ناضلت ضد الاستعمار والاقطاع والرجعية يشهد للصابئة أنهم كانوا طليعة وطنية مناضلة، وقد قدمو ا على مذبح الحرية شهداء أبرار، وكانوا مناضلين أشداء يضرب بصمودهم المثل في سجون الطاغية صدام، فهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان؟
الحسين الشهيد نبض حي في قلوبهم، ليس خوفا، ولا طمعا في آمان مصطنع، بل إيمان منهم باللحمة الإجتماعية الحية، اللحمة الاجتماعية العراقية التي يجب المحافظة عليها وصيانتها بالدم والروح والمال، لأن ضياعها يعني ضياع الأصل والتاريخ والحياة...
سوق النهر في بغداد يزهي... يلمع... يشع.. يسطع... ترى لماذا هذا ا لصخب ا لجمالي يتزاحم في سوق النهر..
هل لأنه على ضفاف دجلة؟
ربما!
ولكن هل ننسى أنه سوق الذهب؟
الذهب المندائي!
كتاب (يحي) تحول إلى تاريخ في دماء المندائيين العراقيين، الهدوء الوقور يغشي وجوههم حبا بسلامة ضمائرهم، وبياض ضمائرهم، فلماذا نمزق كتاب يحي بسكين الحقد والظلم والجهل، فهم أبناء دين سماوي، ولهم الفخر أنهم سبقونا...
الإله ا لواحد عقيدتهم، والماء الزلال يتسرب أجسادهم في أكثر من مناسبة ليتشرب القلب ببرائة الماء، فهو الكائن الذي يعطي الحياة، وهو الكائن الذي لا يأخذ...
تشبثوا بالعراق، ولكن تراب العراق اليوم للأسف الشديد بيد عصابات القتل والأجرام والذبح والعنصرية والحقد، بإسم الدين أو القومية أو العشيرة، أو الأسرة...
هؤلاء هم بنو قومنا، أتباع يحي، الشاعر الكبير منهم، والفيزيائي القدير منهم، والفنان التشكيلي المرهف منهم، والسياسي ا لمخضرم منهم، وكلهم يصوغون لنا الحلي كي نفرح، فلماذا ندخل الحزن على قلوب نسائهم وأطفالهم وبناتهم؟
الحكومة العراقية تكرّم علمائها!
ولكن يغيب اسم عبد الجبار عبد الله!
الحكومة العراقية تكرّم شعرائها!
ولكن يغيب الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد رغم اختلافنا معه، ولكن للموهبة بحد ذاتها قيمتها واحترامها وموقعها في خارطة التقيم...
تكرم الحكومة العراقية فنانيها!
ولكن يغيب الفنان المندائي الكبير موسى الخمييس، وهو الذي يستحق أن يكون حقا مستشارا ثقافيا للدولة لا هذا أو ذاك ممن يعجز عن قراءة بيت شعر أو لوحة فنية!
إن موجة القتل التي نالت هذه الثلة من أ بناء قومنا، شعبنا، الصابئة، لهي جريمة نكراء، فهل التفت مجلس النواب العراقي لوضع هذه القضية الوطنية الإنسانية على لائحة اهتماماته، خاصة وهم لم يسرقوا، ولم يقتلوا، ولم يفشوا سرا لدولة معتدية، ولم تعرف قوائم الخيانة لهم تاريخا، بل كانوا وما زالوا مناضلين...
صابئة العراق تاريخ وليس هجرة طارئة، وأصالة وطنية وليس مجازا وطنيا وفدَ من خارج الحدود طلبا للعيش في أرض الرافدين، أو هروبا من إرهاب طاريء... ولم يخونوا العراق... فلم يسربوا أسرار الجيش العراقي خارج الحدود، ولم يقتلوا كفاءة عراقية، ولم يخربوا محطّة كهرباء، ولم يتجندوا عملاء لدولة كبرى أو صغرى، ولم يعتدوا على عرض، ولم يهجروا مسلما أو مسيحيا أو عربيا أو كرديا...
بل كانوا القلوب التي تنظم حبات روحها ذهبا يزيِّن جيد عرائسنا، كانوا وما زالوا نبضات الفرح ترقص على معاضد بناتنا...
فلماذا تذبحوهم؟!
هؤلاء الناس أغنوا العراق على قلتهم العددية، ورغم ما تلقوه من عنت واضطهاد وحرمان وحرب نفسية واقتصادية ظالمة، اشترك فيها الحقد والجهل والتعصب بل وحتى الحسد، نعم، حتى الحسد، ذلك إنهم قوم ناجحون...
هل ينسى علماء العراق العلامة الكبير (عبد الجبار عبد الله) وقد أثرى فيزياء الفلك باكثر من مصطلح علمي باسمه... وكان يفتخر بأنه عراقي، وهو يمارس عمله العلمي في مراكز البحوث العالمية؟
لم يكن صابئة العراق بعيدين عن صياغة المعادلة السياسية للعراق، والحزب الشيوعي العراقي الذي يُعد في طليعة الأحزاب الوطنية التي ناضلت ضد الاستعمار والاقطاع والرجعية يشهد للصابئة أنهم كانوا طليعة وطنية مناضلة، وقد قدمو ا على مذبح الحرية شهداء أبرار، وكانوا مناضلين أشداء يضرب بصمودهم المثل في سجون الطاغية صدام، فهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان؟
الحسين الشهيد نبض حي في قلوبهم، ليس خوفا، ولا طمعا في آمان مصطنع، بل إيمان منهم باللحمة الإجتماعية الحية، اللحمة الاجتماعية العراقية التي يجب المحافظة عليها وصيانتها بالدم والروح والمال، لأن ضياعها يعني ضياع الأصل والتاريخ والحياة...
سوق النهر في بغداد يزهي... يلمع... يشع.. يسطع... ترى لماذا هذا ا لصخب ا لجمالي يتزاحم في سوق النهر..
هل لأنه على ضفاف دجلة؟
ربما!
ولكن هل ننسى أنه سوق الذهب؟
الذهب المندائي!
كتاب (يحي) تحول إلى تاريخ في دماء المندائيين العراقيين، الهدوء الوقور يغشي وجوههم حبا بسلامة ضمائرهم، وبياض ضمائرهم، فلماذا نمزق كتاب يحي بسكين الحقد والظلم والجهل، فهم أبناء دين سماوي، ولهم الفخر أنهم سبقونا...
الإله ا لواحد عقيدتهم، والماء الزلال يتسرب أجسادهم في أكثر من مناسبة ليتشرب القلب ببرائة الماء، فهو الكائن الذي يعطي الحياة، وهو الكائن الذي لا يأخذ...
تشبثوا بالعراق، ولكن تراب العراق اليوم للأسف الشديد بيد عصابات القتل والأجرام والذبح والعنصرية والحقد، بإسم الدين أو القومية أو العشيرة، أو الأسرة...
هؤلاء هم بنو قومنا، أتباع يحي، الشاعر الكبير منهم، والفيزيائي القدير منهم، والفنان التشكيلي المرهف منهم، والسياسي ا لمخضرم منهم، وكلهم يصوغون لنا الحلي كي نفرح، فلماذا ندخل الحزن على قلوب نسائهم وأطفالهم وبناتهم؟
الحكومة العراقية تكرّم علمائها!
ولكن يغيب اسم عبد الجبار عبد الله!
الحكومة العراقية تكرّم شعرائها!
ولكن يغيب الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد رغم اختلافنا معه، ولكن للموهبة بحد ذاتها قيمتها واحترامها وموقعها في خارطة التقيم...
تكرم الحكومة العراقية فنانيها!
ولكن يغيب الفنان المندائي الكبير موسى الخمييس، وهو الذي يستحق أن يكون حقا مستشارا ثقافيا للدولة لا هذا أو ذاك ممن يعجز عن قراءة بيت شعر أو لوحة فنية!
إن موجة القتل التي نالت هذه الثلة من أ بناء قومنا، شعبنا، الصابئة، لهي جريمة نكراء، فهل التفت مجلس النواب العراقي لوضع هذه القضية الوطنية الإنسانية على لائحة اهتماماته، خاصة وهم لم يسرقوا، ولم يقتلوا، ولم يفشوا سرا لدولة معتدية، ولم تعرف قوائم الخيانة لهم تاريخا، بل كانوا وما زالوا مناضلين...
التعليقات