قراءة سريعة لمسند (أنس بن مالك) الذي تضمّنه مسند (أحمد بن حنيل) تكشف عن ولع الرجل المهوس بالجنس والطعام، كلا الأمرين
سيطرا على هاجسه الروحي والمعنوي، مما يجعلنا نشك إن رواياته عن النبي هي تعبير عن هذا النهم الرهيب في داخله، وما أن نطالع هاجسه هذا في رواياته التي ينسبها بشكل وآخر وحالة وأخرى بالنبي الكريم نتذكر حالا كيف كان يلقم اللقمة الكبيرة في أكله وهو أبرص قد شابه وضاح شديد مخيف وقد بلغ من العمر عتيا، كذلك نتذكر تلك الجمهرة من الأبناء الذي خلفهم مباشرة، بحيث نجزم إنه لم يحفظ أسماءهم لكثرتهم الكاثرة.الحلقة الأولى
أن أشد ما يؤلم المسلم المتحفظ المخلص للنبي الكريم هو حديث هذا الرجل عن خصوصيات النبي العزيز بشكل فاضح ومثير، وفي تصوري إنه يكشف بذلك عن هاجسه ا لتجسسي والتلصصي على الجسد.
يروي أنس بن مالك: (... عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على جميع نسائه في ليلة واحدة بغسل واحد) مسند احمد ح 11952 /
هذا كلام متلصص وليس كلام عالم، محدّث، ولست أدري لم يخبرنا بذلك، وهل كان حقا نبي الله بهذه الجسدانية الغليظة المكثفة المقززة؟
هل كان يتجسس على النبي الكريم ويرصد حياته الخاصة به؟ أم نساء النبي أخبرناه بذلك وكن على غاية من الحياء والشرف والعفة والكرامة؟ لا أستبعد إن الرجل كان يتلصص على خاصيات النبي وربما استنتج بعض هذه الخاصيات خطأ !
يبدو أن الذهبي شعر بوخزة ضمير هنا، فحاول تبرير الخبر بطريقة تبريرية مزعجة، فهو يقول: (وكان النبي يخصّه ببعض العلم، فنقل أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه طاف على تسع نسوة في ضحوة بغسل وا حد)/الذهبي ص 402 /
هذا هو العلم في تصور الذهبي، وهذا هو ما أخبر به النبي الكريم خادمه أنس بن مالك، كي يعلن علينا أنس أن النبي فحل لا كالفحول، ولكنها الفحولة التي تكشف عن شبقية مزعجة ومدمرة، وتسيء لأشرف خلق الله، ولأكثر الناس تذوقا للجمال والعفاف والشفافية.
ترى هل تعبير عن هاجس أنس الجنسي الجاثم على صدره، و الحابس لأنفاسه الجنسانية الغليظة المكثفة؟ فليس من مسلم نظيف لا يشك بأن هذا سلوكا نبويا محمديا، أبدا، ولمذا يخبر أنس بن مالك بهذا الخاصية الخصوصية به؟ هل هو إلاّ حديث الناس الذين يرتادون أوقات الفراغ، العابثين بقيمة الزمن؟
يروي كذلك: (كان يطيف بنسائه في ليلة يغتسل غسلا واحدا) / المسند رقم 1204 /
لحن الرواية تفيد إنها عادة للنبي الكريم، وليست مرة واحدة ولا مرتين، فيا هولنا من نبوة هذا ديدنها وهذا سلوكها، ولكن هيهات، فنحن بين يدي نبي كريم كان يقوم الليل ويصوم النهار ويقود الجيوش وينظم الناس ويقضي الحوائج ويقضي بن المتخاصمين، ويعود المرضى، ويساعد الفقير ويتلقى الوحي ويفسر كتاب الله للناس ويصلي جماعة بالمسلمين...
ولكن هي هواجس أنس الجسدانية الغليظة أفرغها من دا خله ونسبها للنبي النظيف الشريف العفيف الخير، ولست أدري كيف كان يتحدث بذلك، هل كان يسعر جنسا وهو يدلي بمثل هذا الكلام الغليظ؟
يقول في رواية أخرى: (... كان النبي صلى الله عليه وسلم والمراة من نسائه، يغتسلان في إناء واحد،وكان يغتسل بخمس مكاكي، ويتوضا بمكوك) المسند رقم 12112 /
إنها إحدى خاصيات النبي الجميلة، بلا شك، ولكن رواية ذلك من خاصيات أهله وليس من خاصيات خادمه، وهو يروي وكأنه مطلع مباشرة على صلب الحدث! لقد روت ذلك أم المؤمنين عرس النبي الكريم عائشة رضي الله عنها وأرضاها، وهو من خاصتها وخاصة زوجها النبي العظيم، فما دخل أنس بذلك؟
يروي بعضهم عن النبي الكريم إنه كان يقول ما معناه: إنّه ـ سلام الله عليه ـ حُبِّب إليه من دنياه النساء، وقد سيق بطريقة تشي عن نهمية جسدية، وليس بطريقة تكشف عن سلامة ذوق، إذ جاء بلغة المطلق غير المهذب باستثناء وتوضيح، مما يشير من البداية إلى الجانب الجسدي من الأنثى، وقد روى هذا الحديث المزعوم أنس بن مالك أكثر من مرّة، فإذا تفرد به يكون ذلك دليلا آخر على نهم أنس الجسدي الجنسي، وإنه كان يسقط نهمه هذا بطريقة ما على سلوك النبي الكريم.
لقد كان أنس يحشر نفسه في خصوصيات النبي الكريم بشكل وأخر، يريدنا أن نقتنع أنه أقرب إليه من علي بن طالب وأقرب إليه حتى من أبنته فاطمة، وحتى من زوجته عائشة. ويروي مايقزز النفس ويبعث على القرف،فهو يروي مثلا:(... كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبرّز لحاجته اتيته بماء يغسل به) /المسند رقم 12107 / ولست أدري ما الداعي لمثل هذه الرواية الفجة سوى إن هذا المدعو أنس بن مالك يريد أن يقول لنا أ نه أخص الناس بالنبي الكريم؟ ولكنه بئس الإختصاص، ويقيني أن النبي الكريم ارقى من هذا المستوى الذي حط إليه نبينا الجميل المدعو أنس بن مالك.
يروي الحادثة التالية: (... إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر، فصلينا عندها الغداة بغلس، فركب رسول الله صلى الله عليه وسلم وركب أبو طلحة، وأنا رديف نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأجرى نبي الله صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر، وإن ركبتي لتمس فخذي نبي الله، وأنحسر الإزار عن فخذ النبي صلى الله عليه وسلم فإني لأرى بياض فخذي نبي الله...) / المصدر رقم 11998 / هذه رواية تعريف بـ(أنس)، فهو كان رديف النبي، وكان مختصا به دون غيره، ولست أدري ما السر في ذكر فخذي النبي وبياضهما وسر ملامسة ركبتي أنس فخذي النبي الكريم؟ كلام مدروس الهدف والغاية، وفيه فجاجة وغثاء، وهو ينم عن محاولة يريد أنس من ورائها أن يقول لنا أنه ا لعارف الوحيد بأخص خواص النبي الجسدية، وهي نزعة غير ممدوحة ولا بريئة، وكان الأولى بـ(أنس) أن يروي الحادثة بجوهرها من دون ذكر هذه الخصوصيات، وكان الأولى بـ(أنس) إن كانت روايته صحيحة عن رسول الله أن لا يتطرق إلى الخصوصيا الجسدية للنبي الكريم صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم.
يتحدث في ذات الرواية حيث يقول بعد أن يذكر بعض الحوادث: [ ... فجاء دحية فقال: يا نبي الله أعطني جارية من السبي، قال: (إذهب فخذ جارية)... فأخذ دحية صفية بنت حيي، فجاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله اعطيت دحية صفية بنت حيي، سيدة بني قريظة والنضير، والله ما تصلح إلاّ لك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ادعوه بها).فجاء بها فلما نظر إليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خذ جارية من السبي غيرها).ثم أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتقها وتزوجها...) / المصدر وذات الرقم /.
هذه الرواية تعرض لنا المجتمع الإسلامي في تلك اللحظة وكأنه مجتمع أباحي مقنن بعض الشيء، وإلا أي معنى عندما يذهب (دحية) إلى مجمع من النساء الأسيرات ليختار سبية جارية له؟ ويتم الاختيار فعلا !! إنها مهزلة بلا شك، ولا يمكن للنبي الكريم وهو بتلك الرحمة والشرف والعفاف أن يعطي لدحية أو غيره مثل هذه الحرية الإباحية المزعجة، وأتعس من ذلك أن يأمر النبي دحية بأن يتخلى عن اختياره لأن (صفية) بنت حيي (... فلما نظر إ ليها النبي صلى الله عليه وسلم قال: خذ جارية من السبي غيرها) !!!
أنس بن مالك يخالطه هوس جنسي، وهو بهذا الخبر المزعوم يسقط هاجسه هذا على سيد الخلق وأشرف الأنبياء محمد.
كانت ركبته تلامس فخذي رسول الله، وكان يقول: (ما مسست شيئا قط خزا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم) / المسند رقم 12054 /
هذا سوف نلتقي مع القراء الكرام حول نقطة أخرى في خصوص مرويات أنس بن مالك، وهي اهتمامه المنقطع النظير بموضوعة الطعام والأكل حيث هي الأخرى تسيدت على مساحة كبيرة من رواياته المزعومة عن النبي الكريم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
- آخر تحديث :
التعليقات