-1-
منذ أن اكتسحت quot;حماسquot; الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 بعد أن ضحكت على ذقون الناخبين ووعدتهم بوطن السمن والعسل وهي تخسر كل يوم عاملاً من عوامل بقائها وسمعتها وصدقيتها.
فخلال ثلاثة أعوام مضت، لم تشهد القضية الفلسطينية اضمحلالاً وتدهوراً وهزالاً وانقساماً وضياعاً كما شهدت خلال الفترة الماضية وحتى الآن.
فأين هي بقايا فلسطين الآن؟
لقد ضاعت أشلاء فلسطين بين موائد حوار الطرشان، وجدل الرعيان، وخصام الشقيقين.
فليكن ذلك من أجل أن يبقى إسماعيل هنيّة رئيساً لوزراء ليس لديهم مفاتيح الوزارة، ولا مال الوزارة، ولا سلطة الوزارة. ولا يزور الرئيس العتيد (أبو العبد) أحداً ولا يزوره أحد. ولا يعترف بالعالم، ولا العالم يعترف به. وهو يطمع في أن يكتب التاريخ الفلسطيني عنه غداً، بأنه كان أول رئيس وزراء يحكم لمدة أربع سنوات متوالية، وينهي مدته القانونية والدستورية على كرسي الرئاسة الفلسطينية.
فبئس ذلك الكرسي.
وبئس ذلك الرئيس.
-2-
منذ 2006 وحتى الآن، والفلسطينيون تحت حكم quot;حماسquot; يعيشون في ظروف أقسى مما كانت في عهد حكم الصليبيين للقدس.
وأقسى من الظروف التي كانت في عهد العثمانيين.
وأقسى من الظروف التي كانت في عهد الانتداب البريطاني لفلسطين.
وأقسى من الظروف التي يعيشها فلسطينيو 1948 داخل إسرائيل.
ورغم ذلك فما زالت quot;حماسquot; تطلق الشعارات السياسية والدينية الرومانسية، وتعد الفلسطينيين بوطن السمن والعسل في الأيام القادمة.
فلا يكفي أن الفلسطينيين جاعوا، وتعروا، وشحذوا، وقتلوا أبناءهم من إملاق، وتهدمت بيوتهم، ونصبوا خيامهم، وربما إلى الأبد كحال لاجئي 1948، و1967، وتخلَّى عنهم الأخ والصديق والرفيق والشقيق، وقال هؤلاء جميعاً للفلسطينيين:
اخلعوا شوك أيديكم بأيدكم.
-3-
اعتدنا أن نقرأ تقارير عن الفقر والبطالة والجوع والتشرد، الذي يتعرض له الفلسطينيون الآن من قبل كتَّاب ومحللين صهاينة وعملاء للموساد، ومن كتّاب المارينز والماعيز، ومن المحافظين الجدد، والليبراليين الجدد، أعداء الأمة، وداعمي الاستعمار الجديد، وعبدة البيت الأسود، والدولار الأخضر.. الخ.
ولكننا اليوم نقرأ تقريراً جديداً من كاتب وصحافي فلسطيني اسمه سلطان جحا، يقول في تقرير له نُشر في 23/7/2009 أن نسبة البطالة في غزة المباركة بلغت 65%.
ويتابع جحا زفَّ الأرقام السوداء التالية، نتيجة لحماقة وجناية quot;حماسquot; التي لا تعرف كيف تقرأ هذه الأرقام. وما يهمها، هو أن تبقى رقبة غزة تحت حذائها، وشعبها شعارات بلهاء في أفواه قادتها، فذلك هو النصر الكبير والفتح المبين:
- قالت الغرفة التجارية لقطاع غزة، أن معدل الفقر وصل 80% تقريباً، حيث يعتبر القطاع استهلاكي، ومعظم سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية من الدول المانحة.
- وصلت خسائر القطاع الصناعي بغزة بعد تدمير 700 مؤسسة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة إما بشكل جزئي أو كلي، حوالي 140 مليون دولار.
- بلغت خسائر القطاع الزراعي بما فيه الإنتاج الحيواني نحو 170 مليون دولار، بسبب تضرر 40 % من الأراضي الزراعية في شكل مباشر و20 % في شكل غير مباشر، بسبب الريّ غير الكافي أثناء الحرب.
- أكدت الغرفة ُالتجارية لقطاع غزة في تقريرها، أن عددَ العاملين في القطاع الصناعي انخفض بنسبة مرتفعة جداً. وهذا يشكل خطر على الاقتصاد الفلسطيني. وعللت ذلك الانخفاض بسبب إغلاق ما يقارب 80% من المنشآت الصناعية، وإغلاق المعابر مع القطاع والحصار.
- وبسبب عدم دخول مواد البناء، وتوقف الصناعات الإنشائية، فقد نحو 3500 عامل وموظف عملهم، كما تعطَّل عن العمل جميع من يعملون في قطاع البناء، والقطاعات المساندة، وشركات المقاولات في قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن ما يقارب 600 مصنعاً، وورشة خياطة، قد أغلقت أبوابها. وتعطل نحو 15 ألف عامل، وتعطل عن العمل نحو 5000 عامل يعملون في قطاع الصناعات المعدنية والهندسية.
-4-
ويستمر الكاتب الفلسطيني سلطان جحا في ذكر المزيد من الأرقام السوداء المحزنة والمخجلة والمفزعة، والتي لا أعتقد أن أي شعب من شعوب الأرض يواجه مثيلاً لها.
فهل تعلَّم الشعب الفلسطيني من هذا الدرس القاسي؟
أم أنه سوف يُعيد انتخاب quot;حماسquot; مرة أخرى في الانتخابات القادمة لكي يقهر بهذه الانتخابات الاستعمار وأعداءه من الإسرائيليين والأمريكيين وحلفائهم في الشرق الأوسط من الكتاب الأذناب؟
إن مأساة الشعب الفلسطيني سببها جهل العامة الفلسطينية، فهي كباقي الدهماء العربية. وكذلك هذه الطغمة الحاكمة من دراويش quot;حماسquot;، ومن قبلها قيادة عرفات العشائرية العنترية، ومن قبلها قيادة النازي أمين الحسيني، وبينهما إسرائيل وأمريكا والغرب، وكل العرب.
السلام عليكم.
التعليقات