يقولها الزملكاوي في مصر والنصراوي في السعودية والبرشلوني في إسبانيا؛ فهل هي عبارة صحيحة واقعاً وتاريخاً؟ وهل حقاً الأهلي في مصر والهلال في السعودية وريال مدريد في اسبانيا أندية تحظى بدعم خاص ومجاملات من الدولة؟
القضية شائكة وأوراقها مختلطة وطريقها ضبابي، ولكن بنظرة أكثر عمقاً وتجرداً سوف تكتشف أن هذه الكيانات الكروية الكبيرة التي يلاحقها الاتهام بأنها أندية دولة هي كيانات ناجحة وتملك جماهيرية كبيرة، ولديها جينات وعقلية الفوز لدي اللاعبين والأجهزة الفنية وكذلك الجمهور، كما أنها مغرية لأكبر النجوم وأكثر احترافية في الإدارة.
الخلل... أين؟
أين الخلل؟ ولماذا هي متهمة بأنها تظلم المنافسين ولا تستحق التتويج بهذا الكم الهائل من البطولات؟ الحقيقة أنَّ هناك تشابهاً بين الأهلي والهلال والريال، فهي من زاية ما أندية دولة، ولكنها الدولة التي تستجيب في نهاية المطاف للنادي الأكثر شعبية والأكثر بطولات والأكثر قدرة على تمثيل وتشريف الوطن في البطولات القارية.
إقرأ أيضاً: رائع إلى حد الملل... مديح أم إهانة؟
الأرقام تقول إنَّ الأهلي والهلال والريال هي الأكثر حصداً للبطولات القارية في بلدانها، سواء بصورة مطلقة أو مقارنة مع الأندية المحلية في مصر والسعودية واسبانيا. الأهلي والهلال والريال زعماء في أفريقيا وآسيا وأوروبا، كما أنها أكثر بريقاً في مونديال الأندية، مقارنة مع باقي الأندية التي تمثل الدولة في المحافل الدولية.
هل هي نظرية المؤامرة؟
لا يمكن القول إنَّ المشجع الزملكاوي والنصراوي والمدريدي مصابون بنظرية المؤامرة طوال الوقت، بل إن لديهم خيارات مختلفة تستحق الاحترام بعدم تشجيعهم للكيانات الأكبر في بلادهم، وهو خيار له تبعاته وعليهم أن يتحملوا هذه التبعات بكل شجاعة.
الزمالك في مصر والنصر في السعودية يحظيان أيضاً بدعم الدولة، ويكفي جلب الأسطورة رونالدو لصفوف النصر، كما أن الدولة ممثلة في وزاة الرياضة في مصر تدعم الزمالك لحل مشاكله المالية، أما الحالة الاسبانية فهي مختلفة، حيث يتمتع الريال بمكانة عالمية لا يجاريه فيها كيان كروي آخر، وهي سبب قوته المالية والإعلامية.
إقرأ أيضاً: مبابي والريال.. الصفقة تمت بمعايير وهيبة "الملكي"
عزيزي الزملكاوي.. صديقي النصراوي.. رفيقي البرشلوني؛ انطلقوا إلى منطقة الكبرياء فأنديتكم لديها الإمكانيات والتاريخ والشعبية، كل ما عليكم هو التوقف عن اختلاق المبررات والأعذار، ولا تحزنوا لأنَّ الأهلي والهلال والريال أكثر بريقاً واستقراراً وإنجازاً، فقد حدث ذلك وتحققت الفجوة لأسباب كثيرة ومن بينها اختلاق الأعذار، واتهام الآخر بأنَّ الدولة تجامله، وأن قوته ليست واقعية.
التعليقات