ماذا يريد نظام الملالي من الأردن ولماذا كل هذا العداء وكل تلك المساعي الشريرة من أجل هدم المجتمع الأردني بنشر فوضى المخدرات والسلاح وتشجيع وتعزيز قوى التطرف؟
عقود من الحقد الدفين والتآمر على الأردن، لكنَّ أحداث الثورة السورية ووقائعها التي لم تنته حتى اليوم، والعدوان على غزة وما جرى عليها من جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، كانت مجموعة عوامل كشفت المستور وفضحت نوايا ومخططات الشر الموجهة تجاه فلسطين، والأردن على وجه التحديد، بل وكانت أيضاً ولا زالت موجهة تجاه المنطقة بأسرها!
بعد افتضاح المستور كلياً في إدارة نظام الملالي للصراع في عموم المنطقة من إيران إلى العراق إلى اليمن إلى سوريا إلى لبنان وفلسطين وقطاع غزة على وجه التحديد، إلى الدخول في حرب غير مباشرة ضد الأردن حرب التهريب تهريب المخدرات والسلاح، واستنزاف قوانا المسلحة واقتصادنا ومستوى معيشتنا، وأماننا واستقرارانا الذي يتميز به الأردن؛ لم يكن أمام الملالي من خيار سوى اللجوء إلى إلقاء تبعات فشلهم بشكل غير مباشر على دول المنطقة وخاصة الأردن، الذي ناله من العداء المعلن والتصعيد المسلح من كلا الجبهتين السورية والعراقية على يد قوات عاملة بالوكالة لصالح طهران الأمر الذي لم يكن بالمفاجئ سوى أن إعلان العداء وتوجيه وتأليب الرأي العام في الأردن عبر مقالات أو ميليشيات كان صارخاً إلى الحد الذي لا يحتاج إلى تخمين أو تفسير يبين نوايا وتوجهات طهران التي باتت تلعب على المكشوف على عدة جبهات، لكن الملالي سلطوا أبواقهم وأدواتهم وتجار السلاح والمخدرات للتوجه والتموضع في حملة موجهة ضد الأردن بعد افتضاح هجومهم الإستعراضي التي بدت مُنسقة مسبقاً بصواريخ المفرقعات والمسيرات الكارتونية ضد الكيان الصهيوني في 13 نيسان (أبريل) 2024، كردٍ هزيل على محو قنصليتهم والقضاء على الكثيرين من قادتهم بشكلٍ مُهينٍ في سوريا بين الحين والآخر.
إقرأ أيضاً: نهضة المرأة الأردنية عربياً ودورها في صيانة الوطن والمجتمع
لقد كان الهجوم الصوري الهزيل لنظام الملالي الحاكم على الكيان الصهيوني الغاصب حداً فاصلاً بين سياسة المناورة والخبث التي كان يتبعها الملالي مع الأردن، وسياسة المواجهة التي فرضتها للعلن فضيحة ما أسموه بطوفان الأقصى العملية التي كان من ورائها الملالي بحسب اعترافاتهم، وأبادت غزة، وتريد هدم المعبد على رؤوس الشعب الفلسطيني وطمس قضيته وكافة حقوقه المشروعة في سبيل القضاء على انتفاضة الشعب الإيراني وتركيعه وبقاء نظام الملالي على سدة الحكم في إيران وتقاسم النفوذ مع الآخرين في المنطقة، وقد كانت تصريحات بعض الميليشيات الموالية للملالي ومقالات لأشخاص النظام أكبر دليل على دخولهم في حالة مواجهة معنا سنين طويلة من الاستنزاف والمراوغة على الحدود مع سوريا، والحدود العراقية التي يناور من خلالها الملالي على الدوام، والحدود اللبنانية التي باتت تشكل أيضاً مصدر تهديد لاشتراكها في صناعة أزمة ضدنا وتماسها مع حدود سورية ملاصقة لنا.
لقد كان شعار تحرير القدس من قبل عبر كربلاء شعاراً ليس من أجل القدس وإنما كان لذر الرماد في العيون وخدمة مخططاتهم الاستعمارية؛ فباعترافات قادة هذا النظام أن كبارهم كانوا ضد تحرير القدس من على أراضٍ لبنانية أو سورية حدودية مع فلسطين، والتحرير الصحيح يكون من خلال أراضٍ غير حدودية مع فلسطين كأرض العراق، وها هم الملالي في العراق مدججين بالسلاح والعتاد والأموال منذ عشرون عاماً ولم يحرروا الأقصى، ولم يتركوا الفلسطينيين المقيمين في العراق بسلام وأمان بل ذبحوهم وشردوهم ونهبوا ممتلكاتهم وكذلك فعلوا في سوريا ولبنان، وأما الصف الوطني الفلسطيني فقد تآمروا عليه ومزقوه شر تمزيق ساعين إلى هدم منظمة التحرير وإفراغ الساحة لمخططاتهم التوسعية وأدواتهم المتطرفة التي تريد العبث بأمن واستقرار الأردن أيضاً ونشر التطرف فيه.
إقرأ أيضاً: دور المرأة الأردنية في كبح التطرف والإرهاب
سبقنا المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمته المحورية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في مواجهة حامية ودامية مع نظام الملالي منذ أكثر من أربعة عقود ونصف دفعوا خلالها أكثر من 120 ألف شهيد من خيرة أبناء إيران وعشرات الآلاف من المفقودين والسجناء السياسيين، وقد فضحت المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي مؤامرات ومخططات النظام، ومع الأسف أهملنا نداءات الشعب الإيراني بضرورة الوقوف إلى جانبه وجانب مقاومته المشروعة وطموحه المشروع في دولة ديمقراطية حرة.. واليوم ندرك ضرورة ذلك كخلاص للشعب الإيراني ودول وشعوب المنطقة.
هذه ليست وجهة نظرنا وحدنا وإنما وجهة نظر موحدة لدى الكثير من المفكرين والكتاب العرب وغير العرب في الشرق والغرب.. وجهة نظر تستند إلى اعترافات وحقائق ووقائع قائمة وليس قراءات وتخمينات، وعلى الجميع أن يعلموا أن مواجهة نظام الملالي فرض على كل حر وليست على الأردن بمفرده، ويجب ألا يُترك الأردن بمفرده في مثل هكذا مواجهة، وإن غداً لناظره قريب.
التعليقات