من ضمن جولته حول العالم
توت عنخ امون بضيافةملك البحرين
فادي عاكوم من المنامة
في زيارة تعتبر الاولى له للدول العربية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يقوم الفرعون توت عنخ امون أحد ابرز فراعنة الاسرة المصرية الثامنة عشر بزيارة الى مملكة البحرين حيث سيحل ضيفا عليها لمدة ستة اشهر، وذلك في شهر ابريل القادم في طريق عودته من جنوب افريقيا بعد زيارته للولايات المتحدة الاميركية .
وللزيارة اهمية كبرى لعدة اعتبارات اهمها ان الفرعون المذكور يعتبر من أشهر الفراعنة خاصة بعد اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون اي تلف واللغز الذي أحاط بظروف وفاته حيت اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدا أمرا غير طبيعي وخاصة مع وجود اثار لكسور في عظمي الفخذ و الجمجمة و زواج وزيره من أرملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونا، وتعتبر الزيارة ثمرة التعاون بين البحرين ومصر بعد الاتفاق بين أمين عام المجلس الاعلى للاثار المصرىي الدكتور زاهي حواس وبين الشيخة مي بنت محمد ال خليفة الوكيل المساعد للثقافة والتراث الوطني لترتيب التفاصيل المتعلقة بالتامين وكمية القطع التي ستعرض مع تمثال الفرعون المصري.
ويذكر ان ثلاثة فرق من العلماء الأثريين قامت وللمرة الاولى برسم لوجه الفرعون توت عنخ أمون ، وقد قام علماء من مصر وفرنسا والولايات المتحدة برسم ثلاثة صور تقريبية منفصلة لكن متقاربة لوجه توت عنخ امون، وذلك بناء على أشعة مقطعية أجريت على جمجمته، وفي حين كان الفريقان المصري والفرنسي على علم بأنهم يعملون على رسم وجه توت عنخ أمون، لم يُعلم الفريق الأمريكي بذلك.
وأظهرت صور للملك الشاب الذي توفي قبل 3300 سنة شابا بخدود منتفخة وذقن مستديرة، وتشبه الصور إلى حد بعيد القناع الذي كان يغطي وجه توت عنخ أمون المحنط حين عثر عليه عالم الآثار هاورد كارتر عام 1922، وقال أمين عام المجلس الأعلى المصري للآثار زاهي حواس إن شكل الوجه والجمجمة تشبه كثيرا صورة مشهورة للفرعون في طفولته يظهر فيها بصورة إله الشمس يرتفع من زهرة اللوتس، وقد نجح الفريق الأمريكي في معرفة أن الجمجمة عائدة لشخص أبيض من شمال إفريقيا، وذلك بعد معاينة صور مكبرة للأشعة التي أجريت على الجمجمة.
وأضاف حواس أن النتائج التي توصلت إليها الفرق تطابقت أو تقاربت من نواحي الشكل الأساسي للوجه وشكل العيون وحجمها، غير أن الخلاف أتى في أطراف الأنف والأذنين، ففي حين تشابهت صور الفريقين الأمريكي والفرنسي من حيث الذقن والأنف، أنتج الفريق المصري أنفا أمتن ومختلفا بعض الشيء.
وقد تمت الأشعة المقطعية وهي الأولى على محنط مصري، في كانون الثاني / يناير الماضي، وقد أظهرت أن الملك كان خفيف البناء ولكن في صحة جيدة حين توفي، وأن وفاته أتت على الأرجح جراء تعقيدات تسبب بها كسر في رجله، وأنه لم يقتل كما كان معتقدا.
يذكر أن أشعة أجريت على المومياء عام 1968 أظهرت وجود شظايا عظام في الجمجمة مما عزز فكرة أن توت عنخ أمون قتل، ولا يعرف الكثير عن حكم توت عنخ أمون الذي دام 10 أعوام. وقد أتى خلفا لأخناتون الذي تبنى التوحيد ورفض الآلهة المتعددة في مصر الفرعونية، وقد اعتبر بعض المؤرخون أن توت عنخ أمون قتل لأنه حاول العودة إلى عبادة الآلهة القديمة، ويقول آخرون إنه تعرض للاغتيال من نائبه آي الذي خلفه.
كما أصبح توت عنخ أمون فرعونا لمصر عندما كان عمره 9 سنواتحين عاش في فترة انتقاليةمن تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد الهة مصر القديمة في شكل الاله الواحد وتم في عهده العودة الى عبادة الهة مصر القديمة المتعددة وتم اكتشاف قبره عام 1922 من قبل عالم الاثار البريطاني هوارد كارتر واحدث هذا الاكتشاف ضجة اعلامية واسعة النطاق في العالم .
على مدار 25 عاما طاف خلالها الفرعون الذهبى الملك الصغير توت عنخ آمون العالم أجمع سفيرا فوق العادة لمصر يحمل على عاتقه مهمة واحدة ومسؤولية كبيرة تتمثل فى مشاركته بدعم مشاريع ترميم الاثار المصرية واقامة المتحف المصري الكبير الذي سيكون طفرة كبيرة في عالم المتاحف لاحتوائه على أكثر من 80 ألف قطعة أثرية فرعونية بتكلفة تصل الى حوالي 350 مليون دولار .
لمحة عن معرض توت عنخ امون
بعد ربع قرن من زيارة الملك الشاب إلى الولايات المتحدة طلب الجانب الأمريكى عرض معرض الآثار المصرية الذى عرض باسم ldquo;توت عنخ آمون ، ذهب من العالم الآخر ، كنوز من وادى الملوكrdquo; quot;بمتحف بازل للآثار بمدينة بازل بسويسـرا والذى انتقل للعرض باسم quot;مصر فى عصرها الذهبىquot; بقاعة ألمانيا الاتحادية للفن والمعارض بمدينة بون فى الفترة من 5/11/2004 إلى 1/5/2005 وانتقل للعرض باسم quot;العصر الذهبى للفراعنةquot; فى كل من متحف لوس أنجلوس كونتى للفن بلوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية فى الفترة من 15/6/2005 حتى 15/11/2005 وبمتحف الفن بقلعة لوديـردال بميامى بالولايـات المتــحدة الأمريكــيـة فى الفتــرة مــن 15/12/2005 حتــــــــــى 15/5/2006 وبمتحف فيلد بشيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية فى الفترة من 16/6/2006 حتى 1/1/2007 وبمتحف معهد فرانكلين بفـيلادلفيا فى الـفـترة من 3/2/2007 حتى 30/9/2007 .
على أن يقوم الجانب الأمريكى بسداد مبلغ خمسة ملايين دولار أمريكى للمجلس الأعلى للآثار مقابل إقامة هذا المعرض بكل مدينة من المدن الأربعة كل على حدة بإجمالى مبلغ مضمون قدره عشرين مليون دولار أمريكى عن العرض بالأربع مدن المذكورة ، بالإضافة إلى سداد مبالغ إضافية أخرى تعتمد على الزيادة فى عدد الزوار للمعرض بكل مدينة على حدة يتم سدادها للمجلس الأعلى للآثار بواقع مبلغ مائة ألف دولار بدءاً من وصول عدد الزوار إلى ستمائة وخمسين ألف زائر وذلك عن العرض بكل مدينة على حدة على أن يقوم الجانب الأمريكى بموافاة المجلس الأعلى للآثار بتقرير أسبوعى عن تذاكر الدخول التى يتم تحصيلها أثناء المعرض فى كل مدينة على حدة .
ويفوق حجم المعروضات ضعف حجم المعرض السابق الذى جال العالم فى السبعينيات ليدشن حقبة من العروض quot;الضخمةquot; بالمتاحف. وسيتم تحصيل ما يصل إلى 30 دولارا عن كل تذكرة فى معرض هذا العام وستمنح الشركات المؤازرة جزءاً من الارباح بما يفتح اتجاها جديدا للشراكة بين الشركات الخاصة والمتاحف والدول صاحبة الآثار، وستوجه لبناء متحف جديد كبير بالقاهرة والحفاظ على الآثار العتيقة الأخرى مثل الاهرامات وابو الهول .
ويتوقع المنظمون أن يصل عدد زوار المعرض الذى سيبيع التذاكر بأسعار لم يسبق لها مثيل من حيث ارتفاعها إلى ثلاثة ملايين زائر. ويتراوح سعر التذكرة للشخص البالغ بين 15 إلى 30 دولارا فى أول محطة يتوقف بها المعرض وهى متحف الفنون فى لوس انجليس .
أهم المعروضات
يضم معرض توت عنخ آمون حوالى 116 قطعة أثرية ترجع الى عصر الاسرة الثامنة عشر وينقسم الى أربعة أقسام:
القسم الاول : بعض القطع والتماثيل التى تنتمى لعهد الاسرة الثامنة عشرة .
والقسم الثانى يضم قطع من كشف آخر لايقل أهمية عن كشف مقبرة الملك توت عنخ آمون وهو كشف مقبرة يويا وتويا أبوى الملكة الشهيرة تى والتى كشف عنها عالم الاثار ديفز فى الفترة من 1904 - 1905 م .
والقسم الثالث من المعرض عن الملك اخناتون .
والقسم الرابع هو الخاص بالفرعون الصغير توت عنخ آمون وهو عبارة عن خمسين قطعة رائعة فيما سيجعل هذا المعرض إسم مصر تتحدث به كل الألسنة وبكل اللغات حيث يوضح المعرض للعالم كله أن التوحيد ظهر من مصر لأول مرة عن طريق الملك العظيم اخناتون الذى عاش فى تل العمارنة وأعلن لأول مرة عبادة الإله الواحد الذى لاشريك له ، كما توضح الآثار المعروضة أن المصريين القدماء هم أول من أقاموا حكومة مركزية فى العالم القديم فهم الذين حكموا العالم منذ اكثر من خمسة آلاف عام بالعلم والمعرفة كما حكموه بالحق والعدل والسلام الذى كان يتمثل فى شكل الإلهة ماعت ربة الحق والعدل عند المصرى القديم .
وعن أهم القطع المشاركة أيضا بالمعرض يقول الدكتور زاهى حواس إن المعرض يتضمن الثالوث المكون من الإله آمون سيد طيبة وحاميها والملك تحتمس الاول والملك أحمس وقد عثر على هذا الثالوث فى معبد آمون با لكرنك ، حيث يعتبر من أروع التماثيل التى عثر عليها بخبيئة الكرنك والتى تم الكشف عنها عام 1899م حيث وصل الفنان فى تلك الفترة الى مرحلة ساوى بها بين الملك والإله من خلال تجسيده للاله فى شكل آدمى .
كما يشارك بالمعرض التمثال المزدوج الخاص بتحتمس الرابع مع أمه تيا وقد عثر على هذا التمثال فى معبد الاله أمون فى الكرنك وهو من حجر الجرانيت الاسود يمثل تحتمس الرابع جالسا واضعا يده اليمنى على ركبته ماسكا بعلامة العنخ أما اليد اليسرى فيحتضن بها أمه ويعتبر هذا التمثال المزدوج من القطع الفنية الرائعة التى تؤكد قدرة الفنان على تطويع الحجر ونفاذ بصيرته فى نحته لباقى أجزاء التمثال .
ومن أهم القطع الفنية المشاركة فى المعرض كما يقول الدكتور زاهى حواس ، قناع تويا وهو من القطع المشاركة أيضا فى المعرض وهو قناع من الكارتوناج مغطى بالذهب والعيون مطعمة والقناع فى حد ذاته يعتبر تحفة فنية نجح الفنان من خلاله فى إظهار ملامحها على أكمل وجه ويظهر ذلك فى شكل الوجه والرقبة وأيضا دقته فى اختيار الألوان الخاصة بالقلادة .
إضافة الى بعض القطع الخاصة بالملك اخناتون ومنها الرأس الضخم التى عثر عليها بمعبد آتون بالكرنك وهى من الحجر الرملى وتمثل اخناتون بوجهه الطويل وشفتاه الغليظتين ويرتدى لباس الرأس المعروف باسم النمس وهى من القطع الهامة التى توضح التغير الذى حدث فى الفن نتيجة لتغيير الديانة فى عصر الملك اخناتون .
وتشارك أيضا مجموعة من القطع التى تعتبر غاية فى الروعة منها التمثالان اللذان يمثلان الملك توت عنخ آمون مرة بتاج الوجه القبلى والمرة الأخرى بتاج الوجه البحرى والتمثالان من الخشب المغطى بالذهب والعينان مطعمتان يمسك فى يده اليسرى عصا واليد اليمنى يمسك بها صولجان وهذا دليل على دقة وبراعة الفنان فى إظهار أدق التفاصيل ويظهر ذلك جليا فى الصندل الملكى .
كما تضم القطع المشاركة تلك الرأس البديعة للملكة الجميلة نفرتيتى زوجة الملك اخناتون والرأس المشاركة منحوتة من حجر الكوارتيزيت البنى ، وقد عثر عليها فى مدينة طيبة وتحديداً فى قصر الملك مرنبتاح حيث أراد المثال المصرى تطعيم العينين والحاجبين المجوفين ، وعلى الرغم من عدم اكتمال تلك الرأس الا أنها ربما تكون أكثر جمالا وروعة لو اكتملت من تلك الرأس الموجودة بمدينة برلين الالمانية .
ويوجد أيضا ضمن المعرض مقصورة صغيرة مصنوعة من الخشب ومصفحة برقائق ذهبية وعلى جانبى المقصورة مناظر رائعة تصور الملك توت عنخ أمون وهو يصطاد الطيور وأيضا وهو يتلقى الزهور من الملكة وغيرها من المناظر الرائعة المصورة على ضلفتى الباب .
ومن ضمن المقتنيات التى يحتويها المعرض نماذج لأربعة مراكب حيث ضمت مقتنيات توت عنخ أمون 35 نموذجا من المراكب الخشبية التى كانت تستعمل فى النقل والنزهة ، حيث أمدتنا تلك النماذج بمعلومات قيمة أظهرت لنا طريقة عمل الشراع والمجاديف والكبائن والمقاصير وأيضا كيفية زخرفتها ، كما أضافت لنا أيضا معلومات عن القوارب الصغيرة التى كانت تصنع من حزم البردى والتى كانت تستعمل فى النزهة وصيد الأسماك فى أحراش الدلتا.
رسالة المعرض
ويبعث المعرض برسالة هامة الى كل دول العالم هى رسالة السلام حيث أقام المصرى القديم حضارته على أساس من الحب والسلام وليس كما يعتقد البعض أن تلك الحضارة أقيمت على الحروب فمما لاشك فيه أن الحروب من شأنها أن تشغل أصحابها عن الإبداع الفنى فلولا ذلك الاستقرار الذى تمتعت به مصر فى تلك الفترة لما شاهدنا تلك المنتجات الفنية القيمة ، كما يفتح المعرض الباب أمام الدارسين للحضارة المصرية بفروعها المختلفة كى يدرسون السبب الحقيقى فى وفاة الملك توت عنخ امون .
التعليقات