يبدو أنَّ جرأة الفنان اللبناني، فضل شاكر، في التَّعبير عن آرائه السِّياسيَّة والفنِّيَّة إرتدت عليه حيث وقع في فخِّ الحسابات المزيَّفة على مواقع التَّواصل الإجتماعي وأُطلقت بإسمه تصريحات ضد الشِّيعة والعلويين، دفعت العديد إلى تصديقها دون التَّأكُّد منها.


بيروت: يبدو أنَّ جرأة الفنان اللبناني، فضل شاكر، في التَّعبير عن رأيه، وإعلانه أنَّه يميل إلى النهج السَّلفي، وتأييده للحركة الشَّعبيَّة الدائرة في سوريا ضد الرَّئيس بشَّار الأسد، جعلته فريسة الحسابات الوهميَّة على مواقع التَّواصل الإجتماعي، حيث أُطلقت تصريحات بإسمه ضد الطَّائفة الشِّيعيَّة والعلويَّة، مع إنزال صور مسيئة للسيِّد حسن نصرالله، لتقوم بعضها الإنتقادات الموجَّهة ضدَّه دون التأكُّد ما إذا كان هو فعلاً صاحب هذا الحساب على تويتر أو لا، إذ أنَّ وضوحه وجرأته في التَّعبير عن أفكاره دفعت العديد إلى تصديق هذه التَّغريدات المسيئة إلى طائفةٍ أخرى.

فهل وقع فضل ضحيَّة جرأته؟ أم أنَّه يدفع ثمن ميوله الدِّينيَّة والسياسيَّة؟ أولسنا في بلدٍ يسمح لكلِّ شخصٍ بالتَّعبير عن رأيه وممارسة الشَّعائر الَّتي يريد دون التَّعرض له؟ ولماذا هذه الموجة المنتشرة مع إنتشار الحراك العربي والَّتي تدعو إلى تصنيف المشاهير ضمن قوائم شرف وعار نتيجة ميولهم السِّياسيَّة؟ ما المانع أنّْ يكون فضل quot;سلفيًّاquot; ومؤيِّدًا للـquot;ثَّورة السوريَّةquot;؟ وما المانع أنّْ يؤيِّد غيره نظام الرَّئيس المصري السَّابق حسني مبارك؟ وما المانع أنّْ يغني آخرون للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي؟ وما علاقة الفن بالآراء الخاصَّة حيال أي موضوع مجتمعي أو سياسي؟

ألم ترتِّل السيِّدة فيروز مرارًا تراتيل الآلام، وألم تكرِّم السيِّدة ماجدة الرومي القدِّيسين من خلال صوتها؟ ألم تعلن أليسا عن ميولها السِّياسيَّة؟ وملحم زين عن نواياه الدِّينيَّة؟ فكما يقول المثل اللبناني quot;كل مين ع دينه الله يعينهquot;.

وفي التَّفاصيل، بدأ صحافيون بشن حملةً على شاكر مطالبين النيابة العامَّة بالتَّحرك للجم التَّحريض على العنف الذي يتبعه الفنان في تغريداته على تويتر، وهو ما يحاسب عليه القضاء اللبناني بالسجن حتَّى في مواقع التَّواصل الإجتماعي، حيث لفتوا إلى أنَّ شاكر يحرِّض طائفيًّا حيث نشر لينك عن زواج المتعة عند الشيعة وتعليقه بأنَّه يحمد الله بأنَّه ليس من أهل السنة، وكتابته تعليقًا عن الأسد يقول فيه أنَّ حذاء أي طفل في حمص أشرف منه ومن طائفته كلَّها، ليشنَّ هجومًا آخر على النظام العلوي الذي رأى أنَّه فاسدٌ يتحالف مع الشيطان ضدَّ أهل السنة والجماعة.

ما دفع بفضل إلى نفي كل ما أشيع حول هذا الموضوع، مؤكِّدًا أنَّه ليس صاحب هذه الحسابات المزيَّفة ولا علاقة له بكلِّ هذا الكلام المهين الذي تشتمُّ أهله وأخوته بإسمه، مشيرًا إلى أنَّه سيقاضي المسؤولين عن ذلك.

وشدَّد على أنَّه يكنُّ كلَّ الإحترام والتَّقدير لكلِّ الطوائف والمذاهب، خصوصًا أنَّه تربطه بهم جميعًا علاقات ودّ وصداقة وأخوَّة وقرابة، وأنَّه لم يكن يوما طائفيًّا أو متعصِّبًا أو يفكِّر بهذه العقليَّة السَّطحيَّة، مؤكِّدًا أنَّه ليس من هواة التَّواصل الإلكتروني ولا يجيده، وأنَّ ما أعلنه من مواقف سواء في السِّياسة أو غيرها، أعلنه بنفسه وبالصَّوت والصُّورة، وأنَّه ليس مضطرًا للإختباء خلف حسابٍ وهميِّ ليعبِّر عن آرائه، وأشار إلى أنَّ صمته على الحملات الَّتي شنَّها العديد ضدَّه جرَّاء الإعلان عن مواقفه السِّياسيَّة لن يدوم طويلاً، وأنَّه سيقاضيهم جميعًا.

يشار إلى أنَّ الإنتقادات بدأت تطال شاكر منذ إبداء رأيه بعدد من الفنانين في إحدى الحوارات الصِّحافيَّة، واصفًا الوسط الفني بـquot;القذرquot;، وأنَّه لا يعترف بالفنانين الموجودين على السَّاحة اللبنانية، ليتبع ذلك بمشاركته في تظاهرة السَّلفيين الَّتي دعا إليها الشَّيخ، أحمد الأسير، حيث وقف شاكر أمام المتظاهرين وأنشد أغنية دعم لحمص داعيًا بالنصر لأهاليها، معبَّرًا عن فخره بالمشاركة في هكذا فعاليَّات ومظاهرات ضدَّ النِّظام السوري وتحت راية تيَّارٍ سلفي، بغض النظر عن ردود الأفعال الَّتي قد ترتد عليه.