يبدو أن الإعلامي باسم يوسف سيظل حديث الأوساط بسبب quot;البرنامجquot;، خصوصًا أن القضاء وضعه أمام خيار من اثنين، فإما التوبة والتراجع عن الهزء بالرئيس أو إغلاق القناة ليعود إلى البث على موقع يوتيوب فقط.


القاهرة: عندما ظهر الإعلامي باسم يوسف عبر الإنترنت من خلال برنامج جديد يسخر فيه مما يحدث بعد ثورة 25 يناير بأقل من شهرين، لم يكن يتابعه سوى عدد محدود على الرغم من انتشار الإنترنت في مصر، لكن طبيعة البرنامج الكوميدية حوّلت حلقاته للأكثر متابعة في غضون أسابيع قليلة لتتنافس الفضائيات على ظهوره عبر شاشتها.

وعندما انتقل باسم من قناة اون تي في إلى شاشة سي بي سي، لم يكن الفارق بالنسبة له التحول من استديو صغير إلى مسرح كبير، لكن الإعلامي الساخر أعاد الحياة لمسرح راديو الموجود في قلب القاهرة، وعلى بعد امتار من ميدان التحرير بعدما نسيّ الجمهور هذا المسرح وعاشت بداخله الفئران وتوقف لأكثر من 12 عاماً قبل أن يشهد ظهور quot;البرنامجquot;.

لافتة باسم quot;البرنامجquot; وصورة كبيرة لباسم يوسف تتصدر المسرح الآن الذي لا يبعد عن ميدان طلعت حرب سوى أمتار قليلة، بينما يقف أفراد الحراسة الخاصة لتنظيم الدخول وحضور تسجيل الحلقة مساء الأربعاء من كل أسبوع، علمًا بأن تذاكر الدخول مجانية ويتم التقديم لها عبر موقع البرنامج على الإنترنت.

الفارق بين ظهور باسم قبل أكثر من عامين والآن هو توافر الإمكانيات لديه، فإتساع فريق عمله منحه متابعة أكثر من وسيلة إعلامية وتجميع مواد أكثر عن الموضوع الذي يتحدث فيه، بينما استمر في نبرة السخرية من الحاكم برغم من اختلافه بنفس الطريقة السابقة، فيما تعمد السخرية من المالك أولا، حيث سخر من نجيب ساويرس مالك أون تي في خلال أولى حلقاته على شاشتها وسخر من جميع إعلاميي سي بي سي، وهو ما أغضب بعضهم.

الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة التي تتولى ترخيص المحطات الفضائية والإشراف عليها وجهت أمس إنذارًا إلى قنوات سي بي سي بإلغاء ترخيصها في حالة عدم الالتزام بضوابط العمل داخل المنطقة الإعلامية الحرة، وذلك على خلفية ما اعتبرته الهيئة العامة للاستثمار خروجًا على هذه الضوابط في برنامج quot;البرنامجquot; الذي يقدمه باسم يوسف.

الهيئة التي تتبع وزارة الاستثمار قالت في الإنذار الذي نشرته سي بي سي أنها أرسلت بسبب الشكاوى والدعاوى القضائية المقدمة ضد القناة أمام القضاء، والتي تتهمها بالتعرض لبعض رموز الدولة وشخصيات عامة وبارزة بالإهانة بالتهكم والاستهزاء والسخرية ولتضمن quot;البرنامجquot; إسفافًا وتطاولاً وتلميحات جنسية والفاظًا نابية.

لكن إدارة قنوات سي بي سي أصدرت بيانًا إعلاميًا أكدت فيه حرصها على الالتزام بالقانون ومواثيق الشرف الإعلامي وشروط التراخيص في كل ما تبثه، مؤكدة أن كافة ما ورد في الإنذار منظور أمام القضاء وهي اتهامات لم يتم البت فيها، ولا يعني التحقيق فيها على أنها حقائق حتى يصدر حكم نهائي فيها.

فهل يكون اليوتيوب الذي يفتقد الرقابة في مصر هو الملجأ الأخير للإعلامي الساخر لتقديم برنامجه إذ أصرت الهيئة العامة للاستثمار على وقفه دون انتظار حكم القضاء في البلاغات، سؤال ربما تستغرق إجابته بعض الوقت.