بعد الإنتقادات والهجوم الذي طال فيلمه الجديد quot;سمير أبو النيلquot;، رأى الفنان أحمد مكي أن السينما مرآة للمجتمع ولا يوجد ما يمنعه من تسليط الضوء على الإعلام الفاسد الذي يستغل البسطاء ويحرّكهم وفق سياسات معيّنة.


القاهرة: لطالما كان النجم أحمد مكي الحصان الرابح لأي فيلم يطرح في موسم العروض السينمائية، ولطالما تصدّر شباك التذاكر ليكون الفنان المصري الوحيد تقريباً الذي لم يدخل دائرة الخطر المتمثلة في فشل أحد الأفلام.

بدأ من quot;دبورquot; إلى quot;لا تراجع ولا استسلامquot;، ولكن ربما لم يكن الفنان أحمد مكي يتوقّع هذا الهجوم الإعلامي على فيلمه الجديد quot;سمير أبو النيلquot; الذي تناول فيه قضية الإعلام الفاسد وكشف بعضاً من ألاعيبه، ولكن هل صحيح بأن الفيلم ناجح بكل المقاييس، كما كانت أفلام مكي سابقاً أم أن غلطة الشاطر بألف فوقع مكي في الخطأ والكلاسيكية، أم أن تناول قضية معيّنة قد أزعج البعض ودفعهم للهجوم غير المبرر على الفيلم؟

إيلاف التقت الفنان أحمد مكي أثناء افتتاح الفيلم في دبي، وكان معه الحوار التالي...

فيلم quot;سمير أبو النيلquot; هو كسر لقاعدة الأفلام التي كنت تقدّمها، هل السبب هو بحث عن التجديد أم هروب من الوقوع في فخ التكرار؟
quot;سمير أبو النيلquot; هو فكرة جديدة وتجربة مختلفة، ولكن في الوقت نفسه هو استكمال لمسيرة الشخصيات التي ولدت مع أفلامي المتعددة مثل quot;دبورquot; وquot;الكبير أويquot; وquot;حزلقومquot; وغيرها من الشخصيات، كما أن التجربة تناقش قضية مهمة ومطروحة بقوة على الساحة المصرية والعربية بشكل عام، وهي الإعلام الهابط.

تناولت في الفيلم موضوع الإعلام الفاسد أو المضلّل، وهي قنوات كثيرة بحسب التقديرات، ألم تشعر بالخوف من الإقتراب من منطقة خطرة كهذه والإصطدام مع هذه القنوات ؟
الفكرة الجيدة لا يمكن أن تشعرني بالخوف من الإصطدام مع أي أحد، فأنا بالنهاية أطرح الموضوع والجمهور هو الحكم، والسينما بشكل عام هي منفذ لتسليط الضوء على المشاكل التي يعاني منها المجتمع، وقضية الإعلام الفاسد مطروحة بقوة على الساحة المصرية، ونحن بالفيلم لم نوجّه الإتهام لأحد معيّن، ولكن من الممكن أن تقول إنه كشف للألاعيب التي تتبعها هذه القنوات.

من خلال مشاهدتنا للفيلم لم نلمس توافقاً بين الهجوم والإنتقادات الكثيرة من جهة، وبين الفيلم من جهة أخرى، هل تعتبر أن هذا الهجوم سببه كشف فئة كبيرة من الإعلام المضلل كما قلت سابقاً؟
بالنسبة لي كل فيلم من أفلامي يحمل فكرة وهدفاً ولم أفكر يوماً ماذا ستكون ردة الفعل وهل سأهاجم أم لا، ولكن بالنسبة لهذا الفيلم هناك أشخاص يستغلون الناس البسطاء فلو قمت بكشفهم سيهاجمونك وهذا أمر طبيعي.

من خلال الفيلم تعاونت مع مجموعة مختلفة من الممثلين غير تلك التي اعتدت الظهور معها، هل كان هذا الأمر إيجابياً أم سلبياً؟
أشعر بأن الدور هو الذي ينادي صاحبه، فكل شخصية لها أبعادها ولها الممثل البارع الذي يقدمها بشكلها الصحيح، فلا يمكن أن يكون هناك تخطيط مسبق لتوزيع الأدوار، ولكن الدور هو الذي يطلب الممثل الذي يؤديه بحرفية.

بتناولك قضية الإعلام الفاسد ماهو الهدف الذي يمكن أن يحقّقه الفيلم؟
لم تكن الفكرة هي كشف هذا النوع من الإعلام بقدر ما هو توعية الناس بأن لا يكونوا متلقنين للأفكار بل يجب أن يبحثوا ويعرفوا مصدر الخبر والمعلومة وهل هي صحيحة أم لا، فلو كنت أنت كجمهور متلقٍ للمعلومة فقط، فستصبح أداة بيد غيرك يحرّكونها حسب رغبتهم، وهذا بحدّ ذاته يعتبر جريمة.

ما رأيك في الأوضاع الحالية في مصر والحالة السائدة من التخبط السياسي والإقتصادي؟
هذا وضع طبيعي جداً بعد أي ثورة، وأنا على ثقة بأن مصر قوية وستعود أفضل مما كانت عليه، كما أننا مررنا بأوقات عصيبة جداً وتخطيناها، على سبيل المثال عندما مررنا بفترة الإنفلات الأمني وعدم وجود رئيس، لو كان هذا الأمر قد حصل في البرازيل مثلاً لرأيت معدلات كبيرة من القتل، بينما الناس في مصر كانوا متكاتفين ويعرفون بأن مصر فوق الجميع.

باعتبارك نجماً من نجوم السينما المصرية هل أنت متفائل أم متشائم من مستقبل الفن في بلدك؟
أنا متفائل جداً وأعتبر بأن المشاكل الكبيرة التي تواجه المجتمع هي التي تولّد الأفكار لأفلام جديدة ومميّزة، فالمجتمع الذي لا تواجهه مشاكل لا يمكن أن تستخرج منه قضية مهمّة تطرحها في فيلم، على سبيل المثال لو أردت أن تطرح مشكلة إجتماعية من المجتمع السويسري لن تجد مادة دسمة لأن المشاكل التي تواجه المجتمع قليلة.