"إيلاف" من أبو ظبي: يعكس مسلسل "الميراث"_ الذي سينطلق كأول مسلسل عربي "Soap Opera" من نوعه على شاشة MBC1 في الأول من مارس القادم_ صورة المجتمع السعودي الحديث في سياق النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة، ويؤكد بضخامة تنفيذه على ريادة مجموعة MBC في صناعة الترفيه، وعلى فعالية خبراتها المتراكمة، وأهمية العمل الذي تقوم به MBCstudios عبر استديوهاتها، خاصةً بتعاونها مع "Twofour54" و"Image Nation Abu Dhabi" الذي فتح آفاقاً جديدية لصناعة الدراما في العالم العربي من خلال ورش العمل في الكتابة والحبكة الدرامية والإخراج والإضاءة وهندسة الديكور، وأيضاً في التمثيل حيث أثمرت الدورات التدريبية المكثّفة وجوهاً جديدة ستنافس النجوم العرب الذي سيستعين المسلسل بهم_ كضيوف شرف_ بحسب الحاجة في حبكة الخطوط الدرامية المتوالدة من رحم الأحداث الرئيسية، فيما ستبقى البطولة "جماعية" للممثلين الجدد الذين سيقدّمون نموذجاً مختلفاً بأداءٍ سيلحظ المشاهد تطوره عبر الحلقات التي يصل عددها إلى 250، في مواكبةٍ درامية لواقع الحياة في "المملكة" بأبعادها الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، والمتغيّرات الحاصلة في مسيرة النهضة المستمرة على كافة الصُعد.



عدد من نجوم العمل الشباب

نجوم جدد
صنّاع العمل ونجومه عاشوا فرحة إطلاقه بمؤتمرٍ صحفي سبقه لقاءات على السجادة الحمراء بأجواءٍ اتسمت بالودّ والفرح بين العاملين فيه ومع أهل الصحافة والإعلام الذين أخذوا مقتطفات تعريفية بالعمل وكواليسه بقدر ما تسمح سرية العمل منعاً لحرق تفاصيله التي ترتكز على يوميات عائلات سعودية توارثت_ إلى جانب المال أشكالاً متعددة من الميراث بينها الحقد والحب والكراهية بحسب ما شرحت الممثلة الشابة رنا الشافعي، التي تلعب في المسلسل دور "ليلى" وأكدت لـ"إيلاف" أن العمل يجمع 32 الى 35 ممثلاً هم جميعاً أبطاله غير المشهورين الذين وجدوا فيه فرصة الانطلاقة الى عالم مختلف من النجومية عبر "السوب أوبرا" الأولى من نوعها في العالم العربي.

أبو عاصي: يكسر النمطية ويحاكي ربات البيوت
وجوه عديدة تحدثت لـ"إيلاف" عن هذا "العمل" الذي يعطي رؤيةً جديدة للأدوار التي يتم تنفيذها بأسلوب جديد بعيد عن النمطية بالتمثيل وأقرب للواقعية في الأداء التلقائي للشخصيات. فيؤكد غالبية صنّاعه أن أهمية وجود هذه الورش والعناصر الجديدة ستُثبت_ عبر اعتمادها من قبل صنّاع المسلسل_ أنها "حاجة ملحة" لم تكن ملحوظة قبل أن تثبت أهمية دورها كمفاتيح للنهوض بالدراما العربية.



وجوه جديدة متعددة الجنسيات
يتميّز هذا العمل بكونه "سوب اوبرا" عربية تغزو العالم العربي من خلال مسلسل سعودي، بحسب ما تؤكد فاطمة ابو عاصي "مديرة المشروع (production manager)" من قبل شركة "الصدف" المنضوية تحت مظلة "MBC Studios"..والتي تولّت أعمال المنتج المنفّذ لهذا العمل. فتشير إلى أن الـMBC معروفة بانتاجاتها النوعية، وأهمية هذا المسلسل تكمن في الـ contribution (الإسهام ) بين النجوم بتعددية جنسياتهم العربية في العمل السعودي المنتج في الإمارات ووجوهه الجديدة لناحية المنتجين والمخرجين والكتاب الذين تدربوا ونضجت مواهبهم مع الممثلين على "platform" هذا العمل الدرامي الطويل، مع الاستعانة بالخبراء. حيث سيلحظ المشاهد العربي مدى تميّزهم بمعالجة هذه المادة التي تشبه حياة الإنسان العربي وتحاكي بشكلٍ خاص شغف ربّات البيوت في متابعة المسلسلات الجاذبة.

جولة في الشخصيات واستديوهات التصوير
وتجول "أبو عاصي" مع أهل الصحافة والكاميرات في الأقسام المختلفة لمنازل عائلات المسلسل حيث يجري التصوير، فتستعرض شخصيات الأبطال، وبينهم إنطوائي شغوف بالرسم والإبداع بعيداً عن محيطه وآخر سافر إلى أوروبا ليعود بأفكار أكثر تزمتاً وتشدداً وتمسكاً بتقاليده ليؤثر بقناعاته على يوميات أهله، وجلسات السيدات المتسلطات والطيبات.
وفيما تأخذ شخصية السجّان التي يجسّدها الممثل السوري محمد سحلول دوراً مختلفاً عن صورة السجّان الهامشية المعتادة بمشاهد محدودة، ترسم الشابة هبة التي ترقص على وقع الموسيقى العصرية التي يعزفها شقيقها على الغيتار ما يبّشِّر بمواهب واعدة في البيئة السعودية التي أصبح شبابها يحاكون الفنون الغربية بهواياتهم وانفتاحهم الثقافي والفني المتزايد على المجتمعات الغربية، رغم ارتباط الأسر بالقيم العربية وتقاليدها الأصيلة.



وفي نظرة على ديكورات المنازل بتقسيمات غرف النوم والجلوس والصالونات الغنية بالتفاصيل الكريمة لصورة البيت السعودي الفخم وموائده الغنية بضيافتها، والجدران المليئة بالرسومات والتحف الأثرية واللوحات، تبرز إبداعات الشباب برسوماتهم الخاصة والصور لنجوم يحبونهم، وأعمال أجنبية تجذبهم لمتابعتها وتقليدها، لتشبه كل غرفة طباع أفراد العائلة وميولهم وهواياتهم لناحية تنفيذ ديكورها والأضاءة وأثاثها.


القحطاني الأول على يسار الناظر إلى الصورة


القحطاني: أثار فضولي إلى التحدي
"العمل سيحمل ردود فعل إيجابية من وإلى العالم العربي بحبكته الجديدة عن مجتمعنا". هذا ما يقوله الممثل السعودي عبدالله القحطاني الذي لعب سابقاً أدواراً في المسلسلات "سوق الدماء ووصية بدر والعاصوف" من إنتاج على MBCstudios. فهو إذ يشيد بتجاربه السابقة، يرى أن "الميراث" يتميّز بكونه أول "سوب اوبرا" في تاريخ الدراما العربية، وهو ما حثه على المشاركة به كتجربة يراها بمثابة التحدّي رغم طول فترة التصويره والمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتقه.
وفيما يشيد بورشة الكتّاب وعمل المخرجين، يقول أن "الميراث" يتخطى المجتمع السعودي إلى العربي عبر تعددية الجنسيات لممثليه وفي مشاهده الخارجية. لافتاً إلى أنه عمل مليء بالإثارة والتلقائية التي تنقل الحياة بصورةٍ طبيعية.


المخرج عبدالله الجنيبي بين مدير التقنيات والاستديو عصام الأباظة والممثلة عهود السامري

الجنيبي: قوة الورق أساس العمل
عبدالله الجنيبي الذي يشارك بإخراج العمل مع المخرجيْن العالمييْن كريستين ميليك وإندرا بوز، وتامر بسيوني، يرى أن قوة هذا المسلسل لا ترتكز على مخرجيه الذين يلعبون دوراً بسيطاً قياساً بقوة الممثلين والممثلات و"الورق"، أي النص الذي يرى فيه البطل الحقيقي في المسلسل، بينما يختصر دوره كمخرج بالإشراف على تنفيذ النص بأداء الممثلين الذين فاجأوه بحرفية أدائهم. ويقول لـ"إيلاف": في هذا العمل سنتصالح مع الحقيقية الجميلة عن السعودية بأبنائها المبدعين. لقد فوجِئت بالعمل نصاً وأداءً، وانبهرت بالمواهب البارزة على كل الأصعدة. وقلت لنفسي كان فينا عيباً بأننا لم نلحظ مسبقاً هذا الكمّ من المواهب السعودية التي كانت مختبئة خلف الدعاية الاعلامية المسيئة أحياناً لهذا الشعب المُبدع من مخرجين وكتاب ومنتجين وممثلين.


السامري: عمل يتحدث عن "الـModern Saudia"
كلام "الجنيبي" لفت الممثلة السعودية عهود السامري التي تؤدي في المسلسل دور "ليلى"، فأضافت أن "العمل ككل يحكي عن السعودية "2030" وعن المجتمع الحديث في المملكة أي "الـModern Saudia" بما يحمله من تطلعات لشبابها ونمط حياتها المتطور دون المسّ بأصالة المجتمع ومسلماته.



الكاتبة نور الشيشكلي ومديرة عمليات الإنتاج والعلاقات العامة نادين الغندور

عائلتان في صراع "الميراث"
ترتكز قصة الميراث على نقل الوقائع اليومية لعائلتي الشقيقين عبد المحسن وراشد البهيتاني، بحيث تتوسع رقعة الخطوط الدرامية وسط مشاكلهما التي تبدأ بـ"الميراث" لتتشعب بتفرعات تتحكم بمسار حياة الأسرتين وأبنائهما من الأجيال المتباينة في تطلعاتها عبر مشاهد غنية بالإثارة بحسب ما يظهره الشريط الذي عرض المقتطفات من أحداثه بحسب ما شرحت مديرة عمليات الإنتاج والعلاقات العامة نادين الغندور

الشيشكلي: نؤلف القصة بلا اقتباس عن مجتمعنا العربي
"إنطلاق "السوب أوبرا" العربية سيحمل تغييراً بنمط العمل الدرامي، ويعطي فرصاً جديدة للعمل في مجال الترفيه وسيقدّم للمشاهد العربي نظرة جديدة عن هذه الأعمال التي اعتادها بلغةٍ أجنبية". هذا ما توضحه الكاتبة السورية نور الشيشكلي التي تضع الخطوط العريضة لنص العمل (Story Liner).
وهي تُشدِّد على الفرقٍ الكبير بين الحدوتة الدرامية أو ما يُعرَف بالمسلسل الطويل ومفهوم "السوب أوبرا" الذي ينقل وقائع يومية بأسلوب جديد تعلمت قواعده وأسسه لتشارك بهذه الورشة الكتابية للميراث بعيداً عن أي اقتباس أو نقل أو ترجمة، في سيناريو تضع خطوطه وتشارك بتأليفه مع زملائها في الورشة التي يرأسها الكاتب العالمي توني جوردن، ويشارك فيها جيسكار لحود، ومازن طه، وثائر العقل، ليغذّي الحلقات راسماً الملامح الجديدة للـ"Soap Opera" بلغةٍ تحكي يوميات المواطن السعودي والعربي بشكلٍ عام



في المؤتمر اللقاء الصحافي والمداخلات الخاصة

جابر: نحن منبع الدراما
"هذا العمل الضخم سيُعطي ثمار الشراكة الاماراتية السعودية على مدار 250 حلقة لن تتوقف خلال شهر رمضان المقبل، منعاً لقطع التواصل مع المشاهد العربي. ما سيفرض تغيير توقيت عرضه بما يناسب خريطة البرامج ومواعيد الصوم احتراماً للمتابعين". هذا ما أوضحه مدير مجموعة MBC في حديثه خلال اللقاء الصحفي الذي عُقِد بحضور أهل الصحافة والإعلام من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، إضافةً إلى نجوم ونجمات "الميراث"، وكادره الإنتاجي والإخراجي، إلى وجوه MBC ومدراء تنفيذين من المؤسسات المشاركة في هذا الانتاج الضخم (Studios وtwofour54 وImage Nation Abu Dhabi)

وأضاف رداً على سؤال "إيلاف" حول وصف العمل بـ"التفاعلي"_ تبعاً لحديثه عن أبحاث ستجريها MBC حول نسبة متابعة المشاهدين وتفاعلهم مع الشخصيات والخطوط الدرامية_ موضحاً أن رأي الجمهور وذوقه سيوجّهان سير عمل هذه "السوب أوبرا" التي تُطل لأول مرة باللغة العربية، مشيراً إلى أنهم يطمحون باستمراريته بنجاح لسنوات أو ربما لعقود مع انفتاح المجموعة دوماً عبر استديوهاتها وكادرها الإنتاجي لأفكار مماثلة وحديثة.

وفي رد آخر على سؤال حول تميّز "الميراث"، قال: "الموسم الأول للميراث سيمتد على مدار سنة. وهو ينقل وقائع لأحداث يومية، وقد يستمر لسنوات بحسب تفاعل المشاهدين".

أما عن "إمكانية إنتاج مسلسلات عالمية وأعمال قد تنافس هوليوود"، فشدد برده على أنه لا يتحدث هنا عن "إمكانية" إنتاج أعمال أجنبية وعالمية، بل عن "وجودها". مؤكداً أن هذا الهدف قد تحقق عبر MBCstudios التي نجحت بإنتاج الأفلام والمسلسلات باللغتين العربية والإنجليزية التي أشركت فيها نجوماً أجانب. واستدرك: "نحن منبع الدراما في العالم العربي، وسنبقى متواضعين طامحين لتقديم المزيد."
وشدد خلال المؤتمر على أهمية الاعتماد على ورش الكتابة وتعددية الرؤى الإخراجية ما يضفي لمسات متعددة تعطي العمل فرادة المحتوى على كافة المستويات.

عسيري: يشبه بيئتنا العربية ولا يتخطى مسلماتها.
حسن عسيري، المدير العام لشركة "الصدف"_ المنضوية تحت مظلة "MBC Studios"_ والتي تولّت إنتاج وتنفيذ "الميراث"، لفت إلى أن مسلسل مثل "الميراث" يحتاج إلى عدد كبير من الكوادر بين مُمَثِّلين ومصورين وكُتّاب مع استمرارية عملية تصويره وإنتاجه خلال العام الحالي، ولربما لسنواتٍ لاحقة. وقال خلال "المؤتمر" أن العمل يتميّز بحبكة درامية وإخراج عبر الورش الجامعة لتعدد الرؤى والخبرات التي نسعى لتطويرها، ما يعطيه القيمة الإنتاجية العالية، خاصةً أنه يسعى لتسليط الضوء على مواهب تمثيلية شابة، من السعودية والدول العربية، مع إمكانية التعاون مع أسماء معروفة لتحلّ ضيوفاً على بعض الحلقات.
وأكد رداً على سؤال "إيلاف"_ حول "دور المرأة التي تبدو متسلِّطة جداً وتستخدم كيدها في المناكفات العائلية"_ أن مسار الحلقات ينقل وقائع الحياة العائلية على طبيعتها، وبالتالي فهو سيحتوي كيد الرجال والنساء على حدٍ سواء في مواقف متعددة ستطلب الحزم والليونة تبعاً للسيناريو وأحداثه على تقلباتها.

وتعقيباً على تصريحه بأن_ "علي جابر قال لفريق العمل والمنتجين افتحوا الأفق لعقولكم.. ولا تخافوا"_ سألت "إيلاف" عن "حدود الإنفتاح في العمل الذي ينقل يوميات عائلات عربية. فهل سيتضمن مشاهد حميمة كضمة أو قبلة؟
فأكد بجوابه أن "المسلسل يشبه بيئتنا العربية ولا يتخطى مسلماتها. بل يتحدث عن واقع العائلات التي تتطور بمدنية حياتها في منظار يكفل الاصالة والتطور في آنٍ معاً".

أبو سمرة: حقبة جديدة لـ"أبو ظبي"
بدوره، رئيس تطوير الأعمال في "Twofour54": " نبيل أبوسمرة، شرح أن "الميراث" يُجسّد حقبة جديدة لـ أبو ظبي في مجال الصناعة الإنتاجية ويكرّسها كحجر أساس فيها. فهو على فرادته كمسلسل يأتي بمثابة العلامة الفارقة في قطاع الإنتاج. وقال: "نحن فخورون لكون أبو ظبي اليوم في طليعة هكذا إنتاجات، ولطالما عملنا على بناء قطاع مستدام يكون جاذباً للإنتاجات، الأمر الذي يستدعي توفير التدريب والتطوير وخلق فرص عمل على مدار العام، ما يمكّننا من الاستمرار في رفد ودعم الحاجات المتزايدة لقطاعَي الإعلام والترفيه."


علي جابر وحسن عسيري بين إيلي بوغوص ونبيل الأسمر

بوغوص: إنتاجٌ سخي
إلياس بوغوص رئيس الإنتاج (Head of physical production) في شركة Image nation، أكد على السخاء في إنتاج هذا العمل رافضاً الحديث عن كلفته المادية باعتبارها غير قابلة للتحديد نظراً لكونه طويل الأمد. ما يعني أنه كلفته سترتفع وتنخفض وفقاً لما يتطلبه العمل من مستحقات مادية على مدار الحلقات التي يجري تصويرها بشكلٍ يومي وربما ستستمر لسنوات.،
وختم مشيداً بأهمية التعاون والتشبيك بين المؤسسات العربية في إنتاج هذا العمل الضخم النوعي بكل تفاصيله. لافتاً إلى تميّز المسلسل بتعدد جنسيات كادراته وشركات إنتاجه وممثليه ما سيثمر عملاً نوعياً وجديداً بكافة تفاصيله.

فيما يلي رابط مواعيد عرض وإعادة المسلسل