تحت اسم مستعار، تعيش ابنة بوتين السرية حياة غامضة بعيدًا عن الأضواء، بينما يلاحقها ظل والدها وسط فوضى الحرب في أوكرانيا.
إيلاف من موسكو: في أحد أركان الغرب الهادئة، حيث لا تُسمع صدى دوي القذائف أو صوت الطائرات العسكرية، تختبئ شابة تدعى إيكاترينا كريفونوجيخ، تُعرف أيضًا باسم لويزا روزوفا. لكن الاسم الحقيقي الذي يُلاحقها ليس مسجلًا على جواز سفرها الجديد، بل محفور في الذاكرة الجماعية: ابنة فلاديمير بوتين السرية.
اختفت لويزا، التي تُعد وجهًا مألوفًا سابقًا على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب الروسية الأوكرانية، تاركة خلفها بصمة غامضة وحكاية مثيرة تسردها تقارير إعلامية وتحقيقات صحافية.
اسم جديد وهوية غامضة
بحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية وأكدته تقارير أوكرانية، تعيش لويزا اليوم تحت اسم إليزافيتا أوليجوفنا رودنوفا، وهو اسم يحمل تلميحًا إذ يعود الاسم "رودنوفا" لرجل يُقال إنه كان أحد المقربين السابقين من بوتين، ما يُضفي مزيدًا من الغموض على هذه القصة.
التقارير تشير إلى أن لويزا تستخدم اسم رودنوفا في حجوزات الطيران والأغراض الرسمية، بينما تخفي اسم والدها الحقيقي الذي قد يفضحها: فلاديميروفنا. تاريخ ميلادها، 3 آذار (مارس) 2003، يتزامن مع فترة تولي بوتين منصب الرئيس الروسي، حينما كان لا يزال متزوجًا من ليودميلا بوتينا، السيدة الأولى السابقة.
من الأضواء إلى الظلال
لويزا، التي شُبهت بوالدها الكرمليني، عاشت في البداية حياة العلنية. كانت طالبة في مدرسة باريس للإدارة والفنون، على بعد خطوات من قوس النصر. امتلكت أيضًا علامتها التجارية الخاصة في مجال الأزياء، وعملت كمنسقة موسيقية في روسيا.
لكن كل شيء تغيّر في تشرين الأول (أكتوبر) 2021. بحسب الصحفي أندريه زاخاروف، الذي كشف لأول مرة عن وجودها: "يبدو أن أحدهم قال لها: توقفي عن ذلك".
حُذفت حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وكأنها طُويت صفحة كاملة من حياتها.
سفيتلانا كريفونوجيخ والدة لويزا التي تحولت إلى مليونيرة
الحرب تهز حياة لويزا السرية
مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022، اختفت لويزا تمامًا من الأنظار. التقارير تفيد بأنها غادرت باريس، حيث كانت تدرس، إلى وجهة غير معلومة. هناك إشارات إلى أنها تعيش الآن مع والدتها، سفيتلانا كريفونوجيخ، في شقة فاخرة بموناكو تقدر قيمتها بـ3.1 مليون جنيه إسترليني.
سفيتلانا، التي كانت عاملة تنظيف في الماضي، تحولت إلى مليونيرة تمتلك أسهمًا في أحد البنوك الروسية الكبرى، بالإضافة إلى نادٍ للتعري في سانت بطرسبرغ. مثل ابنتها، تُعرف أيضًا باسم رودنوفا، ما يثير التساؤلات حول سبب اختيار هذا الاسم تحديدًا.
محاولات لإخفاء الحقيقة
بحسب تقارير قناة TSN الأوكرانية، حاول بوتين منذ فترة طويلة إبعاد ابنته عن دائرة الضوء. لكن التشابه بين ملامحها وملامحه جعل إخفاء الحقيقة أمرًا صعبًا. صورتها التي التُقطت في متحف اللوفر عام 2021 قد تكون واحدة من آخر الصور العلنية لها، قبل أن تختفي تحت وطأة السرية المتزايدة.
هل تكشف الحرب المستور؟
مع استمرار الحرب في أوكرانيا، يزداد الضغط على عائلة بوتين وأفرادها المزعومين. لويزا، التي كانت يومًا رمزًا لحياة الترف بين النخب الروسية، أصبحت الآن محور تقارير وتحقيقات تلفزيونية تُحاول فك ألغاز حياتها الجديدة.
تُثير قصتها أسئلة حول كيفية تداخل الحياة الشخصية لزعماء مثل بوتين مع قراراتهم السياسية، وكيف يمكن أن تؤثر الحرب على أقرب الناس إليهم.
ما وراء الاسم المستعار
رغم أن لويزا روزوفا تعيش تحت اسم جديد وهوية مُخفاة، فإن آثار حياتها السابقة - من دراستها في باريس إلى بصمتها في عالم الأزياء - ما زالت تُلقي بظلالها. وبينما تتوارى عن الأنظار، يبقى السؤال: هل تستطيع حقًا الهروب من ظل والدها، أم أن ماضيها سيلاحقها إلى الأبد؟
التعليقات