بيروت - وكالات: يدخل لبنان الأسبوع الثامن على تكليف النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة من دون بروز أي معطيات تشير الى قرب ولادتها. ما يعني أن العقبات كثيرة، منها تمسك رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بتوزير صهره الوزير جبران باسيل من جهة ، ومواقف رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط من جهة اخرى التي أعادت خلط الأوراق لجهة لعبة الأكثرية بحيث أن صيغة 5-10-15 انتهت مدة صلاحيتها. وفي الذكرى الثالثة لانتهاء العمليات الحربية الإسرائيلية ضد لبنان في 14 آب، التي اصبحت ذكرى الانتصار في حرب تموز 2006 استبعد الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في كلمته بالذكرى الثالثة حصول حرب إسرائيلية جديدة ضد لبنان في الأشهر القليلة المقبلة، وركز على عناصر الردع اللبنانية لإفهام العدو الإسرائيلي من مخاطر شن حرب جديدة على لبنان، متوعدًا بالرد في حال الهجوم

كما خصص السيد نصر الله في كلمته التلفزيونية الحديث عن الوضع السياسي ودعا إلى الاسراع في تشكيل الحكومة وحسب العارفين بطريقة نصر الله في مقاربة الأوضاع في المناسبات الكبرى، فان إعطاء الأولوية لمسألة التهديدات الإسرائيلية ومعاني الانتصار في حرب تموز، جاءت من خصوصية المناسبة، ومن حجم الأسئلة والمخاوف التي تضخمت في الأسابيع القليلة الماضية، وبالنظر الى ان ملف الحكومة يجري العمل على انجازه عبر اتصالات ولقاءات مباشرة مع الرئيس المكلف سعد الحريري ومع فريق المعارضة، وان الحزب ليس لديه الكثير ليقوله على هذا الصعيد، ما دام البيان الذي اصدره أمس الأوّل باعلان تضامنه مع العماد ميشال عون كان واضحاً وقاطعاً، وان لا حاجة لأن يقحم السيد نصر الله مواقف جديدة في ملف يعتبر شائكاً ومحرجاً على صعيد حلفاء الحزب، فاكتفى بتأكيد مشاركة الحزب في الحكومة، رداً على الضغط الاسرائيلي من وراء التهديدات لعرقلة تشكيل الحكومة، وعدم اشتراك حزب الله فيها، واعتبار حكومة الشراكة تشكل عنصراً من عناصر ردع اي عدوان جديد على لبنان

أما النائب وليد جنبلاط وفي خطوة، استكمل فيها مسار المصالحات التي بدأها مع الحزب ، وجه تحية إلى المقاومة الإسلامية وكل المقاومين في كل مكان وإلى عائلات وشهداء وجرحى الجيش اللبناني وقوى الأمن، وإلى قيادة حزب الله بقيادة أمينها العام، في مناسبة عيد النصر، مؤكداً خلال رعايته الإحتفال المركزي لمدارس العرفان في السمقانية الشوف، ان المقاومة نهج وفكر ومسار وممارسة وشعار وتراث وماضي وحاضر ومستقبل لا قميصها في كل دور من الأدوار في عالم عربي وإسلامي معتدى عليه سياسياً وثقافياً محتل في فلسطين والعراق وأفغانستان، مستذكراً في القاسمية عراب الطائف الشهيد العربي الكبير رفيق الحريري الذي انتفض الجبل في ذكرى أربعينه في 14 آذار 2005، رافضين كل قوى الغدر ومطالبين بالعدالة والحقيقة ومتمسكين قبل كل شيء بالإستقلال وعروبة لبنان، وخاطب الصديق الشيخ سعد الدين الحريري، من باب التمني أو الرجاء بأن لا نجعل من السنة طائفة، لأن هذا يخالف المنطق والتاريخbull; مؤكداً أنه من الصعب إنتاج وطن إلا من خلال نظام سياسي جديد

ونوّه جنبلاط بجهود رجال الدين الدروز، وقيادات بني معروف من أجل إزالة رواسب السابع من أيار، داعياً إلى الإستمرار فيها، مشيراً إلى أنه lt;ليس صعب علينا نحن الذين تصالحنا مع الجار أن يكون صعباً علينا أن نتصالح مع الجار الآخر من الطائفة الشيعية بكل فروعها وأحزابها وتلوناتها، بل حق علينا حفظ كل جار فوق كل إعتبار وتمنى على الحريري ألا يجعل السنّة طائفة


وفي ظل هذم التطورات والبيانات فان المعادلة الحكومية اصبحت واضحة لجهة تحميل الاكثرية للعماد ميشال عون عرقلة التشكيلة مدعوما من المعارضة وحزب الله واعتبرت قوى الاكثرية ان موقف حزب الله الاخير هو تكبير لعقدة عون، فيما المعارضة تعتبر ان العقدة عند الرئيس المكلف الذي عليه ان يبادر الى طرح صيغة حكومية لتحدد المعارضة موقفها الى ذلك، يعلن العماد عون موقفه من الموضوع الحكومي نهار الاثنين خلال مؤتمر صحافي ومن المتوقع ان يعلن الجنرال عون، مواقف سياسية لافتة اذا لم يحصل تقدم في الموضوع الحكومي، وخصوصا ان مصادر قريبة من التيار الوطني الحر استغربت عدم تلقي رئيس التيار اي اتصال هاتفي من الرئيس المكلف للبحث بتفاصيل الملف الحكومي، فيما اشارت مصادر نيابية في الاكثرية ان الرئيس المكلف سيقدم صيغة حكومية تتضمن توزيعا للحقائب وسيقوم بعرضها على الرئيس سليمان وبري والاطراف السياسية لتختار وزرائها مع التأكيد على رفض الرئيس المكلف توزير الراسبين

وبموازاة ذلك، حذر النائب بطرس حرب من اتفاق سياسي على تعطيل عمل الدستور وعمل الحكومة نافيا وجود اي مشكلة في توزيع المقاعد الوزارية في 14 اذار. بدوره رأى النائب محمد رعد laquo;ان التأخير في تشكيل الحكومة مضر بمصلحة الوطن ومصدره ليس المعارضة، ودعا الى التشاور الايجابي من اجل التفاهم على توزيع الحقائب وتسمية الوزراء دون كيدية او نكايات وفي ظل هذه الاجواء نقلت معلومات عن مقربين من دمشق انها تدعم بقوة تشكيل سعد الحريري للحكومة، خصوصا ان زيارته باتت مضمونة وبرعاية الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ومباركته