بدأ رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري زيارة إلى قطر اليوم، هي الأولى لمسؤول عراقي رفيع إلى الدوحة منذ عدة سنوات، لإجراء مباحثات تهدف إلى تصفية أجواء العلاقات الملبدة باتهامات العراق للدوحة بدعم الإرهاب ومساندة المعارضين العراقيين للنظام.


لندن: يترأس رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري وفدًا برلمانيًا يضم عددًا من النواب ممثلي الكتل السياسية خلال زيارة يقوم بها إلى قطر لاجراء مباحثات سياسية تهدف الى طي صفحة الماضي في علاقات البلدين التي طبعتها الشكوك والاتهامات العراقية للدوحة بدعم المعارضين العراقيين، إضافة إلى مناقشة الاوضاع في المنطقة وجهود دولها لمواجهة خطر "داعش"، والتنسيق بين البلدين في تبادل المعلومات الاستخبارية لمواجهة خطر التنظيم.

وأكد مصدر برلماني عراقي وجود رؤية لدى رئيس مجلس النواب العراقي بشأن بحث التعاون المشترك في مجالات الاستثمار ورفع المستوى الاقتصادي في البلاد. وكانت مستشارة الجبوري لشؤون المصالحة الوطنية وحدة الجبوري قالت الاسبوع الماضي إن الجبوري سيزور قريبًا قطر وإيران وتركيا بهدف إعادة صياغة العلاقات الإقليمية مع العراق من جديد.

وأضافت أنّ "العراق جزء من الأمة العربية ويجب عودته إلى الحاضنة العربية والإقليمية من خلال توطيد العلاقات، ومحاولة كبح جماح البعض بأن تكون لديهم خصومة مع بعضهم في أرض العراق، وبالتالي ممكن أن نبعد الأزمات التي تحدث بين الأطراف الإقليمية عن بلادنا". وأكدت أن الجبوري "يعتزم تفكيك المشروع الإقليمي في العراق وإذابة الجليد وإعادة صياغة العلاقات مع الدول".

وأوضحت أن الشهرين الحالي والمقبل سيشهدان زيارات لكل دول الجوار من اجل تحسين العلاقات وإعادة صياغتها من جديد، لافتة إلى أنّ هذا الأمر لم تكن له سابقة في السنوات العشر الماضية على حد قولها.

وكان الجبوري قام خلال الشهر الماضي بزيارات إلى السعودية والكويت والاردن، حيث نقل علاقات بلاده مع هذه البلدان إلى مرحلة متقدمة جديدة وارسى علاقات برلمانية تقوم على التعاون مع المؤسسات البرلمانية ومجالس الشورى فيها.

وكانت قطر وعدت العراق في السادس من الشهر الماضي بفتح صفحة جديدة من التعاون البناء في مختلف المجالات وخاصة الأمنية منها، وأكدت انها تفتح قلبها قبل ابوابها للمسؤولين العراقيين، واتفق البلدان على تشكيل لجنة للتعاون الأمني المشترك والبدء بمرحلة تعاون مبنية على العمل المشترك والمشاركة الفعالة في مكافحة الارهاب والتصدي للفكر المتطرف.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده في الدوحة وزير الداخلية العراقي محمد سالم الغبان مع الشيخ عبد الله بن ناصر ال ثاني رئيس الوزراء وزير الداخلية القطري، حيث جرى بحث العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين.

وتم الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل لجنة للتعاون الأمني ستباشر أعمالها في القريب العاجل، من جهته دعا وزير الداخلية العراقي المسؤولين في قطر لزيارة بغداد وفتح صفحة جديدة من العلاقات مبنية على أساس الاحترام والتعاون والعمل المشترك والمشاركة الفعالة في مكافحة الارهاب والتصدي للفكر المتطرف.

&وجاءت المحادثات العراقية القطرية والتأكيد على البدء بتعاون أمني مشترك، في وقت ظلت فيه العلاقات بين البلدين تشهد ازمات مستمرة بسبب اتهامات مسؤولين عراقيين ونواب وكتل سياسية لقطر بدعم الارهاب في العراق.

وفي آذار (مارس) الماضي، اتهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قطر والسعودية بدعم المقاتلين الذين يواجهون سلطاته في عدد من المحافظات العراقية، وقال إن هاتين الدولتين الخليجيتين تقدّمان الأموال لتجنيد مقاتلين في الفلوجة.

وقال المالكي إنه يتهم الدولتين "بالتحفيز لهذه المنظمات الإرهابية.. بدعمها سياسياً وإعلامياً.. بدعمها السخي مالياً.. بشراء الأسلحة لحساب هذه المنظمات الإرهابية وبالحرب المعلَنة من قبلهم على النظام السياسي في العراق وإيوائهم لزعماء الإرهاب والقاعدة والطائفيين والتكفيريين.. هذا هو دعم غير محدود"، بحسب تعبيره.

وزعم المالكي أن "أزمة العراق الطائفية والإرهابية والأمنية مسؤولة عنها هاتان الدولتان بالدرجة الاولى". وأضاف: "يهاجمون العراق عبر سوريا وبشكل مباشر بل هم أعلنوا الحرب على العراق كما أعلنوها على سوريا ومع الأسف الخلفيات طائفية وسياسية في&الوقت نفسه".