&
في اول خطاب له بعد انتخابه رئيسا للبرلمان العراقي الجديد، دعا سليم الجبوري الى الاستجابة لمطالب المحتجين في المحافظات السنية والعمل على تعديل الدستور ورفض المحاصصة، وهاجم تنظيم "الدولة الإسلامية" والميليشيات واعلن فتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية ثم رفع الجلسة الى الاربعاء من الاسبوع المقبل.

&
نجح مجلس النواب العراقي بجلسة سرية اليوم في تجاوز واحدة من العقبات التي تواجه الاستحقاقات الدستورية لاختيار الرئاسات الثلاث حيث اختار رئيسه الجديد ونائبيه الاول والثاني بالاغلبية بانتظار تقديم اسمي المرشحين لرئاستي الجمهورية والحكومة وهو امر سيتطلب مزيدا من الوقت حيث قاطعت كتلتا علاوي والمطلك الجلسة.
&
وفي اول كلمة له دعا الجبوري الى العمل على تصحيح الاوضاع العراقية من خلال المصارحة والمكاشفة والابتعاد عن انصاف الحلول . واشار الى ان العراق يمر بمرحلة خطيرة حيث ان حوالى نصف اراضيه خارجة عن ارادة الدولة التي يقف تنظيم داعش الارهابي ضدها والمرفوض شعبيا.
&
وشدد الجبوري وهو مرشح القوى السنية على ضرورة تنفيذ مطالب وحقوق المحتجين سلميا في اشارة الى المحافظات السنية التي تواصل منذ عام 2012 حراكا سلميا يدعو لانهاء التهميش واطلاق المعتقلين والشراكة الحقيقية في القرارات. وطالب القوى السياسية بالعمل على رفض التدخلات الاجنبية في شؤون العراق وجعل القرارات الداخلية عراقية صرفة . واشار الى اهمية تعديل الدستور والوقوف بوجه الارهاب والطائفية ومحاولة تمزيق العراق. ودعا الى الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة بشكل تكون معه قادرة على الاستجابة لمتطلبات المرحلة الخطيرة التي يمر بها العراق حاليا.
&
واعلن الجبوري عن فتح باب الترشيحات لمنصب رئيس الجمهورية ابتداء من يوم غد الاربعاء ولمدة ثلاثة ايام ثم رفع جلسة البرلمان الى يوم الاربعاء من الاسبوع المقبل للبدء بتشكيل اللجان المختصة داخل المجلس.&
&
التصويت على هيئة الرئاسة
وقد صوت النواب بالاكثرية لمرشح السنة سليم الجبوري رئيسا حيث حصل على 194 صوتا متجاوزا العدد المطلوب بثلاثين صوتا .. فيما صوتوا على ثلاثة مرشحين لتولي منصب النائب الاول هما حيدر العبادي مرشح التحالف الشيعي واحمد الجلبي مرشح التيار الصدري ثم مرشح التحالف المدني الديمقراطي فارس يوسف ججو اضافة الى مرشح الاكراد أرام شيخ محمد نائبا ثانيا .&
&
&وصوت اعضاء مجلس النواب الذين حضروا جلسة اليوم وبلغ عددهم 274 نائبا من المجموع الكلي للاعضاء البالغ 328 نائبا على مرشحين اثنين لتولي رئاسة البرلمان هما سليم الجبوري عن تحالف القوى العراقية وشروق العبايجي عن التيار المدني الديمقراطي حيث فاز الاول بالرئاسة وحصلت الثانية على 19 صوتا واعتبر 60 صوتا باطلا.
واثر ذلك صوت النواب لاختيار نائب رئيس البرلمان حيث حصل حيدر العبادي على 149 صوتا واحمد الجلبي على 107 اصوات وفارس ججو على 6 أصوات وظهرت 13 ورقة باطلة بشكل لم يحصل اي منهما على الاغلبية المطلة البالغة 165 صوتا زائدا واحدا .. وحين أعيد التصويت انسحب الجلبي لصالح العبادي الذي فاز في تصويت المرحلة الثانية بحصوله على 188 صوتا بعدها انتخب النائب الثاني للرئيس وهو مرشح حركة التغيير الكردية ارام محمد الشيخ بحصوله على 171 صوتا.
&
&وانعقدت جلسة اليوم بمقاطعة نواب ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي ونواب القائمة العربية بزعامة صالح المطلك حيث وصفوا مايحدث بالمحاصصة الطائفية وطالبوا بالتصويت على مرشحي الرئاسات الثلاث بسلة واحدة. كما غادر الجلسة زعيم ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء نوري المالكي ووزراء حكومته والمحافظين قاعة البرلمان بعد تقديم طلب من قبل نواب التحالف الكردستاني لانهم "لم يؤدوا اليمين الدستورية" حيث انهم يشغلون حاليا وظائف تنفيذية ولايجوز لهم دستوريا المشاركة في التصويت على انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه.
&
رئيس البرلمان العراقي الجديد
ورئيس البرلمان العراقي الجديد الدكتور سليم الجبوري هو نائب الامين العام للحزب الاسلامي العراقي الواجهة السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في العراق .. ومن مواليد قضاء المقدادية في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) في 12 آب (أغسطس) عام 1971 وفيها أكمل دراسته الأولية وحصل على شهادة الماجستير في القانون عن رسالته الموسومة "الشركة الفعلية ـ دراسة مقارنة" وعلى شهادة الدكتوراه عن أطروحته الموسومة &"(حماية معلومات شبكة الإنترنت، دراسة قانونية" .. وقد عمل تدريسياً في كلية الحقوق في جامعة النهرين وكلية القانون في جامعة ديالى. وهو عضو لجنة إعادة النظر بالدستور العراقي ورئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي. وهو معروف بهدوئه ودماثة اخلاقه وسعة صدره ما قد يؤهله لقيادة سفينة البرلمان المتلاطمة بشتى السياسات والتيارات. & &
&
توقعات بعدم اختيار رئيسي الحكومة والجمهورية في وقت قريب
وتسود شكوك في امكانية نجاح مجلس النواب العراقي في الانتهاء قريبا من انجاز الاستحقاقين الدستوريين المتبقين باختيار رئيسي الجمهورية والحكومة الجديدين في وقت قريب نظرا للخلافات التي تضرب بالمكونين الشيعي والكردي في الاتفاق على اسميهما. &
وهناك حاليا خلافات وسط التحالف الكردستاني حول مرشحه لرئاسة الجمهورية وان كان نائب الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح الاكثر حظوظا لتولي المنصب .. واخرى بين قوى التحالف الشيعي حول مرشحها لرئاسة الحكومة خاصة مع اصرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته المالكي على الفوز بولاية ثالثة ومعارضة المجلس الاعلى والتيار الصدري وقوى شيعية اخرى لذلك. &
&
وتعارض قوى شيعية ولاية المالكي الثالثة بسبب ما تصفه بالفشل الأمني والسياسي الذي ترافق مع حكمه للعراق خلال ألسنوات الثماني الماضية. لكن المالكي يلقي باللوم على بعض شركائه في العملية السياسية بالوقوف كعائق أمام تنفيذ برنامجه الحكومي خلال سنوات ترؤسه للحكومة.
&
وفي هذا الوقت تروج كتلة الاحرار الصدرية لرئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي لخلافة المالكي . وفي هذا الاطار يؤكد القيادي في التيار الصدري أمير الكناني ان التيار والمجلس الاعلى برئاسة عمار الحكيم يوشكان على طرح اسم الجلبي لتشكيل الحكومة الجديدة موضحا ان هذا الترشيح يحظى بموافقة حزب الفضيلة الاسلامية وحركة الاصلاح بزعامة رئيس التحالف الشيعي ابراهيم الجعفري. & &&
&
وعلى الرغم من ان الايام القليلة الماضية شهدت اجتماعات شبه يومية لقادة التحالف الشيعي المكلف بترشيح رئيس الحكومة الا انه ظل في نهاية كل اجتماع كان آخره الليلة الماضية يصدر بيانات عامة تتحدث عن الاوضاع الامنية والسياسية المتأزمة في البلاد من دون الاشارة مطلقا الى مناقشة موضوع مرشحه لتشكيل الحكومة المنتظرة. ويصطدم هذا الترشيح بإصرار المالكي على تقديم اسمه مرشحا لرئاسة الحكومة خاصة بعد ان اكد انه لن يتنازل "أبدا" عن هذا الترشح وسط معارضة قوى داخل التحالف الشيعي الذي قد يشهد تصدعا نتيجة ذلك ويهدد بخروج عدد من قوى التحالف عن الاجماع وترشيح بديل للمالكي.&
&
&
&
&
&
&