بيروت: لم يعد التوقع بالمستقبل حكرًا على المنجمين، بل تعداهم إلى أجهزة الاستخبارات، وفي طليعتهم الاستخبارات الاسرائيلية، التي تنبأت ما سيكون عليه الوضع في المنطقة في العام 2015.

بحسب تقرير نشرته صحيفة "الحياة"، وضعت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية حول توقعاتها للعام 2015 إيران وحزب الله في مقدم الأخطار التي تهدد إسرائيل ودول العالم الغربي بأسره.

تحسبًا من حزب الله

وادعى تقرير الاستخبارات الإسرائيلية أن حزب الله يستثمر الكثير من الأموال في السنوات الأخيرة لشراء معدات قتالية، يستخدمها وقت الحاجة من أجل تنفيذ عمليات بحرية وبرية في إسرائيل. وخطة حزب الله القتالية، وفق تقرير الاستخبارات، تجعل إسرائيل تقف أمام نظرية الحرب الجديدة التي تركز على نشر القوات العسكرية لخوض مواجهات طويلة.

وبحسب "الحياة"، يشكل تقرير الاستخبارات، الذي تسلمته هيئة أركان الجيش، المهمة الأولى والأهم لرئيس الأركان الجديد غادي إيزنكوط، والقيادتين العسكرية والسياسية والحكومة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات العامة التي ستجرى في السابع عشر من آذار (مارس) المقبل.

وهذا التقرير لا يطمئن الإسرائيليين، بل يبشرهم بشرق أوسط جديد لكن على عكس ما خططت له إسرائيل وحلفاؤها بحيث يشهد العام المقبل نمو الكثير من الحركات المتطرفة حول إسرائيل، وسفك الكثير من الدماء الإسلامية من جانب مسلمين مقارنة بالسنوات السابقة، الأمر الذي سيؤدي إلى تصاعد العنف داخل الحدود الإسرائيلية. ويقول التقرير: "في الشرق الأوسط لا وجود اليوم لدولة عظمى تقوم بدور صاحب البيت، ولا يوجد أي طرف يمكنه ترتيب التوازنات وخلق تعاون دولي يوفر نوعًا من الهدوء في المنطقة".
&
لبنانيًا

يؤكد تقرير الاستخبارات العسكرية أن حزب الله يزيد انتشار عناصره في بلدات الجنوب اللبناني واستعدادهم للحرب المقبلة مع إسرائيل. فالحزب، وفق التقرير، بات على أهبة الاستعداد بانتظار صدور الأمر الإيراني في اللحظة التي ستشعر فيها إيران بالتهديد.

وتقول الحياة: "يرفع التقرير وتيرة الترهيب التي باتت منهجًا إسرائيليًا للقيادتين العسكرية والسياسية فيدعي معدوه أن حزب الله يواصل التسلح، وبات يمتلك صواريخ الفرقان التي تحمل رأسًا متفجرًا ضخمًا.

وفي تقديرات الاستخبارات، فإن نظرية الحرب الجديدة التي ستقف أمامها إسرائيل تركز على نشر القوات العسكرية، ولا يوجد في الطرف الثاني أي هدف واضح، من شأنه التسبب باختلال توازن العدو. وحتى استمرار الحرب من ناحية العدو يعتبر أمرًا حاسمًا وسيحاول توليد مواجهات أطول".

وترى الاستخبارات الإسرائيلية أن السلطة اللبنانية تسيطر على الكانتونات الطائفية بشكل جزئي فقط. وفي الوقت الحالي يتعاون الحزب مع الجيش اللبناني على كبح جبهة النصرة.
&
سوريًا

تستند الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن الخبراء السوريين والإيرانيين أدركوا أن الجيش السوري عاجز عن الحسم، لذلك يحاولون التوصل إلى حل وسط بين الأسد ومعارضيه لتقسيم السلطة في سورية، "وهذا لا يمنع الروس من مواصلة العمل كل أسبوع، على إحضار سفينة إلى ميناء طرطوس محملة بالأسلحة لدعم الجيش السوري، بدءًا من رصاص الكلاشينكوف وصولًا إلى القذائف الثقيلة".

وقال التقرير إن سورية الكبرى لم تعد قائمة، والمصطلح المتعارف عليه اليوم هو سورية الصغرى أي 20 إلى30 بالمئة من مساحة سورية، أما بقية الأراضي فهي كانتونات مستقلة يحارب بعضها بعضًا.

ومكان إسرائيل في هضبة الجولان. ويتمثل ثمن المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل لمتمردي الجيش السوري الحر في انتشار جماعات سنّية معتدلة على طول الجزء الأكبر من هضبة الجولان، لكنها تدير وجهها نحو الأراضي السورية. هذه الجماعات تشكل حاجزًا يمنع دخول عناصر جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) إلى هضبة الجولان الإسرائيلية.

يقول التقرير: "إلى الشمال من القنيطرة، تقوم قرى درزية تشكل مركزًا للعمل المعادي لإسرائيل في هضبة الجولان، ويتم تحريك الوحدات الناشطة هناك من جانب حزب الله والجيش السوري، ويتولى المسؤولية عن أحدها نجل عماد مغنية الذي وقف على رأس جهاز العمليات الخارجية لحزب الله وقامت إسرائيل بتصفيته في العام 2008".

وقال التقرير إن ملف الكيماوي السوري يبقى مفتوحًا أيضًا في العام 2015، لأن المنظمة الأممية التي تعمل على تفكيك السلاح الكيماوي لم تغلقه بعد. ويسود الاحتمال الكبير بأن نظام الأسد يواصل إخفاء مواد كيماوية.
&
فلسطينيًا

يرى التقرير أن التدهور الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية أو بين إسرائيل وغزة خيار واقعي في العام 2015، لأن حماس نجحت في تحسين قدراتها بنسبة تتراوح بين 5 و10 بالمئة منذ وقف إطلاق النار. كما تقوم بترميم الأنفاق الهجومية في الشجاعية وخان يونس.

ويظهر تقرير الاستخبارات أوجه التشابه بين حماس و حزب الله، فيدعي أن الطرفين انتقلا من طرق الدفاع والاستنزاف بواسطة الصواريخ إلى طرق الهجوم والاحتكاك بواسطة تفعيل القوى في المناطق الإسرائيلية ويستعدان لضرب إسرائيل بواسطة السلاح الدقيق: صواريخ شاطئ – بحر، طائرات من دون طيار وقذائف متطورة.

كما ترى الاستخبارات الإسرائيلية أن الوضع الإيراني أكثر تعقيدًا، فأي اتفاق بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي سيكون سيئًا لإسرائيل، وسيسمح بإجراء تقويم مؤكد حول سلوك حزب الله على الحدود الشمالية مع إسرائيل.

في المقابل، إذا لم توقع إيران على اتفاق مع الغرب ولم تنجح في رفع العقوبات الدولية عنها، فمن شأنها تحطيم الآليات. ويمكن خيبة الأمل من روحاني واستمرار اليأس الاقتصادي أن يعيدا رجال حرس الثورة إلى السلطة في طهران. والحديث هنا عن إجراءات دراماتيكية قد تؤثر في شكل فوري في الحدود الشمالية، لكن أحدًا لا يستطيع التكهن بها اليوم.