تحادث رئيس الوزراء المغربي عبدالإله بن كيران مع نظيره الأردني عبدالله النسور في عمّان، السبت، مؤكدان على عمق العلاقات بين بلديهما.


نصر المجالي: بحث بن كيران مع النسور آخر تطورات والمستجدات في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدين الحرص على تعميق العلاقات المشتركة وتعزيزها في شتى الميادين، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

وجرى خلال اللقاء بحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال استخراج واستغلال وتسويق الفوسفات باعتبار الأردن والمغرب من اكبر المنتجين والمصدرين لهذه المادة الحيوية على المستوى العالمي، والتعاون في مجال الطاقة المتجددة لاسيما بأن المغرب متقدم في هذا المجال.

كما تم بحث العمل على تعزيز وتطوير التعاون الاقتصادي وزيادة حجم المبادلات التجارية بين البلدين في إطار الاتفاقيات التجارية التفضيلية الموقعة بين البلدين.

كما تم بحث زيادة التعاون في مجالات السياحة بين وصناعة الأدوية وتكنولوجيا المعلومات بين البلدين، وذلك لرفع مستوى التبادل التجاري الذي يبلغ حالياً حوالي 400 مليون دولار ويميل قليلاً لصالح المغرب.

ووجه النسور تحية احترام وتقدير إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، مشيراً إلى احترام العالم كله لرؤيته في عملية الإصلاح.

التقاط الساعة الصحيحة

وقال إن الملك عبدالله الثاني والملك محمد السادس التقطا الساعة الصحيحة والتوقيت الصحيح لإحداث الإصلاحات الصحيحة بالمقدار الصحيح وبالحكمة والحساب الدقيقة.

وأشار النسور إلى أن ذلك كان إلهاما من الله سبحانه وتعالى، ينال قطافها الآن الشعبان الأردني والمغربي الشقيقان، حيث التقطت القيادتان الحكيمتان في البلدين بذكاء تلك الفرصة التاريخية، فهذا درس كبير للدول بأنه لا يمكن إلا أن يستمر الإصلاح فالإصلاح عملية وليس قرارا له ابتداء وله انتهاء، الإصلاح عملية مستمرة ما دامت الحياة.

وأشار إلى أن ما فعله الأردن والمغرب في الدمقرطة والتوسع في الحريات العامة والتوسع في تفويض السلطة من قبل الملك عبدالله الثاني والملك محمد السادس، حيث أخذ شعبا البلدين المغزى بأن ما فعلنا جنب القطرين الشقيقين الويلات التي تستطيع دول أخرى تفاديها، وإن كنا نتوقع بأن تلك الدول لو سادها الحكمة لكان الحصاد مختلفاً والنتائج مختلفة أيضاً.

وبخصوص اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المغربية المنوي عقدها في الرباط، أوضح النسور أنها دليل على استمرار البلدين في وتيرة التعاون والتعامل، معرباً عن أمله أن يتمخض عنها مزيد من المشاريع المشتركة.

وأشار إلى أن هناك الكثير مما يجمعنا على أكثر من صعيد اقتصادي وعلمي وثقافي.

علاقات خاصة

بدوره، قال كيران إن الأردن والمغرب تجمعهما علاقات خاصة، أرسى دعائمها الملكان الراحلان الحسين بن طلال والحسن الثاني، وعززها الملكان عبدالله الثاني ومحمد السادس.

وأشار كيران إلى أننا أمام ظروف صعبة وتحديات أخرى، سنتجاوزها من تعزيز مسار الإصلاح الديمقراطي ومواجهة تحدي التنمية وتحدي المحافظة على وحدة الأمة العربية والإسلامية والرفع من شأنها بين الأمم.

وقال إن الملك محمد السادس وأخيه الملك عبدالله الثاني هما من أكثر القادة المؤهلين ليقوموا بهذه المهمة برفقة وتعاون ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية الأخرى.

وأشاد كيران بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي جلالة الملك عبدالله الثاني بحكمة واقتدار في الأردن.

استقبال رسمي

وأقام النسور مأدبة غداء على شرف رئيس الوزراء المغربي، حضرها رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة ورئيسا مجلسي الأعيان الدكتور عبدالرؤوف الروابدة والنواب عاطف الطراونة ورئيس المحكمة الدستورية طاهر حكمت ورئيس المجلس القضائي هشام التل ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الدكتور أحمد الزيادات ووزير الدولة الدكتور سلامة النعيمات.

وكانت جرت لرئيس وزراء المملكة المغربية لدى وصوله إلى دار رئاسة الوزراء، مراسم استقبال رسمية، حيث كان الرئيس النسور في مقدمة مستقبلي كيران، كما كان في الاستقبال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة (رئيس بعثة الشرف) الدكتور محمد المومني، وأمين عمان عقل بلتاجي، ومحافظ العاصمة خالد أبو زيد.

وعزفت الموسيقى السلامين الملكيين الأردني والمغربي، فيما استعرض كيران حرس الشرف الذي اصطف لتحتيه.

ويرافق الضيف، في زيارته إلى الأردن التي تستمر ثلاثة أيام، مستشاره عبدالرحمن الشيخي، ومدير التشريفات في رئاسة الحكومة المغربية عمر ايت، والسفير المغربي لدى عمان لحسن عبدالخالق.