التقى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المرشد الإيراني علي خامنئي، ثم غادر طهران مختتمًا زيارة وصفت بالبناءة، وتميزت بست اتفاقيات تعاون.

الكويت: غادر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والوفد الرسمي المرافق له ظهر الاثنين مطار ميهراباد الدولي، مختتمًا زيارته الرسمية الأولى لإيران، التي استغرقت يومين. وكان في وداعه على أرض المطار محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيرانية، وسفير الكويت لدى إيران مجدي أحمد الظفيري، وأعضاء السفارة.

زيارة الخامنئي

وقبل مغادرته طهران، زار أمير الكويت المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية علي خامنئي، والتقاه بحضور الرئيس الإيراني حسن روحاني، وذلك في العاصمة طهران. وتم خلال اللقاء تبادل الاحاديث الودية والعمل على تعزيز مسيرة التعاون بينهما في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة.

وقد صدر عن الجانبين الكويتي والإيراني بيان مشترك الاثنين، جاء فيه: "في اطار تعزيز وتوثيق وتطوير العلاقات الاخوية بين البلدين الصديقين، واستمرار العلاقات في شتى المجالات بهدف الوصول إلى الطموحات السامية ومصالح البلدين العليا، وتلبية لدعوة رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية الدكتور حسن روحاني، قام الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح، امير دولة الكويت، بزيارة رسمية إلى ايران".

بيان مشترك

أضاف البيان المشترك: "خلال هذه الزيارة الرسمية، التقى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح المرشد الاعلى للثورة الاسلامية آية الله خامنئي، ورئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث تم اجراء محادثات بناءة بشأن العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وسبل تطوير التعاون في مختلف المجالات، وكذلك القضايا الهامة على الصعيد الاقليمي والاسلامي والدولي".

وبحسب البيان، خلال المحادثات التي تمت في اجواء بناءة وسادتها المودة والاخوة الاسلامية والصراحة والصداقة والشفافية، قام الرئيس الايراني والامير الكويتي بطرح القضايا ذات الاهتمام المشترك، خصوصًا العلاقات الثنائية وشؤون المنطقة والتطورات والتحديات الدولية في العالم الاسلامي واتفقا على الامور الآتية:

أولًا، اعرب الطرفان عن ارتياحهما إزاء مسيرة العلاقات والتعاون المتنامي بين البلدين واعتبرا النتائج الايجابية للزيارة الرسمية لأمير دولة الكويت بأنها تشكل منعطفًا هامًا في العلاقات بين البلدين.

ثانيًا، في ضوء العلاقات التاريخية والثقافية العريقة بين البلدين الصديقين والجارين والمكانة الهامة لكلا البلدين، وفي ضوء الطاقات والامكانيات الكبيرة والهائلة التي يحظى بها البلدان، اكد زعيما البلدين ضرورة استمرار مساعي البلدين من أجل المزيد من النهوض بالتعاون والاستغلال المناسب للطاقات المتاحة.

ترحيب متبادل

ثالثًا، رحب الجانبان بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، وأكدا ضرورة تنفيذ كافة الاتفاقيات بين البلدين.

رابعًا، بحث الجانبان تطورات الاوضاع الاقليمية والدولية، وأكدا ضرورة استمرار المشاورات الثنائية ومتعددة الاطراف من أجل مواجهة التحديات وتسوية مشاكل المنطقة، وإزالة المخاوف على طريق إقرار الأمن والاستقرار في المنطقة.

خامسًا، أشار الجانبان إلى خطر تنامي التطرف والعنف والنزاعات الطائفية في المنطقة، واكدا تعزيز نهج الاعتدال والعقلانية في المنطقة، ودعوا إلى الالتزام العالمي بقرارات الامم المتحدة المتصلة بإقامة عالم خال من العنف والتطرف.

سادسًا، اطلع الجانب الايراني الجانب الكويتي على تطورات المفاوضات الجارية بين ايران ومجموعة (5+1) بشأن الملف النووي الايراني، مؤكدًا حرص إيران على استمرار المفاوضات للوصول إلى اتفاق نهائي، وأعرب الجانب الكويتي عن ارتياحه لسير المفاوضات.

وختم البيان بالإشارة إلى توجيه امير الكويت لروحاني دعوة للقيام بزيارة رسمية للكويت، سيتم تحديد موعدها لاحقًا عبر القنوات الدبلوماسية.

زيارة بناءة

وأكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح أن نتائج الزيارة الأميرية إلى ايران بناءة، وستعود بالنفع على البلدين والمنطقة. واضاف: "لايران تواجد في المنطقة، ويهمنا أن تكون هناك علاقات طبيعية بين ايران ودول المنطقة".

وأكد حرص الكويت على التواصل مع طهران للوصول إلى تفاهم حول القضايا التي تهم الاقليم والمنطقة، موضحًا أن مباحثات الامير في ايران تناولت العلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والنفط والغاز والتعاون الجمركي والنقل الجوي والبيئة والرياضة والسياحة، "فالاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم توقيعها بين حكومتي الكويت وايران يبلغ عددها ست اتفاقيات، تتعلق بالشؤون الجمركية وتنظيم الخدمات الجوية والشباب والرياضة والسياحة وحماية البيئة والتنمية المستدامة اضافة إلى محضر تبادل وثائق التصديق على اتفاقية التعاون في المجال الامني والتي دخلت حيز التنفيذ".

خامنئي يحذّر من دعم الجهاديين في سوريا

وأكد& خامنئي ان دول المنطقة ستدفع "ثمنًا باهظًا"&لدعمها الجهاديين الذين يقاتلون النظام السوري.

وايران هي الحليف الاساسي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد في حربه ضد مقاتلي المعارضة والجهاديين المتشددين والمدعومين من قبل عدة دول عربية وغربية.

وقال خامنئي خلال لقائه امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في طهران "للأسف ان بعض دول المنطقة لم تلتفت الی الخطر الذي قد تشكله تلك التیارات التكفیریة علیها في المستقبل وما زالت تقدم الدعم لها".

واضاف خامئني ان "بعض دول المنطقة تمد المجموعات التكفیریة بانواع المساعدات وتدعم بذلك المذابح والجرائم التی ترتكب في سوریا"، موضحا انه "ما من شك ان خطر هذه المجموعات سیطال الدول الداعمة لها فی المستقبل المنظور (...) وستضطر تلك الدول للقضاء عليها بثمن باهظ".

وتنفي ايران ارسال قوات للمشاركة في القتال في سوريا كما تتهمها المعارضة السورية، ولكنها تعترف بإرسال مستشارين عسكريين. &وتؤكد تقديم الدعم الانساني والمالي لنظام بشار الاسد. وتتحدث وسائل اعلام ايرانية احيانا عن قتلى ايرانيين تطوعوا للقتال في سوريا.
&