&تصاعدت التوترات في اليمن على خلفية ازمة الكهرباء التي دفعت الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى إجراء تعديلات وزارية،&كما شن الجيش هجومًا على مجاميع قبلية أسفر عن قتيلين.

صنعاء: شن الطيران اليمني غارة الاربعاء ضد مسلحين قبليين نفذوا هجمات تخريبية اسفرت عن انقطاع الكهرباء في سائر انحاء اليمن، ما اسفر عن قتلى وجرحى بحسب مصادر قبلية، فيما تصاعد التوتر في صنعاء في ظل تزامن ازمة الكهرباء مع ازمة وقود حادة.

وفي الاثناء، اعلن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تعديلاً وزاريًا شمل خمس حقائب منها الكهرباء والنفط، على خلفية تصاعد النقمة الشعبية ضد الحكومة، الا أنه ابقى على التوازن السياسي القائم في الحكم بين الحزب الحاكم السابق المؤتمر الشعبي العام ومعارضيه السابقين.

وقالت المصادر القبلية إن الغارة استهدفت "تجمعًا لمجاميع قبلية" بالقرب من مأرب في وسط البلاد.

من جهته، قال متحدث عسكري إن الجيش اليمني نجح في اعادة فتح الطريق المؤدية الى العاصمة والسماح للفرق الفنية بالوصول الى خطوط الكهرباء المتضررة للقيام بالاصلاحات.

وافاد المتحدث أن شخصين قتلا وأصيب ستة آخرون في الغارة.

وبحسب مسؤولين يمنيين، فإن المجاميع القبلية هذه لم تقم فقط بالاعتداء عدة مرات على شبكة الكهرباء، بل هي تقطع منذ يومين الطريق بين مأرب وصنعاء، ما يعرقل كل محاولات تصليح الشبكة.

وذكر مصدر قبلي أن المسلحين يحتجون على محافظ مأرب الذي يقولون إنه يحتجز اموالاً من الدولة مخصصة لهم.

وكانت وزارة الكهرباء اليمنية اعلنت الثلاثاء انقطاع التيار بشكل تام على كامل الاراضي اليمنية &بعد هجوم على خطوط لنقل الطاقة.

وذكرت الوزارة أن "المنظومة الوطنية للطاقة الكهربائية خرجت بكاملها عن الخدمة، بما فيها محطة مأرب الغازية (في وسط البلاد) بعد تعرض خطوط نقل الطاقة الكهربائية (بين) مأرب (و) صنعاء لإعتداء تخريبي صباح اليوم في منطقة جهم بمحافظة مأرب".

وغالبًا ما تتعرض المنشآت الكهربائية والنفطية في مأرب لعمليات تخريب تنسب بغالبيتها للقبائل.

وانقطاع الكهرباء تسبب بتوترات كبيرة في اليمن، خصوصًا في صنعاء وعدن كبرى مدن الجنوب، حيث قام محتجون بعضهم مسلحون بقطع الطرقات.

ويواجه اليمنيون خصوصًا في الجنوب والغرب، درجات حرارة مرتفعة جدًا في هذا الوقت من السنة.

وتتزامن ازمة الكهرباء مع ازمة محروقات حادة.

وتصطف السيارات في طوابير طويلة منذ اربعة ايام في صنعاء امام محطات الوقود، الا أن المحروقات غير متوفرة.

واطلق بعض المحتجين النار في الهواء، فيما كانت آلاف السيارات مصطفة على جوانب الطرقات بسبب انقطاع المحروقات.

وتعطلت حركة السير في العاصمة اليمنية بسبب قطع الشوارع الرئيسية وحرق الإطارات في الطرقات احتجاجاً على انقطاع المحروقات والكهرباء.

وقطع المحتجون شارع الستين أمام منزل الرئيس عبده ربه منصور هادي، وطالبوا بإقالة الحكومة ملوحين بالمطالبة برحيل الرئيس نفسه اذا لم تحل الازمة.

واطلقت قوات الأمن الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين في شوارع صنعاء، لكن الاحتجاجات مستمرة في غالبية انحاء العاصمة.

وشن المحتجون هجومًا لاذعًا على حكومة الوفاق.

وقال أحد المحتجين وهو سائق سيارة اجرة لوكالة فرانس برس: "حكومة (محمد) باسندوة مهتمة بنفسها ولا ترى المواطن البسيط".

وذكر أنه ينتظر من يومين في طابور للحصول على الوقود.

وقال: "هذه ليست عيشة، أولادي يموتون من الجوع".

وبدا المشهد موحدًا في جميع انحاء اليمن: محطات وقود مغلقة، أو امامها طوابير طويلة لسيارات تنتظر وصول ناقلات النفط.

وطالب المحتجون، ومن بينهم عدد كبير من "شباب الثورة" الذين قادوا الاحتجاجات ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح في 2011، باصدار قرارات عاجلة من قبل رئيس الجمهورية لتهدئة الشارع.

من جانبه، اكد وكيل وزارة النفط شوقي المخلافي أن أزمة المشتقات النفطية "ازمة مركبة بين المخربين وبين الحكومة وبين قطاع الطرق".

وأضاف المخلافي أن وزارة الكهرباء لا تدفع المستحقات لوزارة النفط، فيما "اليمن خسر جراء تفجير أنبوب النفط من قبل الجماعات المسلحة في مأرب حوالي ثلاثمائة مليون دولار، وهناك مئتا قاطرة غاز وثمانون قاطرة بنزين محتجزة من قبل عناصر مسلحة في طريق مأرب صنعاء".

واعتبر أنه "لا بد أن يتحمل الرئيس هادي ورئيس الحكومة مسؤوليتهما تجاه هذا الشعب، ولا بد من كشف من يقف وراء هذه الأزمة".

وتسري شائعات في اليمن، وهو من افقر دول العالم، عن توجه لرفع سعر البنزين من 12 دولاراً الى 17 دولاراً لكل عشرين ليتر.

وقد تسبب انقطاع المشتقات النفطية بتوقف حركة النقل العام، حيث يسير طلاب الثانوية العامة إلى مراكز الامتحانات.

وبالنسبة لهؤلاء التلامذة، فإن ازمتهم مضاعفة: من جهة لا يستطيعون المذاكرة بسبب الحر وانقطاع الكهرباء، ومن جهة أخرى، لا يستطيعون الوصول الى المدارس ومراكز الامتحانات.

وفي محاولة على ما يبدو لمواجهة هذا الوضع، اعلن الرئيس اليمني عن تعديل وزاري شمل خمس حقائب، لكنه حافظ على التوازن السياسي بين الحزب الحاكم سابقًا في عهد علي عبد الله صالح المؤتمر الشعبي العام وتحالف احزاب كانت تعارض صالح ومقربة من هادي.

وعين ممثل اليمن الدائم في الامم المتحدة جمال عبد الله سلال وزيرًا للخارجية بدلاً من ابو بكر القربي الذي عين بمرسوم رئاسي عضوًا بمجلس الشورى.

وعين خالد محفوظ بحاح وزير النفط السابق ممثلاً لليمن في الامم المتحدة.

كما عين عبد الله محسن الاكوع نائباً لرئيس الوزراء ووزير الكهرباء ونصر طه مصطفى وزيرًا للاعلام.

وعين عبد القادر شائع وزيرًا للنفط والمناجم ومحمد منصور وزيراً للمالية.

واضيف الى وزير الاتصالات احمد عبيد بن داغر منصب نائب رئيس الوزراء، بحسب مرسوم رئاسي نقلته وكالة الانباء اليمنية الرسمية.

&