بالترافق مع تواصل العمليات المسلحة لتنظيم داعش في مناطق عراقية عدة، بدأ المجلسان العسكري والعشائري العراقيان المناوئان للحكومة العراقية باتخاذ اجراءات لإدارة مناطق تمت السيطرة عليها، وتم الاعلان اليوم عن تعيين محافظين جديدين في نينوى وصلاح الدين، هما من ضباط الجيش السابق .. فيما عبرت واشنطن عن قلقها من تسليم الجيش العراقي مدنًا لداعش من دون مقاومة.

اعلن مجلس ثوار العشائر عن تعيين اللواء أزهر العبيدي، محافظاً لنينوى (375 كم شمال غرب بغداد) واللواء احمد عبد الرشيد &محافظًا لصلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد).
&
وابلغ مصدر عراقي (إيلاف) أن اللواء ازهر العبيدي، هو من مواليد مدينة الموصل عاصمة المحافظة عام 1946 وخريج كلية الأركان وكان قائد فرقة للمشاة في الجيش السابق، وله عدة مؤلفات تاريخية وعسكرية منها: الموصل ايام زمان وإمارة العبيد واسماء والقاب موصلية وموسوعة الموصل التراثية.&
&
وأشار المرصد إلى أن تعيين العبيدي تم اثر اجتماع مشترك عقد في الموصل شارك فيه ممثلون عن المجلسين العسكري والعشائري.
&
&ومن جهتهم، اختار رجال عشائر خلال اجتماع عقد في مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) احمد عبد رشيد، محافظاً وهو كان محافظاً في زمن الرئيس السابق صدام حسين.
&
وقال مصدر مطلع إن "اجتماع العشائر الذي عقد مساء امس بقاعة للمناسبات في حي الجمعية وسط مدينة تكريت، بحضور عناصر من تنظيم داعش اختار احمد عبد رشيد محافظاً لصلاح الدين .. كما بحث الاجتماع العشائري تشكيل لجان شعبية لحماية المؤسسات الحكومية. فيما رفع عناصر من تنظيم "داعش" راية التنظيم فوق بناية قائم مقامية قضاء الدور شرق &تكريت مسقط رأس نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري، لتأكيد سيطرة التنظيم على القضاء بشكل كامل.&
&
وقد طمأن مجلس ثوار العشائر العراقيين بالحفاظ على سلامتهم، وتأمين الخدمات لهم، والحفاظ على الادارات والمؤسسات ودور العبادة والمؤسسات الثقافية والاعلامية والجامعات والمدارس.&
&
وقال المجلس في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم إن "جهاد ثوار عشائر العراق يتواصل على نحو متسارع لتأجيج ثورة الشعب العراقي العارمة، فبعد تحرير الموصل ونينوى الباسلة تحررت مدينة تكريت وبيجي والشرقاط والدور والضلوعية وسليمان بيك وقوى الثورة تواصل جهادها الملحمي لتحرير ما تبقى من مدن العراق الصابرة، ولقد كانت لمعارك تحرير العراق آثارها الإيجابية البالغة في صمود ثوار الفلوجة والرمادي وإتساع نطاق ثورتهم المتعاظمة الممتدة شرقاً وشمالأً ... ولقد ابتهج العراقيون الأباة جميعهم بإنتصارات الثوار الساحقة وسادَ الفرح والهدوء في أرجاء الموصل ونينوى وصلاح الدين والحويجة والرياض والزاب وغيرها في كركوك" .
&
واشنطن قلقة لإنسحاب الجيش العراقي من مدن وتركها دون مقاومة&
&
وأكدت الولايات المتحدة الأميركية قلقها من انسحاب الجيش العراقي من بعض المدن وتركها دون مقاومة لعناصر تنظيم "داعش".
&
وقالت جين بساكي الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي إن "الأحداث التي تشهدها العراق في الأيام الأخيرة، تنذر بالخطر... ومن الواضح أن هناك انكسارًا هيكليًا، ونحن نشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب ما قامت به بعض قوات الأمن وردود أفعالها لكن التزامنا تجاه العراق طويل الأجل". &
&
ولفتت إلى أن التطورات الأخيرة في العراق أظهرت مدى ضرورة إجراء المزيد بشأن تعزيز قدرات قوات الأمن العراقية في مواجهتها لـ"داعش"،.. مؤكدة "أن&كافة الخيارات مطروحة على الطاولة بالنسبة للولايات المتحدة، باستثناء إرسال قوات عسكرية". مشيرة إلى أن العراق سيكون بحاجة إلى دعم عسكري إضافي في وقت قصير.
&
وامتنعت المسؤولة الأميركية عن تأكيد الأنباء التي تقول إن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، طلب طائرات بدون طيارين أميركية لمواجهة "داعش" وقالت في هذا الشأن "لا أؤكد مثل هذه الأنباء". وفي رد منها على سؤال حول مدى الجهود التي بذلها المالكي لتشكيل وحدة وطنية، قالت "كان بإمكانه إجراء المزيد".
&
ومن جهة اخرى، أعلنت بساكي عن تقديم 12.8 مليون دولار اضافية إلى المنظمات الدولية المعنية بسد احتياجات النازحين العراقيين جراء اعمال العنف في العراق.
&
وقالت إن المساعدات الاضافية تشمل توفير مواد اغاثة فورية من أغذية وخيام وأدوية لسد احتياجات النازحين العراقيين الذين يتزايد عددهم سريعًا. وأشارت الى "أن قيمة المساعدات الأميركية للعراق بلغت بهذه الزيادة أكثر من 136 مليون دولار للسنة المالية 2014".
&
وأوضحت أن من ضمن هذه المساعدات 6.6 ملايين دولار ستذهب إلى المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين لتغطية الاحتياجات الانسانية الضرورية و6.2 ملايين دولار لمنظمات دولية أخرى لتقديم الغذاء والماء الصحي ومواد الإغاثة الأساسية والرعاية الطبية العاجلة للمتضررين.
&
وأعربت بساكي عن قلق الولايات المتحدة من أن تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل اكبر نتيجة للوضع الأمني الراهن. وأضافت أن تقديرات المنظمة الدولية للهجرة تشير إلى أن عدد النازحين من جراء أعمال العنف التي وقعت في الموصل والمناطق المحيطة بمحافظة نينوى خلال الأيام الأخيرة وصل إلى نحو نصف مليون شخص، بالإضافة الى أكثر من 400 ألف نازح آخر من جراء القتال في محافظة الأنبار.
&
واكدت المتحدثة الاميركية أن سفارة الولايات المتحدة في العراق وجميع قنصلياتها&ما زالت مفتوحة وتواصل عملها بشكل طبيعي. مشيرة الى أن التحذير الذي اطلقته الخارجية الاميركية في وقت سابق كان يخص المواطنين المدنيين، ولا يخص موظفي السفارة.