أثارت تغريدة لصحافي أميركي وصف فيها زملاءَه العراقيين بأنهم "أرخص من العاهرات"، غضبهم، وطالبوه بتقديم اعتذار رسمي لكن العديد منهم اعترف بتهافت الكثيرين على المكافآت والهبات التي تقدم لهم عن تغطياتهم لبعض المناسبات خاصة الحكومية منها.


عبد الجبار العتابي من بغداد: أعرب& صحافيون عراقيون عن استيائهم الشديد لما ذكره صحافي اميركي عن بعضهم، حين اشار اليهم بالقول (إن سعر الصحافي العراقي أرخص من عاهرة)، فيما وجد العديد من الصحافيين الحادثة فرصة للحديث عن حقيقة ما يجري من تقديم مكافآت وهبات للصحافيين العراقيين الذين يتسابق البعض منهم للحصول عليها، مؤكدين انها ظاهرة غير خافية على أحد وتفاقمت بشكل كبير خلال السنوات الاخيرة.

واشار بعض الصحافيين إلى أن غالبية العاملين في المؤسسات الإعلامية يغطون المهرجانات والفعاليات والمؤتمرات وهمهم الأول حصول على اكرامية من قبل الجهة الراعية.

بيان استنكار

أصدر صحافيون بياناً ردوا فيه& على ما اسموه (ملابسات الاساءة التي وجهها مراسل صحيفة نيويورك تايمز للصحافة العراقية) حمل عنوان (لسنا عاهرات) قالوا فيه:

"تعبر الاسرة الصحفية العراقية عن استيائها الشديد للاساءة التي وجهها مراسل صحيفة نيويورك تايمز الاميركية لآلاف الصحافيين والاعلاميين العراقيين الذين يتحدون المخاطر والمضايقات لنقل الحقيقة.

واذ تشكر الاسرة الصحفية السيد رود نورلاند لتسليطه الضوء على ظاهرة حصول بعض الصحافيين على مكافآت مالية نظير تغطيتهم فعاليات حكومية، فإنها تطالبه بتقديم اعتذار علني ورسمي لجهة التعميم التي وقع فيها، واستخدامه اوصافًا مبتذلة لا تليق بالمجتمع الاعلامي، وبخلافه، سنطالب الجهات الرسمية والزملاء الصحافيين والمترجمين العاملين مع صحيفة نيويورك تايمز بمقاطعتها بشكل طوعي تعبيرًا عن الرفض للتجاوزات التي تطال الصحافيين المهنيين.

وتطالب الاسرة الصحافية المؤسسات الصحافية والمسؤولين الرسميين بالكف عن محاولة اغراء ضعاف النفوس من الصحافيين بالمال لضمان تغطية فعالياتهم، لاسيما التي لا تحمل جديداً على مستوى التغطية الخبرية.

وتحذر الاسرة الصحافيين والجهات الرسمية من أنها ستقوم برصد جميع الحالات التي تندرج في هذا الاطار، ونشرها عبر وسائل الاعلام لتعرية جانب من جوانب الفساد الذي يعاني منه الواقع الصحافي في العراق.

انها دعوة للمؤسسات الصحافية العراقية لإعادة النظر في الاجور المتواضعة التي يحصل عليها الصحافيون العراقيون الذين يعملون في اشد البيئات خطرًا بحسب مؤسسات دولية، وترى الاسرة الصحافية أن هذه المناسبة هي فرصة لتصحيح الاوضاع الانسانية والمالية للعاملين في الوسط الصحافي العراقي".
&
السبب... قاسم عطا

وكان الصحافي الأميركي (رود نورلاند) قد قال (إن سعر الصحافي العراقي أرخص من عاهرة) بعد أن شهد توزيع مساعدين للفريق قاسم عطا الناطق باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي مكافآت على صحافيين غطوا مؤتمرًا صحافيًا له والمكافآت كانت عبارة عن 75 ألف دينار عراقي (حوالي 20 دولارًا).

الصحافي الاميركي في صحيفة نيويورك تايمز، نشر على تويتر، صورة للورقة النقدية العراقية، فئة 25 ألف دينار وعلق قائلاً: "سعر الصحافي العراقي أرخص من عاهرة... بناء على المبلغ الذي يدفع في المؤتمرات الصحفية".

حملة لمقاطعة الصحافيين الاجانب

الى ذلك، طالب الصحافي عمر الشاهر باطلاق حملة لمقاطعة الصحافيين الأجانب الذين لا يتحدثون اللغة العربية لكنه وجّه عتبه الى بعض الصحافيين وقال: "العتب أولاً على عدد كبير من الصحافيين العراقيين الذين أعلم جيداً أنهم يتقاتلون على "مكافآت" المؤتمرات والنشاطات الصحافية، والعتب ثانيًا على المؤسسات الصحافية التي لا تحترم العاملين فيها، ولا تدفع لهم ما يحفظ كرامتهم، والعتب ثالثًا على مكتب الفريق قاسم عطا، الذي كان في مقدمة المكاتب التي ابتدعت هذه الرشوة و"طمعت" ضعاف النفوس في مكافآت لا يستحقونها، لأنهم ببساطة يؤدون عملهم".

وأضاف: "أظن أن تجربتنا مع العديد من الصحافيين الذين يكتبون في صحف غربية، مخزية، فهؤلاء ظلوا يعاملون العراق بوصفه بورصة، ترتفع وتنخفض المبيعات بحسب مستوى التوتر فيه، وتناسى هؤلاء أنهم لا شيء بلا الصحافيين العراقيين، فكل من بزغ نجمه منهم، كان خلفه صحافيون عراقيون يترجمون ويجمعون ويتواصلون ويرتبون".

وتساءل الشاهر قائلاً: ماذا لو أطلقنا حملة لمقاطعة الصحافيين الأجانب الذين لا يتحدثون اللغة العربية؟ لا ندعوهم لمؤتمراتنا؟ نرفض منحهم سمة الدخول الى بلدنا؟ نرفض توفير المعلومات لهم عن تطورات أحوالنا؟ ماذا سيحدث؟ سيحدث نقص في المعلومات المتاحة للغرب عن العراق؟ وليكن... طز، عنهم ما عرفوا شيئا".

تصرف عاهر !

الى ذلك، اعرب زياد العجيلي، رئيس مرصد الحريات الصحافية، عن استنكاره لتغريدة الصحافي الاميركي وقال: "اغبياء الصحافة الغربية المتواجدون في العراق حالياً لا يعرفون ليل بغداد ولا يفقهون بالتغطيات الاخبارية الا حديثهم عن معركة "داعش" وتصريحات رجال السياسة الاغبياء امثالهم، كم من مراسل صحافي أجنبي خرج لمطعم وسط بغداد أو لبار أو لنادٍ ليلي خلال هذه الاحداث؟ بالتأكيد لا احد، لان حراسه الذين يتقاضون عشرات آلاف من الدولارات يضعونه بصندوق محصن ويحجبون عنه الرؤية لدواعٍ امنية، الصحافي العراقي اكثر شجاعة من اغبياء الصحافة الاجنبية الذي يقضون اسبوعاً أو اسبوعين في بغداد وبعدها يتحولون لخبراء بالملف العراقي، الحكم على صحافي مرتشٍ في اميركا لايعني أن كل الصحافيين هناك مرتشون يا رود، ولاتتصرف كعاهر باتهامك لنا، لاننا مازلنا نناضل من اجل نيل الديمقراطية وحرية التعبيير ونكافح من اجل صحافة حرة (لا نعمم فيها اتهاماتنا ضد احد او مجموعة من خلال موقف لا يحدث الا كل سنة مرة واحدة).

وخاطب العجيلي الصحافي الاميركي نورلاند قائلا: "على العموم انك يا سيد، كشفت عن وجهك الحقيقي بمعرفتك سعر العاهرات في العراق لاننا كصحافيين منشغلون بالتغطيات الاخبارية وانت تبحث (عن اسعارهن)".