اتهمت ماريزا بروني تيديسكي، حماة نيكولا ساركوزي، في مقابلة مع صحيفة ايطالية الاربعاء، خصوم الرئيس الفرنسي السابق بالقيام بحملة لمنعه من العودة الى قيادة اليمين الفرنسي.


قالت والدة كارلا بروني في المقابلة مع صحيفة لا ستامبا الايطالية إن "الفضيحة الحقيقية في هذه المسرحية هي الطريقة والتوقيت الذي تم اختياره لتوجيه هذه الاتهامات الى نيكولا".
&
واضافت أن "هذا التحقيق خرج بشكل غريب الآن (...) انها اللحظة المثلى التي تعبر عن رغبة في الانتقام لكننا نحن جميعاً مستعدون لفعل ما بوسعنا لاثبات التزامه الاخلاقي. نحن اكثر المقربين منه نشعر بالصدمة".
&
وتابعت "انها اللحظة المناسبة لقطع الطريق عليه الى الابد. كان من الواضح أن عمله السياسي لن يتوقف (...) ومبادرة القضاء تأتي بالتحديد في اللحظة التي نوجد فيها الشروط لعودته الى رأس الاتحاد من اجل حركة شعبية".
&
ووجهت التهمة رسميًا ليل الثلاثاء الاربعاء الى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالفساد واستغلال النفوذ في اجراء ملفت في وقت كان الجميع يترقب عودته الى العمل السياسي.
&
وبعد توقيفه احترازياً على ذمة التحقيق لحوالى 15 ساعة في مكاتب دائرة مكافحة الفساد، في سابقة بالنسبة لرئيس سابق في فرنسا، نقل الى دائرة القضايا المالية من محكمة باريس للمثول امام القضاة.
&
ووجه القضاة اليه التهمة باخفاء انتهاك اسرار مهنية والفساد واستغلال النفوذ بشكل فاعل، على ما اوضحت النيابة العامة في بيان تلقته وكالة فرانس برس، من دون أن يخضع لنظام المراقبة القضائية.
&
ويبقى ساركوزي على ثقة بالرغم من هزيمته امام فرنسوا هولاند عام 2012 في قدرته على العودة الى مقدم الساحة السياسية في دور "المنقذ" لبلاده.
&
غير أن طموحاته الرئاسية لانتخابات 2017 تصطدم بالمتاعب التي يواجهها مع القضاء الفرنسي حيث يرد اسمه في ستة ملفات بعضها على ارتباط بتمويل حملته لانتخابات 2012.
&
ولا يحظى ساركوزي بالاجماع بل يثير انقسامًا في الرأي العام، اذ يؤيده العديد من الناخبين اليمينيين تأييداً مطلقًا، في حين يعارض 62% من الفرنسيين عودته الى السياسة، كما يواجه طموحات كثيرة في صفوف حزبه "الاتحاد من اجل حركة شعبية" الغارق في الازمة منذ هزيمته الانتخابية.
&
واكد ساركوزي للصحافيين في مطلع 2012 "لن تردكم اخباري بعد اليوم"، حين كان هذا الاحتمال واردًا في ذهنه اثر هزيمته الانتخابية.
&
وانتقل من السياسة الى القاء محاضرات دولية متنقلاً بين لندن وعمان ونيويورك شأنه في ذلك شأن العديد من كبار القادة السابقين، غير أن ابتعاده عن السياسة الفرنسية لم يدم طويلاً.
&
واذ ظل ساركوزي مقلاً في تصريحاته العلنية، الا أنه أخذ يظهر بانتظام على الفرنسيين من خلال ما يطلق عليه المقربون منه عبارة "البطاقات البريدية" فيشارك مثلاً في تجمع لدعم مرشحة يمينية للانتخابات البلدية في اذار/مارس 2014، أو ينشر مقالاً في الصحافة قبل الانتخابات الاوروبية، أو يبوح بشكل مدروس باحكام ببعض الاسرار لوسائل اعلام مختارة...
&
كما يظهر بانتظام في ظل زوجته المغنية كارلا بروني فيرافقها بانتظام في جولاتها في فرنسا والخارج.
&
وتؤكد مصادر عديدة في التجمع من اجل حركة شعبية أن عودته الى مقدم الساحة السياسية مقررة "في النصف الاول من ايلول/سبتمبر"، حيث سيعلن ترشحه لرئاسة الحزب، المنصب الذي شغر مع استقالة جان فرنسوا كوبيه، وذلك كمرحلة اولى تطلق بالنسبة له المسار الى الانتخابات الرئاسية عام 2017.
&
غير أن طموحاته تصطدم بطموحات شخصيات أخرى من صفوف الحزب اليميني، ولا سيما رئيسي الوزراء السابقين فرنسوا فيون وآلان جوبيه، كما أن نسبة تأييد الناخبين اليمينيين لترشيحه تراجعت خلال عام من 66% الى 50%.
&
غير ان ساركوزي لم يشكك يومًا في قدرته على مواجهة خصومه وأي ظروف صعبة تعترض طريقه.
&
فهذا المحامي الذي لم يتخرج من احد المعاهد الفرنسية المرموقة تخطى حتى الآن الكثير من العقبات، من فورات غضب ناتجة عن اطباعه النزقة وخيانات وفترات عجاف.
&
انطلق ملتزمًا بالعقيدة الديغولية في التاسعة عشرة. انتخب رئيساً لبلدية نويي-سور-سين، الضاحية الثرية لباريس ثم نائبًا في سن الـ34، عين وزيرًا في الـ38 وفاز بالرئاسة عام 2007 في الـ52 من العمر.
&
قال عنه الرئيس السابق جاك شيراك الذي كان ملهمه الاول إنه طموح "لا يشك في أي شيء وخصوصاً في نفسه".
&
وساركوزي لا يتحدر من كبرى العائلات البورجوازية الفرنسية كالعديد من زملائه في السياسة، بل هو ابن مهاجر مجري ربته والدته وجده الذي كان يونانيًا من سالونيكا. ويقول عن نفسه "انني مختلط الاصول ... آتٍ من مكان آخر".
&
خرجت حياته الخاصة كثيرًا الى العلن ووجهت انتقادات شديدة الى علاقاته بأوساط المال والنفوذ، كما تناقلت وسائل الاعلام اخبار حياته العاطفية التي حرص في بعض الاحيان على اخراجها باتقان.
وكان اول رئيس فرنسي طلق زوجته وكان والدًا لطفلين. وتزوج من جديد وانجب طفلاً من زوجته الثانية اثناء ولايته.
&
وهو ثاني رئيس يواجه متاعب مع العدالة بعد سلفه جاك شيراك الذي مثل بصفة "شاهد يؤازره محامٍ" عام 2007 في سياق قضية وظائف وهمية في بلدية باريس، وحكم عليه بعد اربع سنوات بالسجن عامين مع وقف التنفيذ لإدانته باختلاس اموال عامة واستغلال الثقة وجني ارباح غير مشروعة.

&