لا يبدو ان أهل غزة المدمرة يؤمنون بالعودة إلى السلام. ويتحدث بعضهم عن تفاصيل القصف الاسرائيلي الذي هدّم بيوتهم، وشردهم، مؤكدين أن القصف لن يتوقف مهما كانت الظروف.



غزة: يقول نضال الخالدي الواقف على انقاض منزله الذي دمرته القذائف الاسرائيلية ليلا ان "هذه الحرب ستستمر"، ولا يبدو ان الكثيرين في غزة المدمرة لا يزالون يؤمنون بالعودة الى السلام.
&
لكن سكوت القنابل مع بداية التهدئة التي اعلنها الطرفان كان قصيرا إلا أن اسرائيل استأنفت عملياتها صباح الجمعة قبل ان تعلن عن احتمال خطف احد جنودها في جنوب القطاع، ما من شأنه ان يبعد احتمالات الحل السياسي.
&
لا يمكن المرور
وفي حي البريج في ضواحي مدينة غزة اصبح من شبه المستحيل المرور في الشوارع المغطاة بركام الابنية والاسلاك الكهربائية المقطعة وغيرها من الذكريات المدفونة، في مشهد مروع بعد 25 يوما من المعارك الدامية.
ويجمع بعض الشبان كتلا من الاسمنت التي كانت بالامس تشكل جدران منزل، في حين يحمل رجل في عربة معزاته الجريحة. وفي مكان ابعد، عند المستشفى يزج رجال الاغاثة بالجثث وبينها جثتا طفلين في براد المشرحة الذي يترنح تياره الكهربائي.
&
استمرار المقاومة
اما نضال (42 سنة) العاطل عن العمل وقد غلب الشيب ذقنه فيمشي بين انقاض منزله. ويروي أن دبابات "العدو" قصفت الليلة الماضية منزله، قبيل هدنة الثلاثة ايام التي وافقت عليها كل من حركة حماس واسرائيل.
ويقول نضال "لم يتركوا لنا منزلا، كنا سبع عائلات نقيم جميعا هنا، والان اصبحنا جميعا في العراء". ورغم الدمار المحيط به، يؤكد نضال "ليس لدي اي مشكلة مع ذلك، المقاومة قادرة على الاستمرار".
ويتساءل "لدينا أكثر 1500 شهيد ماذا فعل المجتمع الدولي؟ لا شيء، لا شيء اطلاقا. نعيش في سجن مفتوح. اسرائيل تدمر منازلنا وتقتل اطفالنا وحتى حيواناتنا. لذلك كان على احدنا ان يفعل شيئا، نحن مستعدون للتضحية بمنازلنا وابنائنا من اجل النصر". وهو مقتنع بانه لم يبق لديه اي شيء ليخسره.

لا هدنة
وبعد فترة قصيرة بدا ان الهدنة بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) انهارت تماما بعد انباء عن احتمال اسر الحركة جنديًا اسرائيليًا.
واشتد القصف الاسرائيلي. اما في حي خزاعة في ضواحي مدينة خانيونس (جنوب) فيقول مراد (28 عاما) غاضبا "هنا لا يوجد هدنة، ليس هناك سوى الدبابات والقنابل التي تتساقط علينا. الدبابات الاسرائيلية تقصفنا كل دقيقتين".
وطغى دوي قصف الدبابات الثقيل على المدينة، فيما تحاول سيارات الاسعاف ان تجد طريقا لها بين الانقاض. &
ويشير مراد، وحوله حوالى 20 شابا بدوا على يقين ان المعارك ستستمر، الى انه "على مسافة 15 مترا هناك اناس عالقون تحت الانقاض، نسمع صراخهم، ولكن لا نستطيع الذهاب اليهم في الوقت الراهن فالخطر كبير".
&ويقول احدهم قبل ان يختفي عن الانظار "سقط عدد كبير من الشهداء، ولا خيار سوى في الاستمرار في هذه الحرب".
وبعيدا عن هذا المكان تتعرض رفح قرب الحدود المصرية الى القصف الاسرائيلي، فيما يكرر الفلسطينيون انهم متيقنون من "النصر".
وامام مستشفى في ضواحي مدينة غزة حيث امتلأت المشرحة بجثث الضحايا، يقول مصلح ان "المقاومة اقوى من اي وقت مضى، وهي تزداد قوة".

مقتل 4 فلسطينيين من عائلة واحدة في رفح
اعلن مصدر طبي فلسطيني السبت ان اربعة فلسطينيين من عائلة واحدة قتلوا في غارة اسرائيلية استهدفت منزلهم في رفح جنوب قطاع غزة. وقال اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة "ارتقى اربعة شهداء و(تم تسجيل) عدد من الاصابات في غارة اسرائيلية على منزل لعائلة البحابصة (الذي تم) تدميره على رؤوس ساكنيه في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".
&