&
يشدّد عبد الرحمن سعيدي القيادي البارز في حركة السلم الجزائرية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين على أنّ "استقلال الجزائر لن يكتمل إلاّ بتحرير فلسطين"، مشيرا إلى أنّ قضية دعم وإغاثة غزة هي "مسألة شرف لدى الجزائريين".&

&
الجزائر: في حوار خصّ به "إيلاف"، قال عبد الرحمن سعيدي، الرقم الثاني في حركة السلم الإخوانية، إن الجزائر تملك أوراقا رابحة عليها استثمارها في دعم غزة، ملّحا على مواصلة الضغط لدفع مصر لفتح معبر رفح والسماح بمرور قوافل الإغاثة، ورأى أنّ عدم التعاطي الدولي بحزم مع الآلة الإسرائيلية واستمرار الحصار، سيجعل الأمور تراوح مكانها ويفتح المجال لتصعيد إسرائيلي أكبر، وإليكم نص الحوار
&
كثفت الجزائر مؤخرا من دعمها لقطاع غزة، فبعد مساعدة بـ25 مليون دولار، كانت وراء انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة حول ما يحدث في فلسطين، بالتزامن مع استعداد الجزائر لفتح مستشفياتها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، فهل انتقلت الجزائر إلى السرعة القصوى في دعم غزة؟
- الجزائر مهما قامت من جهود، يبقى المطلوب منها أكثر، خاصة وأنّ الأمر يتعلق بالغالية فلسطين، وحجم المأساة كبير، فغزة لم تشهد عدوانا بهذا الحجم وهذا الحد، ويُفترض أنّ الجزائر هي من تقود قاطرة التأييد لفلسطين وهي من تستبق الجبهة الرافضة البارزة حاليا على مستوى دول أمريكا اللاتينية.
أرى أنّ الجزائر تعمل وسط محيط عربي متفكك، والصف العربي ليس في المستوى، لذا فالعمل يتّم بكل ما هو متاح، لكننا نشدد على حتمية بذل المزيد.
&
دعوتم في حركة السلم، الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الضغط من أجل سحب سفراء إسرائيل من سائر الدول المعنية، وتجديد خطاب الجزائر المعروف "الجزائر مع فلسطين ظالمة أو مظلومة"، كيف تتصورون الحراك المفترض؟&
- كحركة وكمجتمع جزائري، يبقى سقف مطالبنا أمام حجم المأساة مرتفع، وأي حراك يحتاج إلى التفعيل عبر عمل مشترك وتنسيق دولي، وإذا كانت الإغاثة مطلوبة، فإنّه ينبغي بشكل حازم وضع حد لجرائم الحرب الإسرائيلية وإيقاف نزيف الدم وفك الحصار، وأي شيء غير ذلك سيعني مراوحة المكان، ودفع الفاتورة دون قبض الثمن.
لذا، فعدم تتويج المفاوضات سيعيد الأمر إلى نقطة البداية، وسيتيح لإسرائيل الضرب مجددا ومتى شاءت دون رادع.
&
طالبتم السلطات بالاتصال بالنظام المصري والضغط عليه لفتح معبر رفح والتوقف عن هدم الأنفاق وتسهيل دخول المساعدات وقوافل الإغاثة إلى غزة، هل تعتقدون بمضي النظام في هكذا خطوة وهل سيتجاوب المصريون؟
- نرى أنّ المصالح المشتركة بين الجزائر ومصر، ووقوف بلادنا مع القاهرة في أحلك الظروف، يفرض على الجانب المصري التجاوب، وعدم ترك الشعب الفلسطيني يدمرّ ويستغيث، بفعل الاستمرار في غلق معبر رفح.
نقدّر أيضا أنّ الجزائر تملك أوراقا رابحة عليها استثمارها في تسيير الملف، وطالما أنّ النظام المصري الحالي في حاجة إلى الجزائر، فإنّ ذلك يتيح مزيدا من الضغط باتجاه السماح بمرور قوافل الإغاثة وفتح معبر رفح، وليس تذرع مصر بالإرهاب ومجموعاته، من سيعرقل هذا المسار، خصوصا وأنّ مصر تستطيع التحكم في المعبر إياه، وتعاميها عن هذا المطلب يعني مواصلتها الإسهام في تعميق العدوان الإسرائيلي.&
المنطق يفرض أنّ أي إنسان يُعاقب إذا تجاهل معاناة آخر في حالة خطر والأمر يرقى إلى جريمة، فما بالكم إذا كان الأمر يخص شعبا كاملا.&
&
لا زال الجزائريون محرومين من التعبير الحر عن تضامنهم مع غزة، هل تنوون التصعيد لحمل السلطات على كسر (فيتو) التجمعات والمظاهرات؟
- السلطة لا يمكنها كبح تعبير الجزائريين، كما أنّ الفلسطينيين يدركون بعمق مدى رسوخ القضية الفلسطينية الأمّ في وجدان الشعب الجزائري، ونحن نفضّل عدم الاكتفاء بالتعبير عن الغضب، بل بالتضامن عبر جمع المعونات يوميا، والأولوية لإيصال المساعدات بدل الخروج إلى الشارع.
بصراحة، الحكومة الجزائرية لا تمنع التضامن عن طريق جمع التبرعات، لأنّ القناعة العامة مفادها: فلسطين قضية شرف وليست قضية هيئة أو طرف، مثلما هي ليست قضية إسلاميين.
القضية الفلسطينية لها صلة بتاريخ وكفاحات الجزائر، فالثوار القدامى قالوها منذ أكثر من نصف قرن: استقلال الجزائر لن يكتمل إلاّ بتحرير فلسطين.
&
تحدثتم عن فتح المجال أمام التبرعات المالية العينية، والاستعداد الجاد لوضع برامج عاجلة لإعادة إعمار غزة بعد توقف الهجمات تحت شعار "يهدمون ونبني"، كيف تتصورون تجسيد ذلك؟
- الأمر يتوقف على قدرة الشعب الجزائري، والتجسيد ينطوي على جانب إجرائي مرتبط بالظروف المحيطة بأرض فلسطين، لكننا نؤكد أنّ كل الوسائل والطرق القانونية التي تمكننا من إيصال هذه المساعدات سنستخدمها، على منوال ما فعلناه في سنوات سابقة حينما نجحنا في تجهيز مستشفيات وتوفير وسائل نقل واكثر من مستشفى متحرك.
نفضّل أن يكون التنسيق بين الشعب والدولة، حتى يكون الدعم بحجم الجزائر وعراقة الشعب الجزائري.&
&