شكّل مانويل فالس الحكومة الفرنسية الجديدة، فضمت المغربيتين نجاة بلقاسم، أول امرأة تتولى حقيبة التعليم في تاريخ فرنسا، ومريم الخمري كاتبة للدولة مكلفة شؤون المدينة.
ساره الشمالي من دبي: أعلنت رئاسة الحكومة الفرنسية، مساء الثلاثاء، تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة، التي ألفها مانويل فالس. وكان اللافت في هذه التشكيلة تعيين مغربيتين. فقد بقيت المغربية نجاة بلقاسم، التي كانت تشغل منصب وزيرة حقوق المرأة والمدينة والشباب والرياضة في الحكومة المستقيلة، في التركيبة الحكومية الجديدة، وأسندت إليها وزارة التعليم، لتكون أول امرأة تتولى حقيبة التعليم في تاريخ فرنسا. وتولت المغربية مريم الخمري حقيبة كاتبة الدولة المكلفة شؤون المدينة.
من الريف إلى المسؤولية
ونجاة بلقاسم (36 سنة) واحدة من أوفى الأوفياء للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، وتجد نفسها اليوم في منصب يفرض عليها تحمل مسؤولية تاريخية، هو منصب وزارة التربية والتعليم، الذي يتجنبه العديد من السياسيين الفرنسيين لصعوبة المهمة.
بلقاسم من مواليد بني شيكر بمدينة الناظور شمال المغرب، وكانت عضوًا في مجلس الجالية المغربية بالخارج. ترعرعت بلقاسم في قرية بالريف المغربي مع اخواتها الستّ، وانتقلت الى فرنسا مع عائلتها وهي في الخامسة من العمر، وكان والدها عامل بناء.
بدأت مشوارها السياسي بانضمامها الى صفوف الحزب الاشتراكي في العام 2002، واصبحت في العام 2005 المستشارة الوطنية للحزب. تخرجت في معهد الدراسات السياسية بباريس في العام 2000، بعدما حصلت على إجازة في الحقوق من جامعة بيكاردي في أميينز. عُيّنت ناطقة بإسم حكومة جان مارك أيرولت في أيار (مايو) 2012.
تعتمد على نفسها
أما مريم الخمري (36 عامًا) فقد ولدت في الرباط، وقضت سنوات طفولتها في طنجة، برفقة أمها التي كانت أستاذة مغتربة هناك، قبل أن تعود في سن التاسعة إلى مدينة ثوارس في لي دو سيفر.
تقول الخمري في لقاء صحفي: "علمتني أمي ألا أعتمد إلا على نفسي"، وهو ما فعلته حين مولت دراستها بنفسها، حتى نالت شهادة عليا رفيعة، أهلتها للالتحاق بفريق عمل برتراند دولانوي، عمدة باريس السابق، قبل أن تصبح مكلفة بمهمة في الشؤون المدرسية والوقاية.
انتخبت الخمري مرتين مستشارة في بلدية باريس، وشغلت مجموعة من المهام في مكتب عمدة باريس، قبل أن ينتقيها فالس لتشغل منصب كاتبة الدولة المكلفة شؤون المدينة.
مناصب مهمة
بلقاسم والخمري ليستا المغربيتين اللتين نالتا لقب "وزيرة" في الحكومة الفرنسية، فرشيد داتي أشهر وزيرة فرنسية من أصل مغربي، أثارت موجة انتقادات واسعة بعد إنجابها خارج مؤسسة الزواج، وكانت وزيرة للعدل.
وداتي من مواليد العام 1965، هي أول امرأة من أصل عربي تتولى حقيبة وزارية في حكومة فرنسية. التحقت في كانون الأول (ديسمبر) 2006 بحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، بزعامة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا& ساركوزي، وشغلت مناصب عدة، منها المتحدثة باسم ساركوزي خلال الانتخابات الرئاسية في العام 2007، ومنصب حارسة أختام الجمهورية ووزيرة العدل في حكومة فرنسوا فيون الأولى والثانية منذ ايار (مايو) 2007 حتى 23 حزيران (يونيو) 2009، ورئاسة بلدية الدائرة السابعة في العاصمة الفرنسية باريس منذ 29 آذار (مارس) 2008، وهي نائبة في البرلمان الأوروبي منذ 14 تموز (يوليو) 2009.
التعليقات