مع تردد أنباء عن ترتيب أميركي مع النظام السوري في حرب واشنطن وحلفائها ضد "الدولة الاسلامية"، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددًا أنه لن يكون هناك تنسيق مع دمشق حول ضربات جوية محتملة ضد مواقع التنظيم في سوريا.

بهية مارديني: تشير مصادر سورية إلى وجود تنسيق غير مياشر بين واشنطن والنظام السوري، عبر طرف ثالث قيل إنه ألمانيا، في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). ويشكك سوريون، في أحاديث متفرقة مع "ايلاف"، في مصداقية واشنطن من خلال الازدواجية التي تتعامل بها في الاهتمام بالوضع في العراق، على حساب تفاقم الأوضاع في سوريا، ومن خلال تجاربهم السابقة معها، والأخطاء التي ارتكبتها الادارة الأميركية على مدى السنوات الماضية .

ويعود الكاتب السوري عمر قدور إلى إهدار الإدارة الأميركية فرصة الإطاحة ببشار الأسد قبل سنتين، "عندما كانت قوات المعارضة تتقدم إلى دمشق، فمنعت حينئذ الدعم عنها، وتسببت باستعادة النظام أنفاسه واستلام زمام المبادرة، وتسببت أيضًا بتنامي قوة الجماعات المتطرفة على حساب الجماعات المعتدلة".

لن ننسق مع سوريا

هذا وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مقابلة مع شبكة "سي بي اس": "لن ننسق مع سوريا، وسنعمل بالتأكيد على تفادي التداخلات، والتأكد من انهم (السوريون) لن يقوموا بأي عمل يندمون عليه اكثر".

واعتبر كيري أنه حظي بدعم كبير للمشاركة في الغارات الجوية وفي كل أوجه الحرب الاخرى التي تزمع الولايات المتحدة خوضها ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقال: "بعض أعضاء التحالف على استعداد لارسال قوات إلى الارض، لكن هذا ليس على اي حال ما نعتزم القيام به في الوقت الراهن".

وأضاف: "هناك قوات على الارض لا تنتمي الينا، المعارضة السورية موجودة ميدانيًا ومن المؤسف أن تكون قاتلت تنظيم الدولة الإسلامية بمفردها في السنتين الماضيتين"، لافتًا إلى أن تسليح وتدريب هذه المعارضة السورية جزء مهم من استراتيجية الرئيس الأميركي باراك اوباما للقضاء على داعش.

أجندات معينة

من جانبه، نفى نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد ما تردد حول اتصالات سرية بين دمشق وواشنطن، مؤكدًا أن "لا وجود لأي اتصالات سرية مع الولايات المتحدة الأميركية، كل ما تقوم به القيادة دائما هو أمام الشعب السوري".

واعتبر المقداد، في حديث لقناة المنار اللبنانية الناطقة باسم حزب الله، أن التحالفات التي تستثني سوريا والصين وروسيا قد تكون لها أجندات معينة، مضيفا: "خلال اليومين الأخيرين لاحظنا التصريحات من قبل الدول التي حضرت اجتماع جدة، فبعضها يقول إنه لن يقدم أو ينضم، وبعضها الآخر يقول إنه لن يسلح أو يمول، وهذا يعني وجود خلاف حقيقي".

في غضون ذلك أشار البيت الأبيض إلى إحراز تقدم في مسألة الحصول على تفويض من الكونغرس يتيح تدريب وتجهيز المعارضة السورية لمواجهة داعش. وقال كبير موظفي البيت الابيض دينيس ماكدونو: "نرى تقدمًا جيدًا للغاية في الكونغرس، بما في ذلك في مجلس النواب تحت رئاسة الجمهوري جون بينر لضمان أن لدينا السلطة لتدريب وتجهيز المعارضين السوريين الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، حسب قوله.

إعتداء!

وكان البيت الابيض، أعلن أنه يفضّل الحصول على تفويض الكونغرس لتسليح المعارضين السوريين المعتدلين وتدريبهم، في مشروع قرار قيد المناقشة خاص بتمويل الحكومة وذلك اثر اعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما، استعداده شن غارات جوية على تنظيم "داعش" في سوريا, اضافة إلى تعهداته دعم المعارضة المعتدلة وتدريبها، ورفضه التعاون مع النظام السوري.

وبحسب التصريحات المعلنة، ترفض الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا التنسيق مع النظام السوري لضرب "داعش"، معلنة نيتها مساعدة المعارضة السوري "المعتدلة" في مواجهة التنظيم, فيما اعتبر النظام السوري أن عملا عسكريا أميركيا في الأراضي السورية دون موافقتها هو بمثابة "اعتداء" على البلاد، مبدية استعدادها للتعاون على المستوى الإقليمي والدولي في محاربة الإرهاب.