رأى غالبية قراء "إيلاف" الذين شاركوا في الاستفتاء الأسبوعي أن تحرك الحوثيين نحو العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة على المدينة، في هذا الوقت بالذات، يعتبر مساومة إيرانية للسعودية حول العراق وسوريا.
&
الرياض: شارك في استفتاء "إيلاف" الأسبوعي 3687 قارئاً أجابوا على السؤال التالي: " لماذا تحرك الحوثيون في هذا الوقت بالتحديد تجاه صنعاء؟.. هل هو لانشغال العالم بالحرب ضد داعش، أم مساومة إيرانية للسعودية حول العراق وسوريا، أم أن لديهم مظالم ومن حقهم ذلك.

ومن بين المشاركين في الاستفتاء، رأت أغلبية تضم 1512 قارئاً شكلت نسبتهم 41 بالمئة من مجموع الذين أجابوا على سؤال الاستفتاء، أن سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة اليمنية في هذا التوقيت بالذات، يعتبر مساومة إيرانية للسعودية حول العراق وسوريا.

&وفي المقابل اعتبر 1230 قارئاً شكّلوا نسبة 33 بالمئة أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو انشغال العالم بالحرب ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق، وهو الأمر الذي يثير اهتماماً كبيراً في العالم، مع توالي الضربات ضد التنظيم.

في حين رأى 945 مشاركاً بنسبة 26 بالمئة أن سبب سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء الآن هو وجود مظالم لتلك الجماعة، وأنه من حقهم السيطرة على العاصمة اليمنية، وفرض إرادتهم في اليمن.

سيطرة وتنديد

وكان المتمردون الحوثيون الشيعة، سيطروا الثلاثاء الماضي، على العاصمة اليمنية صنعاء، وسط غياب شبه تام للقوات الحكومية، فيما ندد الرئيس عبدربه منصور هادي بوجود "مؤامرة"، متعهدًا العمل على استعادة "هيبة الدولة".

وبدوره أعلن زعيم التمرد الزيدي الشيعي في اليمن عبدالملك الحوثي "انتصار الثورة" بعد ان سيطر أنصاره بشكل شبه تام على صنعاء، وذلك في خطاب ألقاه ونقل عبر شاشات عملاقة امام مؤيديه في وسط العاصمة اليمنية.

وقال الحوثي "نبارك لشعبنا انتصار ثورته الشعبية التي أسست لمرحلة جديدة قائمة على التعاون والتكاتف في اليمن" مؤكدا انه "انتصار لكل الشعب وكل مكوناته"، كما اعتبر ان اتفاق السلام الذي وقعت عليه جماعته التي تتخذ اسم "انصار الله"، يشكل "صيغة سياسية جديدة" للبلاد.

من جانبه، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إن ما تتعرض له صنعاء "هو عبارة عن مؤامرة تجرّ البلد الى حرب اهلية". واكد هادي أنه يتحمل مسؤوليته إزاء الوضع. وقال "اعدكم بأني أتحمل مسؤولية ما يجري، ولن اقصر في أداء مسؤوليتي، وسأعمل على استعادة هيبة الدولة".
&
وأقام المسلحون الحوثيون نقاط تفتيش في صنعاء، حيث يقومون بتفتيش السيارات. ووضعت نقاط التفتيش الرئيسة على طريق المطار في شمال صنعاء وشارع الزبيري الذي يقسم المدينة الى شطرين غربي وشرقي، اضافة الى شارعي حتا والزارعة.

وجاب المسلحون الحوثيون المدججون بالسلاح شوارع المدينة على متن مركبات رباعية الدفع، فيما انتشرت مجموعات من المتمردين امام مؤسسات الدولة برفقة مجموعات صغيرة من الشرطة العسكرية.

مداهمات

ولاحقاً واصل الحوثيون في العاصمة اليمنية صنعاء مداهمة منازل السياسيين والوزراء، فداهموا منزل رئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي حسن الأحمدي، ومنزل اللواء علي محسن الأحمر مستشار الرئيس للشؤون العسكرية، وفتشوهما ليستولوا منهما على وثائق استخبارية مهمة.

كما أفرج الحوثيين عن عدد من عناصر الحرس الثوري الإيراني وعنصرين من حزب الله اللبناني، كانوا محتجزين لدى السلطات اليمنية، بتهمة تدريب الحوثيين في شمال اليمن، فيما نقلت تقارير عن مصادر أمنية يمنية تأكيدها وجود عدد كبير من عناصر الحرس الثوري وحزب الله في شمال اليمن، لمساعدة الحوثيين على السيطرة على صنعاء.

وأكد مواطنون يمنيون في صنعاء أن المسلحين الحوثيين اقتحموا الجمعة مسجد الخير في هبرة، ومسجد الزهراء في جوار السجن المركزي، ومسجد الحمزة في حي الحشيشية، ومسجد ذو النورين في جولة سبأ، ونشروا عشرات المسلحين حول هذه المساجد.

ورغم حالة الخوف التي تسيطر على اليمنيين، فقد تظاهر المئات أمس، في صنعاء ضد المتمردين الحوثيين الشيعة للمرة الأولى منذ سيطرة هؤلاء على غالبية العاصمة اليمنية، وطالبوا بانسحاب المسلحين من المدينة، كما طالبوا بعودة الأجهزة الأمنية إلى سابق عهدها، واسترداد المنهوبات العامة والخاصة والاعتذار لكل من تعرّضت ممتلكاته للمصادرة والعبث.

من جانبها، هللت الصحف الإيرانية لسيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، وقالت صحيفة "كيهان" إن أولى نتائج تلك السيطرة هي وصول الحوثيين للمرة الأولى منذ نشأة حركتهم السياسية منذ 22 عاماً إلى المشاركة في صناعة القرار الحكومي اليمني، ما يعني بالحد الأدنى، ولو موقتاً، شراكة جزئية مع الحوثيين في إدارة العمق الاستراتيجي للمملكة.